الرباط: نجح نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي المسنود من تيار حمدي ولد الرشيد في إزاحة حميد شباط، من كرسي الأمانة العامة لحزب الاستقلال المغربي، متفوقا عليه بفارق كبير من أصوات المجلس الوطني البالغ عددهم 1283 عضوًا، في دورته الأولى بعد المؤتمر السابع عشر للحزب.
وأعلن نور الدين مضيان رئيس المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال المغربي، النتائج النهائية، لانتخاب الأمين العام، مؤكدًا أن نزار بركة، نال ثقة الغالبية الساحقة من أعضاء المجلس الوطني لحزب الاستقلال، بعدما صوت لصالحه 924 عضوًا، من أصل 1232 حضروا المجلس.
فيما لم ينجح شباط في قلب الطاولة على خصومه، رغم كل الأوراق التي لعبها طيلة أيام الأسبوع، والتي لم تسعفه في تحقيق حلم الولاية الثانية، وحصل على حوالي 230 صوتاً فقط، فيما بلغت نسبة المشاركة حوالي 96 بالمائة من أعضاء المجلس الوطني.
وكان انتخاب الأمين العام لحزب الاستقلال قد تأجل الحسم فيه نهاية الأسبوع الماضي، بعد المواجات التي عرفها المؤتمر الوطني السابع عشر بين الإخوة الأعداء، التي استعملت فيها الصحون والكراسي داخل قاعة التغذية، قبل أن تتجدد الخلافات في جلسة انتخاب الأمين العام.
وبهذه النتيجة، يكون المجلس الوطني لحزب الاستقلال قد صدق التكهنات التي أجمعت على أن بركة سيكون الأمين العام الجديد لحزب الاستقلال، ويقود الحزب العريق خلال المرحلة المقبلة ، في مهمة إعادته للواجهة بعد مرحلة شباط.
وعاينت "إيلاف المغرب" حالة الترقب الشديد التي سادت المجلس الوطني لحزب الاستقلال قبيل إعلان نتائج انتخاب الأمين العام، وبدت على وجوه قيادييه علامات الخوف من النتيجة، التي كانت تشير التوقعات من داخل المجلس الوطني إلى أنها ستكون متقاربة.
وقال شباط الذي كان يجلس، في ركن إحدى الخيمات التي نصبت في فضاء المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في تصريح لـ"إيلاف المغرب":" سنبقى محافظين على وحدة حزب الاستقلال ولن ننسحب كما فعل الآخرون"، في إشارة إلى عدد من أعضاء الحزب الذين ابتعدوا بعد انتخابه أمينًا عامًا في المؤتمر السابق.
وأضاف شباط "نحن مؤمنون بحزب الاستقلال ولن نمنح الفرصة لأي أحد التربص بحزبنا ورغم التدخلات والأجهزة سنبقى في حزب الاستقلال".
وحول ما إذا كان ينوي الطعن أمام القضاء في انتخاب منافسه بركة أميناً عاماً للحزب، قال شباط: "الطعن يمكن أن يقدمه أي شخص من أعضاء المجلس الوطني، ولكن نحن كمناضلين نؤمن بالمبادئ والثوابت التي أسس عليها الحزب لا يمكن أن نلجأ إلى القضاء ضد حزب الاستقلال، ولن نسقط فيما وقع فيه غيرنا نهائيا كيفما كانت الظروف والأحوال".
وزاد شباط موضحًا في التصريح ذاته، أنه سيستمر في العمل والاشتغال من داخل الحزب بصفته أمينًا عامًا سابقًا ومناضلاً لمدة أربعين سنة داخل حزب الاستقلال"، مشددا على أن الوصول إلى مرحلة الانتخاب وصناديق الاقتراع في اختيار الأمين العام "بعد كل ما روج حول انسحابي يعتبر إنجازًا كبيرًا وشباط لن يبيع مبادئه ولن يتنازل في يوم من الأيام وسيستمر على نفس النهج في النضال".
وعمت الفرحة أنصار نزار بركة، الأمين العام الجديد للحزب، الذين اسبشروا بفوز مرشحهم حتى قبل الإعلان الرسمي للنتائج، ورددوا شعارات مؤيدة للحزب ووحدته، بالإضافة إلى ترديد نشيد الحزب "مغربنا وطننا روحي فداه".