: آخر تحديث
عُثر على جثته مع رسالة تُشبِه الوصية

كوريا الجنوبية: انتقادات للشرطة والإعلام بعد وفاة نجم "باراسايت"

14
14
15

سيول: أثارت وفاة الممثل لي سون-كيون، المعروف بدوره في فيلم "باراسايت"، موجة انتقادات في كوريا الجنوبية حيال أداء وسائل الإعلام والشرطة، مع اتهامات للجهتين بتأجيج مناخ سلبي بشأن مكافحة المخدرات.

وعُثر على جثة الممثل البالغ 48 عاما، في سيارته الأربعاء في سيول، مع رسالة "تشبه الوصية"، وفق ما ذكرت وكالة يونهاب للأنباء.

وكان الممثل محور تحقيق فتحته السلطات في تشرين الأول/أكتوبر بتهمة تعاطي القنب الهندي وغيره من المؤثرات العقلية.

وفي بلد صارم للغاية في هذا الشأن، شوّهت هذه الفضيحة صورة الممثل، وحرمته من عقود إعلانية ومن أدوار تلفزيونية وسينمائية، ما فوّت عليه إيرادات تقرب من عشرة مليارات وون (7,7 ملايين دولار) بحسب تقديرات الصحافة الكورية الجنوبية.

قرينة البراءة
وقد أعرب خبراء مذاك عن أسفهم لانتهاك مبدأ قرينة البراءة، ما أوجد أجواء غير صحية، من خلال التغطية المثيرة للقضية مع بث عناصر من التحقيق.

ويُشتبه في أن الشرطة تقف وراء تسريب وثائق سرية، بينها مقتطفات صوتية من المحادثات الهاتفية الخاصة.

بالإضافة إلى الضغط الإعلامي، اضطر لي سون كيون إلى الخضوع لاستجوابات الشرطة، كان آخرها قبل أيام قليلة من وفاته، واستمر تسع عشرة ساعة.

وقال أستاذ الدراسات الكورية في جامعة أوسلو فلاديمير تيخونوف لوكالة فرانس برس "لم تكن هناك حاجة لتسمية المشتبه به في هذا التحقيق".

وأوضح أنه "في كوريا الجنوبية، على مستوى أعلى بكثير من أي دولة أوروبية أكثر تسامحا مع استخدام المؤثرات العقلية، فإن كونك مشتبها به في قضية مخدرات هو بمثابة عقوبة في حد ذاته، إذ يجلب معه نبذاً عاماً".

كما وصف يو هيون جاي، أستاذ الاتصالات في جامعة سوغانغ في سيول، ذلك بأنه "قتل اجتماعي" مشيراً إلى المسؤولية المشتركة لوسائل الإعلام والشرطة والجمهور، في "الإذلال الهائل" الذي واجهه الممثل.

الشرطة
ودافع قائد شرطة إنتشون كيم هوي جونغ الخميس عن أداء عناصره الذين أجروا التحقيق "وفقا للإجراءات القانونية"، من دون تسريب معلومات للصحافة.
وأثار الإعلان عن الوفاة المفاجئة للممثل النجم موجة تأثر كبيرة.

وجمعت مراسم وداع خاصة في أحد مستشفيات سيول الجمعة زوجته الممثلة جيون هاي جين وولديهما بالإضافة إلى أسماء أخرى من السينما الكورية.

وزار مخرج فيلم "باراسايت" بونغ جون هو الخميس دار الجنازة، حيث ترك المعجبون الحزينون رسائل تكريم للممثل الراحل.
وجاء في إحدى كلمات التقدير "الأعمال التي أنجزتها بجهودك وإخلاصك أنقذت الكثير من الناس"، و"نأسف لأننا لم نتمكن من فعل أي شيء لك عندما كنت تمر بوقت عصيب".

وألغيت أنشطة ترفيهية عدة في كوريا الجنوبية احتراماً لذكرى الممثل.واعتمدت كوريا الجنوبية سياسة "عدم التسامح مطلقا"، إذ أعلن الرئيس الحالي يون سوك يول "الحرب على المخدرات" عندما تولى السلطة في العام الماضي.

وترتبط الفضائح المرتبطة بالمخدرات في أوساط الترفيه بمنطقة غانغنام العصرية، حيث تواجه الشقق الفاخرة النوادي الليلية وعيادات الجراحة التجميلية.
وقد اشتُبه في أخذ لي سون كيون مواد غير قانونية من مضيفة في حانة فخمة في هذه المنطقة من العاصمة سيول.

وهو نفى أنه تناول هذه المنتجات عن عمد، قائلاً إنه تعرض للخداع من هذه المرأة التي قدّم ضدها شكوى بتهمة الابتزاز، بحسب يونهاب.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية إن الممثل خضع أخيراً لاختبارين للمخدرات، وكانت نتائجهما سلبية.

وأعلنت الشرطة الجمعة أنها أحالت إلى النيابة العامة جراح تجميل يعمل في غانغنام، محتجز حالياً بتهمة توريد مخدرات غير مشروعة لمضيفة الحانة المتورطة في القضية.

وكان الكيتامين، وهو أحد المخدرات التي يُزعم أن لي استخدمها، حاضراً أيضاً في الفضيحة التي وقعت في ملهى "بورنينغ صن" الليلي في غانغنام الذي يديره أحد نجوم موسيقى البوب الكورية، والذي حُكم عليه بالسجن بتهمة عرض نساء لإقامة علاقات جنسية محتملة مع مستثمرين محتملين.

هذا العام، حُكم على رجل بالسجن مدى الحياة لتنظيمه عملية اختطاف وقتل امرأة، وسط انهيار في سوق العملات المشفرة والكيتامين - وهو سلاح جريمة نجح المجرم في الحصول عليه عن طريق زوجته، الممرضة في عيادة للجراحات التجميلية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه