إيلاف من لندن: في ندوة صحفية افتراضية في موسكو، تحدث حامل اختام دبلوماسية بوتين، سيرغي لافروف بتعبيرات وتشبيهات وتوصيفات، أثارت حفيظة المراقبين الغربيين.
وفي محاولته لتبرير غزو بلاده لأوكرانيا، أشار وزير الخارجية الروسي في الندوة، يوم الخميس، إلى معركة نابليون وهتلر وهوليوود بين "الشر المطلق والخير المطلق" ونظام "النازيين الجدد" الأوكراني.
وأصر لافروف على أن "العملية العسكرية الخاصة" لروسيا في أوكرانيا كانت محاولة "لنزع العسكرة عن النازية ووقف أي أعمال عنف أخرى".
مقتل الاف المدنيين
وقُتل أكثر من 2000 مدني حتى الآن خلال أسبوع من العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا. لكن لافروف أكد أن الجيش الروسي لديه "أمر صارم للغاية باستخدام الأسلحة فقط ضد البنية التحتية العسكرية".
ودافع عن إطلاق موسكو لآلتها الحربية ضد جارتها كوسيلة للسماح للأوكرانيين "بتحديد خياراتهم بأنفسهم". وقال لافروف، وفقًا لمترجم نقل الندوة، بينما كان يواصل هجمات الكرملين على الناتو: "كان نابليون وهتلر يهدفان إلى جعل أوروبا بأكملها تحت سيطرتهما".
وأضاف: "الآن وضع الأميركيون أوروبا تحت سيطرتهم. ونرى أن الوضع قد أظهر حقًا الدور الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي في سياق الوضع العالمي. إنهم يؤدون دورًا فقط. لذلك نرى، كما هو الحال في هوليوود، هناك شر مطلق وخير مطلق وهذا أمر مؤسف."
وزعم لافروف أن "الهستيريا" ستنتهي و"سيستقر شركاؤنا ويهدأون بعد فترة" كما توقع أن "تجلس روسيا للتفاوض". لكنه أضاف أن هذا يجب أن يكون "فقط بشرط واحد مطلق وهو أن تكون هناك مواقف متساوية وأطراف متساوية في التفاوض".
حرب نووية
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع بوضع قوات الردع النووي في بلاده في حالة تأهب قصوى وقد هدد الغرب في السابق بـ "عواقب أكبر من أي عواقب واجهتها في التاريخ" إذا تدخلت دول أخرى في أوكرانيا.
ومع ذلك، أشار لافروف إلى أن الحرب النووية "ليست في رأس الروس" وألقى باللوم على المخاوف من تصعيد الصراع على "تصريحات السياسيين الغربيين".
واتهم لافروف، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان "بمحاولة أن يكون مثل الطاووس" وادعى بأن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس كانت "مستعدة للصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي".
تصريحات بايدن
وردا على سؤال لأحد الصحفيين الأميركيين، أضاف: "أود أن أشير إلى تصريحات رئيسكم [جو] بايدن، عند رده على سؤال عما إذا كان هناك بديل لهذه العقوبات من الجحيم، قال إن البديل الوحيد هو الحرب العالمية الثالثة. وكان لدى الجميع إحساس بأنها يمكن أن تكون حربا نووية فقط."
وحذر لافروف القادة الغربيين من أنهم "إذا بدأوا حربًا حقيقية ضدنا، فعليهم أن يفكروا مليًا في الأشخاص الذين يؤيدون تلك الخطط - وهم بالفعل لديهم تلك الخطط".
ورفض وزير الخارجية الروسي وصف زعيمه بوتين بأنه يتصرف بمعزل عن السياسيين الروس الآخرين ومسؤولي الكرملين بأنه "دعاية غربية". كما كرر إشارة موسكو غير المؤيدة ولكن الشائعة إلى أن أوكرانيا يقودها "نظام نازي جديد".
تذكار الهولوكوست
وتحدث لافروف بعد يومين فقط من هجوم صاروخي روسي أصاب النصب التذكاري للهولوكوست في كييف، الذي يحيي ذكرى أكبر عمليات القتل الجماعي لليهود على أيدي النازيين في الحرب العالمية الثانية.
وعند الطعن في وضع الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي كأول رئيس يهودي لأوكرانيا ، قال لافروف: "من الصعب جدًا بالنسبة لي أن أشرح كيف يمكن أن يكون زيلينسكي رئيسًا في مجتمع يزدهر فيه النازيون. إنهم يسيرون علانية، يسيرون بالمشاعل".
كما وصف وزير الخارجية الروسي القوات الأوكرانية بـ "اللصوص" الذين "يستخدمون المدنيين كدروع بشرية" وزعم أن "الكتائب النازية" كانت من بين أفرادها.
وسائل الإعلام
وأضاف لافروف: "تحاول أوروبا والولايات المتحدة إغلاق أي وسائل إعلام روسية تغطي ما يحدث في أوكرانيا، وكيف تتطور العملية العسكرية الخاصة وكيف يتصرف الجيش الأوكراني - وخاصة الكتائب النازية - تجاه المدنيين".
وقال "إنهم يسرقون المدنيين حرفيا أثناء انسحابهم في دونباس، على سبيل المثال". وعند سؤاله عما إذا كان يعد دفاعًا لمحاكمة جرائم حرب محتملة بشأن أفعاله وأفعال السيد بوتين في أوكرانيا، أشار لافروف - الذي استهدفته العقوبات الغربية شخصيًا - إلى مصطلح "الضرر الجانبي" الذي "اخترعه شركاؤنا الغربيون" في العراق وليبيا.
وفي الأخير، تحدى لافروف التقارير القائلة بأن يديه ملطخة يديه بدماء بولينا- قيل إن تلميذة أوكرانية في التاسعة أو العاشرة أصيبت بالرصاص عندما فتحت القوات الروسية النار على سيارة عائلتها - ورفض خط الاستجواب عن الحادثة، ووصفه بأنه "ألعاب" أو "مثل برنامج حواري".