إيلاف من لندن: نددت وزارة الخارجية البريطانية باستغلال أسرى الحرب بعد اتهام رجلين بريطانيين احتجزتهما قوات الكرملين في شرق أوكرانيا بتهمة "أنشطة مرتزقة".
وأعلن عن القبض على ديلان هيلي (22 عامًا) وأندرو هيل (35 عامًا) في أبريل/ نيسان الماضي، وكان هيلي من كامبريدجشاير، في أوكرانيا كعامل إغاثة لمنظمة (بريزيديوم نيتوورك) البريطانية غير الربحية عندما تم القبض عليه عند نقطة تفتيش جنوب مدينة زابوريزهزيا.
وكان تم اصطحابه إلى جانب مواطن بريطاني آخر هو بول أوري (45 عامًا) وهو رجل عائلة لديه أطفال، ولم يتم ذكر هذا الأخير في الإعلان عن التهم الموجهة للسيد هيلي والسيد هيل.
رفض التعاون
وتم تصوير السيد هيل، وهو متطوع عسكري، بذراعه اليسرى مع ضمادات وغطاء رأسه في مقطع فيديو بث على التلفزيون الروسي في أبريل.
وذكرت وكالة أنباء تاس أن المسؤولين في جمهورية دونيتسك الشعبية المدعومة من موسكو قد وجهت إليهم تهما، وتقول إن السيد هيلي والسيد هيل رفضا التعاون.
وقال مصدر في مجلس النواب الشعبى لوكالة تاس: "بدأت قضايا جنائية ووجهت تهم (الارتزاق) ضد المواطنين البريطانيين ديلان هيلى وأندرو هيل المحتجزين حاليا في جمهورية دونيتسك.
وأضاف أن "عمليات التحقيق جارية حيث يبحث المحققون عن أدلة على الجرائم التي ارتكبها البريطانيون، لأنهم لا يريدون الإدلاء بشهاداتهم ويرفضون التعاون في قضاياهم الجنائية".
ومع ذلك، فإن شبكة بريزيديوم نيتوورك (Presidium Network)، التي تساعد عائلة السيد هيلي منذ أبريل، قالت إن الاتهامات "ذات دوافع سياسية" و "تلفيق" من قبل مجلس النواب الشعبى.
يذكر أن شبكة بريزيديوم نيتوورك هي مؤسسة بريطانية غير ربحية تقدم الدعم للمجتمعات التي تمر بأزمات لإدارة القضايا الإنسانية وتمثيل احتياجات الأشخاص المتضررين من العنف أو الفقر لصانعي السياسات الدولية.
وقال آلان مور، صديق السيد هيلي، إنه تحدث إلى والدة عاملة الإغاثة التي "تتلقى إرشادات" حول من يمكن التحدث إليه، وأضاف لشبكة (سكاي نيوز): "لأكون صادقًا ، إنه مجرد جنون. إنه بالتأكيد ليس مرتزقًا. كان يتطوع فقط."
الخارجية البريطانية
وقالت (سكاي نيوز) إن الصليب الأحمر والحكومة البريطانية على اتصال بالسيد هيلي وأولئك الذين احتجزوه، وقالت وزارة الخارجية في بيان: "ندين استغلال أسرى الحرب والمدنيين لأغراض سياسية وأثارنا ذلك مع روسيا. نحن على اتصال دائم مع حكومة أوكرانيا بشأن قضاياهم وندعم أوكرانيا بشكل كامل في جهودها للإفراج عنهم".
وقالت شبكة بريسيديوم إنها "علمت بتهم المرتزقة التي لم يتم التحقق منها والموجهة ضد ديلان هيلي من خلال وسائل الإعلام الحكومية الروسية".
وقالت المنظمة إنها قدمت أدلة تثبت أن السيد هيلي كان "متطوعا إنسانيا مستقلا" في أوكرانيا وقت القبض عليه ولم يكن مرتبطا بأي وحدة عسكرية أو شبه عسكرية".
وقالت في بيان "لم يشارك في أي وقت في أي عمل عسكري، إن التهم التي وجهها مجلس النواب الشعبى ليست مدعومة بالأدلة، ومن ثم لا يمكن تفسيرها إلا على أنها عمل ذو دوافع سياسية من جانب جمهورية دونيتسك الشعبية والحكومة الروسية. زندين اختلاق الاتهامات من قبل مجلس النواب الشعبى لتحقيق مكاسب سياسية وتحريف دور ديلان فى أوكرانيا".
أحكام اعدام
ووفقًا لموقع مؤيد للكرملين، سيواجه السيد هيلي والسيد هيل نفس تهم المرتزقة مثل المتطوعين العسكريين البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر.
وكان حُكم على أسلين (28 عامًا)، من نيوارك في نوتينجهامشاير، والسيد بينر (48 عامًا) ، من بيدفوردشير ، بالإعدام في محكمة مجلس النواب الشعبى فى يونيو.
لكن يوم الخميس، تدخلت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قضاياهم ، محذرة موسكو من ضرورة ضمان عدم تنفيذ عقوبة الإعدام.
يعيش السيد أسلين والسيد بينر في أوكرانيا منذ عام 2018 ويؤكدان أنهما كانا يخدمان بشكل شرعي مع الجيش في البلاد - مما يعني أنه يجب أن يكون لهما الحق في الحماية الممنوحة لأسرى الحرب بموجب اتفاقية جنيف.
وأصبح سكوت سيبلي، الجندي السابق في الجيش البريطاني، البالغ من العمر 36 عامًا ، والذي يُعتقد أنه سافر إلى أوكرانيا لمحاربة القوات الروسية ، أول مواطن بريطاني تم تأكيد وفاته في الصراع.