ايلاف من لندن : دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء قادة القوى السياسية إلى اجتماع يعقد الأربعاء للبدء بحوار وطني لايجاد حلول للأزمة السياسية الحالية. وقال الكاظمي في بيان موجه الى العراقيين وحصلت "ايلاف" على نصه انه "من منطلق المسؤولية الوطنية المشتركة التي تجمع العراقيين على مبدأ حفظ وحدة العراق، وأمنه، واستقراره؛ أدعو الإخوة قادة القوى السياسية الوطنية إلى اجتماع وطني في قصر الحكومة يوم غدٍ الأربعاء.
وأشار الى ان الاجتماع يهدف الى "البدء في حوار وطني جاد والتفكير المشترك؛ من أجل إيجاد الحلول للأزمة السياسية الحالية، والانغلاقات الراهنة في نطاق الدستور وعلى أرضية المصلحة الوطنية العليا، وبما يسهم في تهدئة التصعيد الحالي، وإيجاد بيئة مناسبة للحلول السياسية والدستورية، وبما يصبّ في تحقيق تطلعات شعبنا".
ومن جهته ابلغ مصدر عراقي "ايلاف" ان معظم القادة السياسيين ومن مختلف الاتجهات والكيانات قد عبرت عن استعدادها لحضور لاجتماع غدا والمشاركة في حوارات من خلال طرح رؤاها لمتطلبات حل الازمة السياسية الحالية.
واشار الى ان الكاظمي قد مهد لاجتماع غد بلقاءات واتصالات خلال الايام الماضية مع الفرقاء السياسيين الذين اكدوا حضورهم الاجتماع.
ايقاف التصعيد الشعبي والاعلامي
وأضاف الكاظمي انه "في هذا الصدد أدعو كلّ الأطراف الوطنية إلى إيقاف التصعيد الشعبي والإعلامي، ومنح المساحة الكافية للطروحات الوسطية؛ لأخذ حيزها في النقاش الوطني".
وشدد الكاظمي على إنّ "العراق أمانة في أعناقنا جميعاً، ومصلحة بلدنا تتطلب من الجميع تغليب لغة الحوار، ومنح الوقت، والفرصة للنيات الوطنية السليمة، وقطع الطريق أمام متصيدي الفتن والخلافات".
وأكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة للمواطنين العراقيين بأنّ مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية ارتأت - من واقع الحرص الوطني- ألّا تكون طرفاً في أي خلاف سياسي وأنّ تركيزنا منصب على منع أيّ تأثيرات للأزمة السياسية على مصالح الناس وأمنها".
عدم افزاع الناس
وأهاب بوسائل الإعلام والنخب الثقافية والاجتماعية والسياسية الاسهام في تكريس الروح الوطنية، وعدم إفزاع الناس، بل مساعدة مؤسسات الدولة للقيام بمهامها في خدمة شعبنا، وفي ضمان الأمن والاستقرار.
في وقت سابق اليوم شدد الكاظمي الثلاثاء على انه لن يتورط بالدم العراقي. وعبر في كلمة خلال الجلسة الاعتيادية الاسبوعية لحكومته اليوم تابعتها "ايلاف" عن الاسف "لان البلاد مازالت تعيش التحديات السياسية والانسداد السياسي وانعكاساته على أداء الحكومة برغم انها ليست طرفاً في الصراع السياسي، لكن هناك من يحاول أن يحمّلها مسؤولية هذه الأزمة ويهرب من المشكلة، وأن يحوّل كل المشاكل باتجاه الحكومة".
وشدد الكاظمي بالقول "ان قرارنا في هذه الحكومة هو ألّا نتورّط بالدم العراقي، لا اليوم ولا غداً، الدم العراقي غالٍ، والمشاكل يجب أن تحل بالحوار ثم الحوار.
وجاءت تحذيرات الكاظمي هذه فيما الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الثلاثاء عن تأجيل تظاهرةٍ حاشدة دعا تياره لتنظيمها السبت في بغداد "حتى إشعار آخر" خشيةً من العنف فيما ما زال التصعيد مستمرًا بينه وبين خصومه في الإطار التنسيقي للقوى الشيعيية الموالية لايران.
اتهامات وتهديدات خطيرة
تتصاعد الازمة السياسية اتهامات وتهديدات خطيرة بين طرفيها الرئيسيين التيار الصدري بزعامة الصدر والاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران.
الاحد الماضي رفض مجلس القضاء الأعلى طلب الصدر بحل البرلمان وأكد، في بيان رسمي انه لايملك أي صلاحية قانونية أو دستورية تجيز له التدخل بأمور السلطتين التشريعية أو التنفيذية.
وفي وقت عزز الرفض موقف الإطار التنسيقي المعارض لحل البرلمان والساعي لتشكيل حكومة توافقية فانه قد اغاض الصدريين ودفعهم الى استعراض قوة بتحشيد انصارهم ودفعهم الى الشارع لتكريس مطاليبهم وبالمقبل اعلن الاطار الشيعي عن تنظيمه تظاهرة "كبرى" مقابل ذلك لم يحدد موعدها بعد وهو ما ادخل الازمة السياسية في نفق مظلم لاضوء باديا في نهايته لحد الان.