إيلاف من الرباط: ترأس ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن، أمس الاثنين في الجديدة، افتتاح الدورة التاسعة لمعرض الفرس، التي يحتضنها مركز المعارض محمد السادس، إلى غاية يوم الأحد المقبل، تحت شعار "فنون الفروسية التقليدية".
وقام الأمير مولاي الحسن بجولة عبر مختلف فضاءات هذا المعرض، المنظم تحت رعاية العاهل المغربي، الملك محمد السادس؛ كما تتبع، بالحلبة الرئيسة للقفز على الحواجز، عروض فنية متنوعة في فن الفروسية. وتابع، من المنصة الشرفية لحلبة "التبوريدة"، عروضاً في هذا الفن التقليدي، قدمتها فرق تمثل مختلف جهات المملكة.
وتنظم دورة هذه السنة من "معرض الفرس للجديدة"، تكريماً لفنون الفروسية التقليدية المغربية وتعبيراً عن حب المغاربة للفرس. وجاء اختيار شعار هذه الدورة، التي تجسد، حسب المنظمين، "إرادة التظاهرة بالاحتفاء بغنى التقاليد المغربية في رياضة الفروسية، وكذا بموهبة الفرسان والصناع التقليديين"، "وفاء من المعرض لتحقيق أهداف تنمية قطاع الفروسية في المغرب وحماية التراث الثقافي المغربي المرتبط بالفرس".
وتأكيداً لالتزام المعرض المتواصل، بــ"تعزيز التعاون الدولي ونشر الهوية المغربية في الفروسية"، بحيث يحتفي كل سنة ببلد يمتلك تقاليد متأصلة في مجال الفروسية، يستضيف المعرض، خلال دورة هذه السنة، دولة الإمارات العربية المتحدة، "ضيف شرف". وهو اختيار جاء لأن هذه الدولة العربية، كما يقول المنظمون، "تملك شغف المملكة المغربية نفسه والإرادة نفسها في تطوير قطاع الفروسية، ما سيعطي، لا محالة، قيمة مضافة لهذه الدورة".
عروض في الفروسية، من دورات سابقة من "معرض الفرس للجديدة" |
برنامج منوع
وعلى غرار الدورات السابقة، يقترح معرض الفرس للجديدة، خلال دورة هذه السنة، على الزوار والمهنيين، برنامجاً غنياً ومتنوعاً، يتضمن مجموعة من الفقرات والأنشطة التي تهدف إلى المساهمة في نشر ثقافة الفرس، ومن ذلك تخصيص فضاء لـ"التبوريدة" (الفروسية التقليدية)، من خلال مشاركة "سربات" (فرق خيالة) من مختلف جهات المملكة، فيما ستمكن الفضاءات الخاصة بالجهات والصناعة التقليدية من الكشف عن تنوع ابتكارات الصناع التقليديين المغاربة، في هذا المجال. كما سيتم تنظيم عدد من المباريات والبطولات، ومن ذلك المباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة (صنف أ)، وكأس المربين المغاربة لجمال الخيول العربية، والبطولة الدولية للخيول البربرية، والبطولة الوطنية للخيول العربية البربرية، والمباراة الدولية للقفز على الحواجز من فئة نجمة واحدة، والمباراة الدولية للقفز على الحواجز من فئة ثلاث نجوم المؤهلة لكأس العالم، والتي تشكل المحطة الثالثة للدوري الملكي المغربي.
كما سيولي المعرض اهتماماً خاصاً بالأجيال الصاعدة من خلال تنظيم أنشطة ترفيهية في رياضة الفروسية مثل مسابقة حصان "البوني" (الفرس القزم)، ومسابقة الفن الخاصة بالمواهب الشابة، وذلك داخل فضاء مخصص للأطفال. كما سيتم تنظيم عروض في فنون الفروسية الاستعراضية لفائدة الكبار والصغار، ينتظر أن تكشف عن التفوق المغربي من خلال عروض لفرق من الحرس الملكي والدرك الملكي والمديرية العامة للأمن الوطني والقوات المسلحة الملكية، وكذا فرسان ينتمون إلى مدرسة الفروسية الاستعراضية في مراكش، إضافة إلى فرق دولية مثل جيهول وغيوم أسيربيكار وغاري زوهر سيلن وجيريمي غونزاليز.
وككل سنة، سيعرف معرض الفرس مشاركة المهنيين في إطار أنشطة ثقافية. كما سيتم تنظيم ندوات تتطرق إلى مواضيع علمية وثقافية بهدف تبادل الأفكار حول كل ما يخص الفرس والفروسية، حيث سيقوم مهنيون وباحثون متخصصون بإلقاء محاضرات حول مواضيع تهم هذا المجال.
عروض من دورات سابقة |
300 ألف زائر
ويتوقع المنظمون أن تستقطب دورة هذه السنة، التي تعرف مشاركة نحو 120 عارضاً مهنياً يمثلون 38 بلداً، حوالى 300 ألف زائر من المغرب وخارجه، وكانت الدورة الثامنة، من المعرض، قد عرفت مشاركة 120 عارضاً من 14 جنسية، فيما بلغ عدد الخيول المشاركة 700؛ بينما ناهز عدد زواره ربع مليون.
ويشدد المنظمون على أنه، منذ انعقاد الدورة الأولى سنة 2008، دأب المعرض على "المساهمة الفعالة في تطوير قطاع تربية الخيل والعمل على إشعاع ثقافة الفروسية في المغرب"، وأن "هذا الالتزام الدائم، يجعل من معرض الفرس للجديدة موعداً سنوياً للتلاقي بين الجمهور ومهنيي قطاع الفروسية، من مربين وفرسان وحرفيين، وغيرهم. ويشددون على أنه، باختيار شعار "فنون الفروسية التقليدية" لدورة هذه السنة، "يؤكد المعرض التزامه للنهوض بالفروسية وبالحرف التقليدية المرتبطة بالفرس، من صناعة سروج وحدادة، وغيرها". وبذلك يكون المعرض قد ساهم، فعلاً، في الحفاظ على الهوية الثقافية للمغاربة ونقل هذا التراث اللا مادي لجميع الأجيال.
يتوقع المنظمون أن تستقطب دورة هذه السنة مشاركة نحو 120 عارضاً مهنياً |
ويرى الحبيب مرزاق، مندوب المعرض، في التظاهرة "موعداً لعشاق ومهنيي قطاع الفروسية، يستقطب سنوياً أعداداً متزايدة من الزوار بحماس لا ينفك يتزايد كل سنة، تأكيداً على الاهتمام الذي يوليه المغاربة للخيول ولثقافة الفروسية في المغرب".
تجدر الإشارة إلى أن "جمعية معرض الفرس للجديدة"، التي تأسست سنة 2008، هي جمعية ذات منفعة عامة، تهدف إلى تنظيم معرض الفرس للجديدة، والعمل على إحداث قنوات للتعاون المشترك والتواصل مع هيئات من القطاعين العمومي والخاص والمجتمع المدني، ومع كل المعارض المماثلة، سواء في المغرب أو في الخارج، وتشجيع كل الأنشطة التي تهتم بتأهيل الفرس وإعطائه الأهمية المستحقة وذلك خدمة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للعالم القروي؛ فضلا عن إبراز وإشعاع موروث وتقاليد الفروسية للمغرب.
يولي المغاربة اهتماما بالخيول وبثقافة الفروسية في المغرب |
ملصق الدورة التاسعة لـ"معرض الفرس للجديدة" |
أثناء عروضات سابقة |
يولي المعرض اهتماماً خاصاً بالأجيال الصاعدة من خلال تنظيم أنشطة ترفيهية في رياضة الفروسية |
دأب المعرض على المساهمة الفعالة في تطوير قطاع تربية الخيل في المغرب |
اختيار شعار "فنون الفروسية التقليدية" لدورة هذه السنة |