سلا: في أول ظهور للأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية المغربي، عبد الإله ابن كيران، منذ المؤتمر الوطني الثامن للحزب الذي رفض منحه ولاية ثالثة، وانتخب سعد الدين العثماني أمينا عاما جديدا بدا ابن كيران خلال حضوره اشغال الدورة الأولى للمجلس الوطني حريصا على وضع مسافة بينه وبين قيادة الحزب.
وخلق رئيس الحكومة السابق الحدث، بعدما قرر الجلوس في المقاعد الأخيرة للقاعة التي احتضنت أشغال الدورة بمركب المعمورة قرب سلا ضواحي الرباط، ولم تفلح محاولات العثماني والرميد لإقناعه بالتقدم للجلوس في مقدمة القاعة، الأمر الذي سبب نوعا من الإحراج لهما.
ومثل رفض ابن كيران التقدم للجلوس أمام أعضاء الأمانة العامة رسالة واضحة تفيد أنه مازال غاضبا من الطريقة التي خرج بها ضده أغلبية وزراء حكومة سعد الدين العثماني، وأعلنوا رفضهم القاطع لتمكينه من الولاية الثالثة.
وقال ابن كيران لدى وصوله مقر انعقاد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في تصريح للصحافة "مهمتي في الحزب انتهت، وأنا أحضر مع اخواني وأخواتي والله يخرج العاقبة بسلام"، معتبرا نفسه عضوا عاديا كباقي أعضاء المجلس الوطني "وانتهى الكلام".
وأكد ابن كيران أنه جاء لكي ينصت حيث قال "أنا غير مستعد للنقاش أو الاقتراح، اقتراح الأفكار تركته خلفي"، وأعلن الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية أنه "لن يعود إلى الأمانة العامة للحزب، مشيرا إلى أن المجلس الوطني صوت "عليه ليكون رئيساً للمجلس إلا انه رفض، وزاد مؤكدا "على الإنسان أن يفهم، أنا خرجت ولن أعود".
وعلى مستوى استكمال هياكل المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الذي يترأسه إدريس الأزمي، المحسوب على التيار المؤيد لابن كيران، انتخب المجلس بأغلبية ساحقة عبد العلي حامي الدين نائبا لرئيس المجلس، وهو ما يمثل ردا على استبعاده من الأمانة العامة.
ولم يقف تيار ابن كيران عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى في فرض أسماء موالية له في تشكيلة مكتب المجلس، وهم خالد البوقرعي، وأمينة ماء العينين ،وكريمة بوتخيل، وذلك في رد مباشر على سعد الدين العثماني ومن وراءه تيار الوزراء الذي بسط سيطرته على الأمانة العامة للحزب.