إيلاف من الرباط:توصل المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف في المغرب ، برسالة من الملك محمد السادس، شكره فيها على إهدائه نسخة من كتاب "عشرة أعوام في خدمة الثقافة والمغرب والمغاربة"،الذي أصدرته المؤسسة الوطنية للمتاحف تخليدا للذكرى العاشرة لإحداثها.
شكر وإشادة
مما جاء في رسالة العاهل المغربي: "محب جنابنا الشريف السيد المهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد، فقد تلقينا بكل ترحيب واهتمام إهداءك إلى جلالتنا نسخة من كتاب "عشرة أعوام في خدمة الثقافة والمغرب والمغاربة" الذي أصدرته المؤسسة الوطنية للمتاحف تخليدا للذكرى العاشرة لإحداثها".
(1).JPG)
الرسالة الملكية الموجهة الى قطبي
وأضاف العاهل المغربي: "وإننا إذ نشكرك على هذه المبادرة الطيبة، لنحثك على مواصلة جهودك المحمودة في سبيل إثراء العرض المتحفي والجمالي ببلادنا وتنويع بنايته التحتية، وفق ما نرتضيه، وبما يجسد شغفك الفني المعهود، وغيرتك الوطنية على المساهمة في تعزيز الرصيد الثقافي والإبداعي المغربي وتحقيق إشعاعه وطنيا ودوليا. كما ونحن نشيد بهذا الإصدار التوثيقي المتميز لنرجو لك المزيد من العطاء في خدمة التراث الفني الوطني مشمولا بسابغ عطفنا ورضانا".
حكامة متحَفية
أحدثت المؤسسة الوطنية للمتاحف بقانون وصودق عليها بظهير ( مرسوم ملكي) في أبريل 2011. وهي "مؤسسة مستقلة لا تهدف إلى الربح، وتتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، وتتولى، لحساب الدولة، إدارة وتدبير وحفظ المتاحف".
وتسعى هذه المؤسسة إلى ملامسة عدد من الأهداف التي حددها القانون المنظم لها، والمتمثلة، على الخصوص، في تعزيز "الحكامة المتحفية"، و"تثمين" رصيد المتاحف الوطنية و"جرد وحصر وتوثيق" هذا الرصيد، و"دراسته علميا والمحافظة عليه وصيانته وحمايته وفق المعايير المتعارف عليها والقوانين المنظمة لقطاع التراث"، و"إغناء المجموعات المتحفية التابعة لها من خلال حملات التجميع واستملاك أو تسهيل استملاك أو شراء، بعوض أو بالمجان، الأعمال والتحف الفنية التي تكون لها قيمة تاريخية أو علمية أو دينية أو فنية أو أدبية أو إثنولوجية بهدف ضمها إلى مجموعات تلك المتاحف"، إلى جانب "التعريف بوظائف ودور المتاحف في تطور المجتمع وتشجيع الإبداع والمهنية في المتاحف بجميع أصنافها"، و"تنمية وتشجيع" زيارتها، و"استقبال الجمهور في فضاءاتها وتمكين مختلف فئات المجتمع".
ويتعلق الأمر، بالنسبة للمهدي قطبي، الفنان التشكيلي ورئيس هذه المؤسسة، بأهداف وأدوار مهمة تشمل تأهيل المتاحف ودمقرطة الفن، عبر فتح المتاحف أمام العموم وتحسين جاذبيتها وجعلها قابلة للولوج، من خلال توقيع الشراكات والتحسيس بأهمية الثقافة بشكل عام، والمتاحف بشكل خاص، لإغناء العرض السياحي والمساهمة في تطوير معرفة ورفع مستوى فهم المغاربة لمختلف جوانب التراث الثقافي والفني لبلدهم، بشكل يعطي دفعة لسوق الفن ويُمَكن المغرب من التموقع كبلد رائد في هذا المجال، ويزيد من إشعاعه الثقافي في الداخل والخارج.
مهدي قطبي يتفقد لوحات معرض في متحف محمد السادس بالرباط
ولا يخفي قطبي ارتياحه للعمل المنجز على مدى السنوات التي قضاها على رأس هذه المؤسسة الثقافية، مشددا على أن الحصيلة تبقى أكثر من إيجابية، الشيء الذي لم يكن ممكنا لولا الدعم الملكي للنهوض بالثقافة ومنحها المكانة اللائقة داخل المجتمع.
ومكنت هذه الدينامية المغرب من احتضان تظاهرات ثقافية كبيرة، على غرار معرض "أمام بيكاسو"، والمعرض الاستيعادي المخصص لأليرتو جيا كوميتي، ومعرض "المغرب الوسيط إمبراطورية بين أفريقيا وإسبانيا"، ومعرض "الغرباوي: الجذور السامقات"، ومعرض "التشكيليون المغاربة في المجموعات الوطنية من بن علي إلى اليوم"، ومعرض "الألوان الانطباعية – روائع المجموعات التحفية لمتحف أورساي"، ومعرض "الشعيبية طلال، فاطمة حسن الفروج، راضية بنت الحسين: رحلة إلى منابع الفن"، ومعرض "أحمد الشرقاوي: بين الحداثة والتجذر"، ومعرض "المتوسط والفن الحديث"، ومعرض "إبداعات الأمس واليوم"، ومعرض "أماكن مقدسة مشتركة بين الديانات التوحيدية"، ومعرض "من غويا حتى أيامنا"، ومعرض "نساء: فنانات الحداثة بالمغرب 1960 – 2016"، ومعرض "ملحُ أرضي" الذي خصص للفنان المغربي الراحل حسن الكلاوي، واستضافة النحات الكولومبي فيرناندو بوتيرو من خلال عمله الشهير "الحصان"، وصولا إلى معرض "دولاكروا ذكريات رحلة إلى المغرب"، فضلا عن معرض "أضواء أفريقيا"، الذي تميز بمشاركة 54 فنانا من مختلف البلدان الأفريقية، تقاطعت أعمالهم عند موضوع الطاقة وتحدياتها بالقارة السمراء، كما سعت إلى تقديم رؤية حول تنوع وقوة وتميز الفن الأفريقي المعاصر، والدفع نحو التفكير في تحديات تنمية القارة.