: آخر تحديث
بعد العديد من المحاولات الفاشلة

موسكو تتعهد وقف إطلاق النار في أوكرانيا وفتح ممرات إنسانية

79
78
85

كييف: تعهّدت روسيا فتح ممرات إنسانية صباح الثلاثاء من أجل السماح لآلاف المدنيين بالفرار من المدن الأوكرانية الرئيسية الواقعة تحت نيران المدفعية الروسية منذ أسبوعين، بعد العديد من المحاولات الفاشلة.

وأعلنت موسكو مساء الاثنين وقف إطلاق النار "اعتباراً من الساعة 10,00 صباحاً بتوقيت موسكو (07,00 بتوقيت غرينتش) يوم 8 آذار/مارس" لإجلاء المدنيين من كييف ومن مدن سومي وخاركيف وتشرنيغوف وماريوبول، وفق ما أفادت خلية وزارة الدفاع الروسية المكلفة العمليات الإنسانية في أوكرانيا في بيان.

من جهتها، لم تعلّق كييف على الإعلان الروسي رغم الموعد النهائي الذي حددته روسيا عند الساعة 00,00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء للسلطات الأوكرانية التي من المفترض أن تعطي موافقتها على طرق الإجلاء الجديدة.

واتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الإثنين الجيش الروسي بإفشال إجلاء المدنيين عبر الممرّات الإنسانية التي كان من المقرّر إقامتها في البلاد بعد محادثات ثنائية.

وقال زيلينسكي في فيديو نشره عبر تطبيق تلغرام "كان هناك اتفاق بشأن الممرّات الإنسانية. هل يطبّق ذلك؟ ما يطبّق هو الدبابات الروسية، والغراد (راجمات الصواريخ) والألغام الروسية".

على الأرض، تواصل القوات الروسية انتشارها حول البلدات أو قصفها، وفق مسؤولين أوكرانيين.

الهجوم الروسي

وأكد دميترو جيفيتسكي رئيس الإدارة العسكرية لمدينة سومي الواقعة في شمال شرق البلاد الثلاثاء، أن طائرات روسية ألقت قنابل ليل الاثنين الثلاثاء على مدينة سومي مضيفاً "هناك قتلى وجرحى".

كما دارت معارك عنيفة في مدينة إيزيوم (شرق) لكن القوات الروسية تراجعت بعد صدها، بحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية التب أوضحت أن القوات الروسية "نشرت الإرهاب في المدينة حيث قصفت المباني السكنية والبنى التحتية المدنية".

وبعد حوالى أسبوعين من الغزو الذي أطلقت عليه موسكو "عملية عسكرية خاصة"، واصل الجيش الروسي هجومه الاثنين، وأسفرت غارة على مخبز صناعي في ماكاريف، وهي منطقة تقع على أحد المحاور الرئيسية المؤدية من غرب أوكرانيا إلى كييف، عن مقتل 13 شخصاٍ، بحسب جهاز الإسعاف الأوكراني.

كذلك، تتوقع العاصمة كييف هجوماً عليها "في الأيام المقبلة" بحسب وزارة الداخلية الأوكرانية.

ووعد رئيس بلدية كييف بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو بأن "كل منزل، كل شارع، كل نقطة تفتيش، ستقاوم حتى الموت إذا لزم الأمر".

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو أكبر صراع عسكري في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية.

ويزداد الوضع سوءاً يوما بعد يوم مع تعرّض العديد من المدن للحصار حيث بدأ الطعام ينفد.

مساعدات إنسانية

أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث الإثنين أمام مجلس الأمن الدولي أنّ المنظمة الدولية "تحتاج إلى ممرات آمنة لتقديم مساعدات إنسانية في مناطق القتال" في أوكرانيا.

وفي نهاية محادثات الاثنين مع المفاوضين الروس، تحدث الأوكرانيون عن "بعض النتائج الإيجابية" في ما يتعلق بالممرات الإنسانية. أما في ما يتعلق بالقضايا الرئيسية مثل وقف إطلاق النار فقال ميخايلو بودولياك وهو عضو في الوفد الأوكراني إن "النقاشات المكثفة ستستمر" بشأنها.

