«إيلاف» من الرباط: يبدو أن متاعب حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال المغربي مازالت مستمرة مع خصومه من القيادات التاريخية للحزب التي وقعت بيان المطالبة باستقالته، بعد الأزمة التي أثارتها تصريحاته التي اعتبر فيها موريتانيا جزء من التراب المغربي، حيث يواصل الاستقلاليون الغاضبون من شباط تحركاتهم للإطاحة بالزعيم الذي يصفوه بـ"الشعبوي".
وكشف المطالبون بإقالة شباط من الأمانة العامة لحزب الاستقلال، في بيان تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أنهم اجتمعوا بمدينة الدار البيضاء يوم 23 يناير 2017، وتوقفوا عند دلالات "الزيارة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، إلى أخينا المجاهد الأستاذ محمد بوستة رئيس مجلس الرئاسة والأمين العام الأسبق لحزب الإستقلال في المستشفى العسكري بالرباط".
وأضاف البيان، الذي وقعه محمد الخليفة، أحد القيادات التاريخية لحزب الاستقلال، أن المجتمعين "أكبروا بالإجماع دلالات هذه الزيارة ووقعها الكبير لدى المناضلين الاستقلاليين والاستقلاليات وعامة الشعب المغربي، وإذ ينوهون بهذه الرعاية السامية لجلالة الملك للمجاهدين والمناضلين كدأبه مع جميع أبناء شعبه الوفي"، كما عبروا عن اعتزازهم بـ"الزيارة الميمونة لمجاهد عاش عمره المديد بإذن الله في خدمة الوطن وإخلاصه لثوابت الأمة وقيمها الراسخة، فإنهم في نفس الآن يتقدمون إلى مقام صاحب الجلالة بالشكر الخالص. متمنين لجلالته دوام العافية والتوفيق في خدمة وطنه وشعبه، ويرجون الله العلي القدير أن يمن على أخينا محمد بوستة بالشفاء العاجل والعافية الدائمة".
وحسب معطيات حصلت عليها " ايلاف المغرب" ، فإن اللقاء عرف حضور عدد من الغاضبين من شباط، والموقعين على بيان إقالته، تدارسوا فيه "الخطوات التي أنجزت حتى الآن من أجل دفع شباط إلى تقديم استقالته قبل انعقاد مؤتمر الحزب" المزمع تنظيمه في مارس المقبل .
وأفاد مصدر "إيلاف المغرب"، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن القيادات التاريخية لحزب الاستقلال تقود حملة قوية في مختلف الأقاليم والجهات للتواصل مع مناضلي حزب الاستقلال، وقال "نتواصل وننبه كل المناضلين لحقيقة الوضعية المزرية التي يعيشها الحزب"، مؤكدا أن الهدف من هذه التحركات هو "إبقاء شمل حزب الاستقلال موحدا ويسع الجميع".
وحذر المصدر ذاته من استمرار "طائفة معينة" في السيطرة والهيمنة على الحزب ومؤسساته، معتبرا أن تنظيم المؤتمر في مارس المقبل قبل تقديم شباط لاستقالته يعني أن "إعادة انتخاب شباط، أمينا عاما للحزب يبقى أمرا واردا ومطروحا بقوة، أو أنه سيسعى لانتخاب أمين عام موال له يسيره ويتحكم فيه كيفما شاء"، مشددا على أنه إذا حدث هذا السيناريو فإن حزب الاستقلال سيواجه "كوارث أكبر مما شاهدناها وستكون الأمور أصعب والآفاق شبه مظلمة في المستقبل"، حسب تعبيره.
ودعا القيادي البارز في التيار المعارض لشباط، إلى البحث عن التوافق وإيجاد حل مع "شباط بالذات لأنه كيف ما كان الحال انتخب أمينا عاما للحزب في سنة 2012"، مؤكدا أن الغاضبين لا يسعون للوصول إلى حل يؤدي إلى "القطيعة "، مؤكدا أنهم ليست لديهم أي "عداوة مع أحد".
وأشار المصدر ذاته إلى أن شباط "دفاعا عن أخطائه وبعدما أدركه الغرق أصبح يبحث عن طهارة وطنية من خلال قلب الطاولة على الجميع وفضح مؤامرة 8 أكتوبر"، وأضاف موضحا "شباط سلك طريقا غير طريق الحزب، وحصد خسارة معنوية ، ومن وعدوه برئاسة مجلس النواب في 8 أكتوبر أخبروه بأن الحبيب المالكي هو الذي سيتقلد المنصب وهو ما أثار كل هذا".
وشدد القيادي البارز على أن المجلس الوطني لحزب الاستقلال صنف نفسه مع الصف الوطني والديمقراطي وحسم في تحالفه مع حزب العدالة والتنمية قبل 8 أكتوبر، وزاد متسائلا "ماذا كان يفعل شباط في اجتماع 8 أكتوبر مع إلياس العماري والأحزاب الأخرى؟ ولماذا حضر في مجلس تتم فيه المؤامرة وأن المجلس الوطني للحزب حسم الأمر؟"، معتبرا أن حضور شباط للقاء المذكور يمثل "خيانة".