تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، مثل ينطبق تمامًا على حال محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، الذي جرت إعادة تنصيبه في المؤتمر الوطني الرابع للحزب، غير أن استقالة وانسحاب بعض مناضلي الحزب من المؤتمر أفسدت فرحة السياسي، الذي لم يتنازل عن كرسي القيادة رغم تقدمه في السن.
إيلاف من الرباط: أعلن عدد من مناضلي الحزب المغربي الليبرالي عن استقالاتهم من الحزب على صفحاتهم في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك احتجاجًا على تنصيب زيان مرة أخرى على رأس الحزب، معربين عن خيبة أملهم من المؤتمر والقيادة التي أفرزها.
وقال إسحاق شارية، نائب المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي سابقًا، في تصريح لـ"إيلاف المغرب"، إن الاستقالة التي أعلن عنها في صفحته الفايسبوكية من الحزب "نهائية سيبث فيها المجلس الوطني (برلمان الحزب) حسب القانون الداخلي للحزب".
أضاف شارية إن شباب الحزب المنسحبين أصيبوا بخيبة أمل "كنا ننتظر أن يكون المؤتر عرسًا لحزب فتي في المشهد السياسي حاول أن يغير، إلا أنه صدم كل الشباب الذين راهنوا عليه"، معتبرا أن طريقة تدبير المؤتمر كانت "غير صحيحة".
إسحاق شارية نائب زيان الذي أعلن استقالته من الحزب |
وأشار شارية في التصريح عينه، إلى أن مشكلة الحزب تتمثل في "كثرة المتملقين ومحاولة إقصاء الشباب"، محمّلًا هذه السلوكيات مسؤولية "عودة القيادة نفسها والتي كرّست الوجوه عينها"، والتي قال إنها "لن تعطي شيئًا للمشهد السياسي"، في انتقاد واضح لزيان ومن معه.
من جانبه، رفض محمد زيان، المنسق الوطني للحزب المغربي الليبرالي، الخوض في موضوع الاستقالات التي أعلنها نائبه وعدد من شباب الحزب، مكتفيًا بالقول: "لم نتوصل حتى الساعة إلى أي استقالة"، ونفى إطلاعه على ما قاله شارية ومن معه، بدعوى أنه "لا يتوافر على حساب في موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك".
وأكد زيان في تصريح لـ"إيلاف المغرب" أن المؤتمر انعقد في جو حماسي مع بعض الإكراهات والتناقضات الطبيعية، وذلك في محاولة للتقليل من شأن الخلافات التي فجرها الشباب المنسحبون من الحزب.
بدا زيان واثقًا وهو يحدث عن مستقبل حزبه الذي غيّر اسمه إلى "الحزب المغربي الحر"، مؤكدًا أن أمامه "مستقبل كبير وزاهر أكثر مما يمكن أن يتوقعه أحد"، مشددًا على مطالبته بتعميم المناجم في المغرب ومناجم الذهب في إقليم طاطا في جنوب المملكة "خطوة ليست صغيرة"، وأضاف "إذا كانت لدى أي حزب القدرة على رفع هذا المطلب معنا فليتفضل؟".