الرياض: يصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس قادما من أثينا بعد غد الأربعاء في زيارة رسمية إلى فرنسا ستستغرق يومين.
وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة من الرئاسة الفرنسية، بحسب تصريح مصدر ديبلوماسي في السفارة الفرنسية\ الرياض لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ )، الذي أشار إلى أن "ولي العهد سيبحث مع الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الاليزيه، المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لمواجهة التحديات المشتركة، وصون الأمن والاستقرار في المنطقة، ومحاربة الإرهاب" .
ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة، المملكة العربية السعودية، 4 كانون الأول\ديسمبر 2021
ملفات رئيسية
وأوضح "المصدر" أن الجانبين سيبحثان عدة ملفات مهمة ورئيسية، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، وأزمة الطاقة، والملف النووي الإيراني، والوضع في اليمن في ظل استمرار التدخل الإيراني من خلال تهريب الأسلحة والذخائر وإرسال خبراء عسكريين إلى جماعة "الحوثي"، والانتخابات الرئاسية في "لبنان" وأهمية تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية فيه كمطلب دولي، لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للبنان بعيداً عن التدخلات الخارجية وسيطرة المليشيات التابعة لإيران على القرار في البلاد، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
ملف الطاقة
وفيما لفت "المصدر" في حديثه للوكالة الألمانية إلى "ان علاقات الصداقة التي تربط بين ولي العهد السعودي والرئيس الفرنسي ستسهل التفاهم حول هذه الملفات وتشعباتها"، يرى مراقبون ان الجانب الفرنسي يولي اهتماماً خاصا بملف الغاز والنفط، مع سعي العديد من الدول خاصة في أوروبا لبحث موارد طاقة بديلة عن "روسيا"، خشية ان تعمد الأخيرة إلى قطع إمدادات الغاز تماما بحلول الشتاء، ردا على قرار الأوروبيين فرض حظر على النفط الروسي. إلا ان السعودية تؤكد احترامها لتعهداتها والتزامها بكلمتها، وبالتالي تمسكها مثل غيرها من منتجي النفط بقرارات مجموعة "أوبك+ " بقيادة الرياض وموسكو.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (إلى اليمين) يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إلى اليسار) في مدينة جدة السعودية. 4 ديسمبر\ كانون الأول 2021
مجلس شراكة استراتيجي
وقال "المصدر" انه سيتم أيضا استعراض خطوات تشكيل مجلس شراكة استراتيجي سعودي-فرنسي وتعزيز أوجه التعاون في مجالات الطاقة ومسار التعاون على صعيد تصنيع سفن وفرقاطات بالسعودية في ضوء مذكرة التفاهم بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية المملوكة للدولة ومجموعة "نافال" الفرنسية الموقعة بين الطرفين في شباط / فبراير 2019.
وأعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية في كانون أول / ديسمبر الماضي تدشين مشروع مشترك مع شركتي "فيجاك أيرو" الفرنسية و"دُسر" السعودية لبناء مصنع لهياكل الطائرات في المملكة.
وذكرت الشركة أنه من المتوقع أن تصل إيرادات المشروع المشترك إلى 200 مليون دولار بحلول 2030.
وأفادت بأن رأسمال الشركة الجديدة ينقسم بواقع 51% للجانب السعودي و49% للجانب الفرنسي.
وتم الإعلان عن المشروع المشترك خلال منتدى الاستثمار السعودي الفرنسي الذي انعقد على هامش زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عند وصوله إلى قصر الإليزيه الرئاسي. 10 أبريل\ نيسان 2018 في باريس
تعاون تكنولوجي
وسيتم خلال الزيارة، بحث تأسيس "تعاون تكنولوجي" جديد بين الرياض وباريس في ظل وجود اهتمام سعودي كبير بالحلول التقنيةالسحابية الفرنسية إذ تتطلع الرياض إلى تعزيز مراكز البيانات والخدمات السحابية لديها لتكون قادرة على التعامل مع البيانات السيادية.
ورغم أن المملكة تمضي قدما في هذا المجال مع شركتي"سيسكو" و"مايكروسوفت" لكنها لم تستبعد العمل مع شركات غير أمريكية لأن بعض البيانات السيادية لا تعتمد على مورد واحد.
وتمتلك شركة "هواوي" الصينية بالفعل عددا من مراكز البيانات التجارية في المملكة.
19 بروتوكل عام 2018
وكانت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى فرنسا في العام 2018 قد شهدت توقيع 19 بروتوكول اتفاق بين شركات فرنسية وسعودية بقيمة إجمالية تزيد على 18 مليار دولار، شملت قطاعات صناعية مثل البتروكيميائيات ومعالجة المياه إضافة إلى السياحة والثقافة والصحة والزراعة.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية استقبلت مؤخراً عدة زعماء غربيين بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس اليوناني ورئيس الوزراء البريطاني، والرئيس الأميركي جو بايدن في الأسبوع الماضي حيث شارك بقمة جدة.