وكانت موسكو أعلنت صباح الاثنين وقفاً محلياً لإطلاق النار وفتح ممرات للسماح بمغادرة المدنيين من العديد من المدن الأوكرانية من بينها كييف وخاركيف التي تتعرض للقصف منذ أيام.

لكن أوكرانيا رفضت إجلاء المدنيين إلى روسيا، إذ تؤدي أربعة من ستة ممرات اقترحتها موسكو إلى روسيا أو جارتها وحليفتها بيلاروسيا.

وفي اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اتهم فلاديمير بوتين "الكتائب القومية الأوكرانية بعرقلة عمليات الإجلاء عبر اللجوء إلى العنف والاستفزازات".

من جهته، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "استهزاء" نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالمبادئ "السياسية والأخلاقية" باقتراحه إقامة ممرات إنسانية لسكان مدن أوكرانية عدة "لنقلهم إلى روسيا".

هجرة جماعية

وفي إيربين بضاحية كييف، أقيم ممر إنساني غير رسمي سمح للآلاف من سكان المدينة التي سيطرت عليها القوات الروسية بالفرار عبر جسر مرتجل، ثم طريق واحد يتولّى أمنه الجيش ومتطوعون.

ودمرت القوات الأوكرانية الجسر الاسمنتي الذي كان يعلو النهر لمنع مرور المدرعات الروسية.

وهناك تقوم حافلات وشاحنات صغيرة بنقل الأطفال والمسنين والعائلات الفارة والتي تتخلى عن حقائبها الثقيلة للرحيل.

وقالت إينا شيربانيوفا (54 عاماً) التي تمكنت من الفرار من إيربين لوكالة فرانس برس "لم تكن لدينا لا ماء ولا كهرباء في المنزل، كنا جالسين في القبو". وأضافت "كانت الانفجارات تسمع باستمرار (...) قرب منزلنا، وكانت هناك أصوات سيارات وقتلى. كان الأمر مخيفاً".

كذلك، أصبحت مدينة أوديسا الواقعة على شواطئ البحر الأسود مهددة بشكل أكبر. وقد عهدت العائلات بمسنيها المرضى الذين هم أضعف من أن يتمكنوا من الفرار من هذه المدينة، إلى أحد الأديرة.

ويواصل الأوكرانيون هجرتهم الجماعية. فقد دفعت الحرب حتى الآن أكثر من 1,7 مليون شخص إلى البحث عن ملاذ في البلدان المجاورة بحسب الأمم المتحدة.

وقدّر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن أوروبا تتوقع استقبال خمسة ملايين لاجئ إذا استمر قصف المدن.

ومنذ بداية الحرب، قتل ما لا يقل عن 406 مدنيين وجرح 801، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ومع ذلك، تؤكد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن تقييماتها قد تكون أقل بكثير من الواقع.

محاولات دبلوماسية

كذلك، هناك محاولات دبلوماسية جديدة لوقف الحرب، من أبرزها اجتماع لوزراء الخارجية الروس سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا والتركي مولود تشاوش أوغلو الخميس في تركيا.

لكنّ آمال نجاحها ضئيلة، إذ لا يزال فلاديمير بوتين يضع شرطاً مسبقاً لأي حوار قبول كييف كل مطالب موسكو خصوصاً نزع السلاح من أوكرانيا وفرض وضع محايد على هذا البلد.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنهم "مصممون على مواصلة زيادة الكلفة" التي تتكبدها روسيا، كما جاء في بيان صدر الاثنين عن البيت الأبيض بعد مؤتمر بالفيديو للزعماء الأربعة.

وقالت واشنطن إنه خلال الاجتماع الافتراضي، تم التطرّق إلى حظر محتمل على الغاز والنفط الروسي، لكن جو بايدن "لم يتخذ قراراً حتى الآن" في هذا الشأن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار