: آخر تحديث
تحرّك بموضوعيتها المياه الراكدة دائمًا

"إيلاف" تحاور إسرائيليين فتوسّع مساحة النقاش العربي

63
45
56

ما أن تنشر "إيلاف" حوارًا أقامه مراسلها في القدس مجدي الحلبي مع مسؤول إسرائيلي حتى ينفتح باب النقاش العربي - العربي واسعًا، ليرى من يصوغ السياسات العربية أي اتجاه يتجهه الرأي العام العربي.

إيلاف من بيروت: حين تتهم "إيلاف" بفتح منبرها الإعلامي لمسؤولين إسرائيليين، يحاورهم مراسلها في القدس مجدي الحلبي، وبالإثارة الإعلامية، لا جواب عن هذه الإتهامات إلا عرض النزر اليسير مما تثيره هذه المقابلات فعليًا من حوارات جدية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا تويتر، كي يدرك من يسوق هذه الاتهامات جزافًا أن مساحة الكلام للرأي العام العربي، إن أتيحت، ستمتلئ بآراء لا تروق لمن يتوهم أنه يمسك بتلابيب القرار العربي، وتحديدًا في مسألة الصراع العربي – الإسرائيلي الذي ينفتح اليوم على اتفاقات سلام تمثل منعطفًا تاريخيًا في تاريخ المنطقة الحديث.

ولا مغالاة في القول إن "إيلاف" بفعلتها هذه تستشرف اتجاهات الرأي العام العربي، وتحدد مآلات التغيّر الحاصل في المعادلات السياسية في المنطقة.

و"إيلاف" ليست الوحيدة في هذا المجال، لمن يعيّب هذا الأمر فيها. ففي عام 2018 غرد عبد الرحمن الراشد، الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط، مقطعًا مصورًا يُشار فيه إلى أن "الجزيرة" القطرية سباقة إلى استضافة إسرائيليين، منذ أمد بعيد.

 

 

كانت لمقابلة الحلبي مع درور شالوم، رئيس شعبة البحوث في الاستخبارات الإسرائيلية، اصداء واسعة، خصوصًا أن شالوم كان صريحًا إلى أبعد الحدود حين قال إن إسرائيل لو أرادت اغتيال حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، لاغتالته بسهولة. 

هل تنبّه المتابعون إلى أن من أراد التعليق على هذا الكلام لاحظ أن الناس انتهوا من تصديق كلام المقاومة؟ فهذا عبدالله المنصور يغرّد: "إسرائيل لا تغتال من يخدم مصالحها"، ومؤداه أن نصرالله لا يعمل إلا لمصالح إسرائيل، وايده في ذلك الدكتور حارب الرحاوي، مغردًا في تعليق له على أفيخاي أدرعي، الناطق العربي بلسان الجيش الإسرائيلي، حين أعاد تغريد مقابلة "إيلاف" مع شالوم: "ولماذا تغتالونه وهو أكبر خادم لكم؟".

وقالت المغردة نافل: "نصر الات لا يشكل خطر على اسرائيل رغم شعاراته التي توهي بأنه قادر على ضرب هذه الاخيرة والدليل انه منذ انسحاب اسرائيل من لبنان لم ينفذ عملية هجومية واحدة ضدها... برأيي من الافضل ان يبقى".
وقال عبد العزيز الطعيمي: "الخدمات الي يقدمها حزب الله.....أغلا من ال F15و F35". وعلق خالد المديهيم: "أكيد تستطيعون قتله لكن مصلحتكم ببقائه".

حركة تصحيحية

ألا تفيد هاتان التغريدتان، وتغريدات كثيرات أخرى حملت تعليقات على أقوال أخرى لشالوم، بأن ثمة حركة تصحيحية في المزاج العربي من مسألة المتاجرة بالقضية الفلسطينية؟ بالطبع، خصوصًا إذا تواكبت هذه الحركة مع حرية في التعبير عما يصب – برأي العرب العاديين – في صالح مستقبل المنطقة العربية.

فهذا المغرد عبدالله البلوي يجاهر، كما شريحة واسعة من المغردين، بأن "الحقيقة نهاية الصراع والنظرة الإيجابية لإسرائيل من محيطها العربي في تصوري هما ما يخشاهما الغرب وبالذات الإنكليز والفرنسيون لأنهم يعرفون تاريخ تجانس اليهود وتعايشهم مع المسلمين، وبالتالي يخسرون أهم الركائز التي يبنون عليها أجنداتهم الاقتصادية والسياسية". 

لا يفسد الحوار، ولا الخلاف، للود قضية. فاليوم، مع السلام الإسرائيلي – الإماراتي والسلام الإسرائيلي – البحريني، لا ضير في الاعتراف بأن المنطق السياسي الجديد الذي يسود المنطقة لن ينال ترحيب الجميع. المهم فتح باب الحوار الليبرالي الراقي، وهذا ملعب "إيلاف" وميدانها.

إلى ذلك، فتحت مقابلة الحلبي مع شالوم، كما سابقاتها مع مسؤولين إسرائيليين، الأبواب واسعة على موضوعات متصلة ومنفصلة في آن. فالمغرد "مستر يونس"، مثلًا لا حصرًا، بادر من دون أي مؤشرات إلى اعتبار السلام البحريني الإماراتي مع إسرائيل تحالفًا سنيًا – إسرائيليًا، وهذا لم تشر إليه لا تلميحًا ولا تصريحًا أي مقابلة لـ "إيلاف" مع مسؤولين إسرائيليين، وغرّد: "سنة الانبار مع التحالف السني الإسرائيلي".

تفاعل إضافي

هذا تعبير، التحالف السني – الإسرائيلي، أثار تفاعلًا إضافيًا. فالمغرد عبدالله البوشي رأى فيه "خطوة إيجابية وفكرة رائعة وجميلة وإلى الامام نحو السلام"، فيما رفضه المغرد ريمان، وقال: "في هذا أنا أخالفك الرأي، أنا كمسلم لا أفرق بين شيعي أو سني المهم أمن وسلام شعبي وقبيلتي".

أضاف في تغريدته: "للعلم، الكثير من الاخوة السنة متشددون دينيًا فهم لا يقبلون بالمسلم الشيعي، أو بالسني من باقي الطوائف، فكيف سيقبلون بتحالف مع دين آخر. يجب أن يكون التحالف مع المسلمين المعتدلين فقط". ردّ عليه نشأت المرهون: "تقصد زرع الفتنة بين المذاهب لتبقى دولة الاحتلال هي الاقوى. اللعبة مكشوفة والسعودية واعية لهذه اللعبة الخطرة".

أما أسامة عبد الرحيم، فذهب أبعد من ذلك في أن هذا التحالف وهم ليس إلا. غرّد: "يجب تكفير الشيعة أولًا وأسلمة الصهاينة ثانيًا كي يتحقق هذا الوهم".

وتستعيد المغردة منى حسن تغريدة سابقة لها تقول فيها: "اعتقد في المستقبل القريب في منطقة الشرق الأوسط ستحتاج الدول العربية إلى جانب جامعة الدول العربية التي تضم الدول العربية فقط إلى تأسيس مجلس جديد يسمى مجلس شرق أوسطي جديد أو جامعة دول الشرق الأوسط الجديد أو حلف الشرق الأوسط"، ملمحة إلى أن إسرائيل ستكون ضمن هذا الكيان الجديد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار