عبد الله الساكني وإبراهيم بنادي من الرباط: قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المكلف من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس تشكيل الحكومة خلفا لعبد الإله ابن كيران، إن المهمة الملقاة على عاتقه كبيرة، مؤكدا أنه سيبذل كل ما في وسعه ليكون عند حسن ظن جميع الأطراف.
وشدد العثماني، في تصريح صحافي قبل بداية الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية (برلمان الحزب) صباح اليوم في مدينة سلا قرب الرباط، أن لا شيء محسومًا حتى الآن في مسألة المشاورات، معتبرا أنه سيباشر المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة، رافضا أن يحدد وقتا معينا لبدايتها "يمكن الأحد أو الاثنين سنرى".
وأفاد رئيس الحكومة المكلف الجديد، أن الأمر يحتاج إلى "تفكير عميق قبل اتخاذ أي قرار بخصوص شكل التحالف الذي سيشكل الغالبية الحكومية القادمة، مبرزا أن المجلس الوطني للحزب سيتداول في المستجدات التي شهدتها الساحة السياسية والتطورات التي عرفتها البلاد.
وحاصر الصحافيون رئيس الحكومة الجديد بأسئلتهم العديدة لكنه تهرب من الإجابة عليها، لافتا إلى أن الحديث في تلك المواضيع سابق لأوانه.
وعاش فضاء معهد مولاي رشيد الذي يحتضن أشغال المجلس الوطني للحزب الأول في المغرب، حالة من الهيجان لدى وصول عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة الذي أعفي من مهمة تشكيلها، حيث تجمع العشرات من أعضاء حزب العدالة والتنمية مرددين شعارات مؤيدة لابن كيران، وذلك في رد ضمني على قرار عزله وإعفائه، مؤكدين أن ابن كيران سيظل زعيما سياسيا وطنيا رغم الابعاد.
وبعد تهافت الأنصار والصحافيين على رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، وإلحاحهم على الاستماع لموقف ابن كيران من الإعفاء وتعيين زميله سعد الدين العثماني خلفا له، قال ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، بعد أن صعد فوق طاولة ليتمكن الجميع من سماعه، إن "زمن الحكومة بالنسبة لابن كيران انتهى"، وذلك في رسالة واضحة منه بأنه لن يشارك في الحكومة المزمع تشكيلها.
وأضاف ابن كيران، في تصريح مقتضب "هنأت الأخ سعد الدين العثماني، بتعيينه من طرف جلالة الملك محمد السادس رئيسا مكلفا تشكيل الحكومة"، مؤكدا أنه سيساعده في مهمته إذا احتاج له.
ويأتي تصريح ابن كيران، للقطع مع كل التوقعات التي بدأت تتناسل حول الحكومة المقبلة، وما إذا كان بن كيران سيتولى حقيبة وزارية فيها أم لا.
من جهته، قال مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، الذي كان مرشحا بقوة لتولي رئاسة الحكومة قبل أن يختار العاهل المغربي سعد الدين العثماني، إن قرار الملك احترم الدستور المغربي بعدما عين الرجل الثاني في الحزب رئيسا مكلفا تشكيل الحكومة، لافتا الى أن حزب العدالة والتنمية حزب مؤسسات وسيستمر في عمله على نفس المنهج.
وأكد الرميد أن المجلس الوطني سيتداول في الموضوع الذي قرر له، مشددا على أن الحديث عن أي شيء آخر يبقى سابقًا لأوانه.
وتجرى في هذه الأثناء جلسة مغلقة للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، يرتقب أن تكون عاصفة بعد إعفاء ابن كيران من مهمة تشكيل الحكومة بعد 5 شهور من المفاوضات التي لم ينجح فيها، وتكليف سعد الدين العثماني خلفا له.