الرباط: قال عبد الاله التهاني مدير الاتصال والعلاقات العامة في وزارة الاتصال (الاعلام) المغربية، انه ليس هناك أي قرار رسمي لمنع وجود قناة فرانس 24 الفرنسية بالمغرب، رغم أن اسلوب معالجتها للشأن المغربي عموما يتسم بانعدام التوازن والنزاهة والدقة والحياد المهني، بشكل يجعل هذه المعالجة في الغالب انتقائية. ومتحاملة وغير منصفة.
واوضح التهاني، في تصريحات ادلى بها ل"إيلاف المغرب" ان القناة مازالت تتمتع بالاعتماد، ولها مراسل فرنسي هو جان ماري لومير، مشيرا الى انه حاصل على بطاقة مراسل معتمد، وشهادة الاعتماد من لدن الوزارة منذ أعوام حتى الان.
واضاف التهاني ان لومير يتمتع برخصة التصوير منتظمة صالحة لعموم التراب الوطني للمملكة.
اما بخصوص ما قيل عن منع تصوير وبث حلقة من برنامج "حديث العواصم" من الرباط يوم السبت الماضي، كانت مخصصة لموضوع أحداث الحسيمة، والتي كان سينشطها الصحافي جمال بودومة، فالحقيقة، يقول التهاني، إن القناة كانت تحضر لانجازها بطريقة سرية، حيث لم تقدم طلبا للحصول على ترخيص بالتصوير وفق الضوابط القانونية الجاري بها العمل، وهذه ثاني مرة تقدم فيها القناة على هذا الخرق، وهو ما حاول الصحافي بودومه تداركه بعد فوات الأوان.
واضاف التهاني ان شركة atalaya consulting média التي كانت كلفتها القناة الفرنسية المذكورة، بتنفيذ الإنتاج في الرباط، غير مخولة قانونيا بتقديم هذه الخدمة، لأن الترخيص الذي حصلت عليه من المركز السينمائي المغربي، بحكم شكلها ووضعها القانوني، يعطيها الحق فقط في إنجاز الإنتاج المسموع والمرئي لحسابها وحدها، وليس لحساب الأغيار، وذلك طبقا لمقتضيات المادة الثالثة من القانون المتعلق بالصناعة السينمائية في المغرب، وبالتالي عرفت هذه الواقعة خرقا مزدوجا للقانون من طرف القناة والشركة المنتجة.
وارتباطا بنفس الموضوع، أكد مدير الاتصال والعلاقات العامة في وزارة الإتصال المغربية، ان الوزارة ليس لها من الناحية المبدئية أي موقف سلبي من قناة France 24، وأنها مكنتها على الدوام من التسهيلات القانونية المتاحة لباقي وسائل الاعلام الأجنبية المعتمدة في المغرب، علما ان عدد المراسلين والمصورين الإخباريين المعتمدين من طرف الوزارة، بقصد العمل لحساب الصحافة الأجنبية، يبلغ قرابة 100 صحفي أجنبي ومغربي يشتغلون بحرية واستقلالية وفي ظروف عادية وطبيعية، بغض النظر عن التقييم الذي يمكن أن تقوم المصالح المختصة في الوزارة لمضمون انتاجهم الصحفي، لأن المرسوم المنظم لصلاحيات الوزارة أوكل إليها تتبع صورة المغرب في وسائل الاعلام الوطنية والدولية.
في غضون ذلك، علمت "إيلاف المغرب" ان لقاء مطولا جمع مدير الاتصال في وزارة الإتصال المغربية، بالصحفي بودومة المقيم بباريس والذي يعمل رئيسا للتحرير في القسم العربي لفرانس 24 يوم الجمعة الماضي، على خلفية ما اعتبرته الوزارة تصويرا لبرنامج حول الوضع في الحسيمة بطريقة سرية.