إيلاف من لندن: ظهرت بوادر فشل اجتماع عقده في النجف الاربعاء وفد يمثل قوى الاطار الشيعي العراقي مع الصدر حول شكل الحكومة المقبلة حيث انتهى بدون توضيحات لتائجه بينما كتب زعيم التيار الصدري بخط يده "حكومة اغلبية وطنية".
فقد عقد وفد من الاطار التنسيقي الشيعي العراقي الذي يضم القوى الشيعية في البلاد عدا التيار الصدري في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اجتماعا مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات المبكرة الاخيرة للبحث في شكل الحكومة الجديدة وفيما اذا ستكون توافقية كما تطالب قوى الاطار ام اغلبية كما يصر الصدر.
وعقب انتهاء اجتماع الوفد الذي ترأسه زعيم تحالف الفتح هادي العامري وضم في عضويته قيس الخزعلي الامين العام لحركة عصائب اهل الحق وفالح الفياض رئيس حركة العطاء رئيس هيئة الحشد الشعبي والذي عقد بمنزل الصدر وتغيب عنه رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي غريم الصدر فقد غادر الوفد من دون عقد مؤتمر صحافي لكن مشاركون فيه ادلوا بتصريحات عمومية ومقتضبة تشير الى مفاوضات جديدة في وقت لاحق ما يشير الى عدم التوصل الى توافقات حاسمة.
الصدر والعامري يعلقان
لكن الصدر كتب فور مغادرة الوفد في تدوينة قصيرة على "تويتر" من 5 كلمات قال فيها "بسمه تعالى ..حكومة أغلبية وطنية لاشرقية ولا غربية" فيما يؤكد اصراره على تشكيل حكومة أغلبية مستثمرا فوزه الساحق في الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول اكتوبر الماضي وحل اولا فيها ورفضا لمحاولات القوى الشيعية باقناعه بتشكيل حكومة توافقية حتى لاتخسر مكاسبها من المناصب في الحكومة وفي مؤسسات الدولة الاخرى.
ومن جهته قال رئيس وفد الاطار الشيعي هادي العمري في بيان تابعته "ايلاف" ان الاجتماع "كان ايجابيا ومسؤولا ومنطلقا من تغليب مصلحة الدولة القوية و النجاح في المرحلة القادمة وسيتم استكمال بحث ضمانات النجاح في بناء الدولة في الايام القريبة المقبلة وستكون لنا عودة مرة اخرى الى النجف ان شاء الله".
تغريدة الصدر عقب اجتماعه مع وفد الاطار الشيعي في النجف الاربعاء 29 كانون الاول ديسمبر 2021 (تويتر)
أغلبية ومعارضة
واشارت مصادر عراقية الى ان الصدر قد ابلغ محاوريه انه يفضل تشكيل حكومة اغلبية من القوى الفائزة في الانتخابات وفي حال عدم موافقة القوى الاخرى لذلك فان عليها الذهاب الى المعارضة وهو أمر سيغير للمرة الاولى منذ سقوط النظام السابق عام 2003 من تركيبة العملية السياسية المبنية على المحاصصة المذهبية والحزبية.
وبحث الوفد مع الصدرايضا متطلبات مرحلة مابعد تصديق المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات الاثنين الماضي والتحالفات السياسية التي ستسبق ذلك وانعقاد البرلمان الجديد واعلان الكتلة الشيعية الاكبر التي سترشح الشخصية الشيعية التي ستشكل الحكومة المنتظرة . وهذا هو الاجتماع الثاني بين قوى الاطار الشيعي مع الصدر بعد الاجتماع الاول الذي عقد في بغداد في الثاني من الشهر الحالي والذي لم يفضي الى اتفاق بين الطرفين حول تحالف مستقبلي .
ويضم الاطار التنسيقي الشيعي كلا من نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون وهادي العامري رئيس تحالف الفتح وحيدر العبادي رئيس ائتلاف النصر وقيس الخزعلي الامين العام لحركة عصائب أهل الحق وعمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة وفالح الفياض رئيس حركة عطاء رئيس هيئة الحشد الشعبي اضافة الى همام حمودي رئيس المجلس الأعلى الإسلامي وشخصيات شيعية أخرى.
انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة
وقد جاء اجتماع النجف بعد يومين من مصادقة المحكمة الاتحادية العليا على نتائج الانتخابات ما فتح المجال أمام انعقاد أول جلسة للبرلمان الجديد بحلول العاشر من الشهر المقبل حيث ردت المحكمة دعوى تقدّمت بها قوى سياسية ممثلة للحشد الشعبي للدفع إلى إلغاء نتائج الاقتراع. النتائج.
وتصدّرت الكتلة الصدرية بزعامة الصدر نتائج الانتخابات بحيازتها على 73 مقعداً من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 329 وفق النتائج النهائية التي أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات وقد أعلن مراراً رغبته بتشكيل حكومة أغلبية وفي المقابل حصل تحالف الفتح المظلة السياسية للمليشيات الموالية لايران على 17 مقعداً بعدما كان يشغل في البرلمان السابق 48 مقعداً.
ومن شأن المفاوضات الهادفة لاختيار رئيس جديد للحكومة وتشكيل مجلس جديد للوزراء أن تكون طويلة حيث على الأحزاب الشيعية المهيمنة على السياسة في البلاد التوصل لتوافق في ما بينها لتشكيل كتلة برلمانية اكبر ويقوم البرلمان الجديد بعد جلسته الأولى بانتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال 30 يوما والذي عليه بدوره أن يكلّف شخصية شيعية رشحتها الكتلة الاكبر بتشكيل الحكومة الجديدة بفترة أقصاها 30 يوماً.