: آخر تحديث
تضم أحدث إبداعات الواقع التقني

أكثر من 20 فيلماً في برنامج ”السينما التفاعلية“ في مهرجان البحر الأحمر السينمائي

74
54
57

إيلاف من جدة: كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي اليوم عن أفلام الواقع التقني والواقع الافتراضي التي سيتم عرضها ضمن برنامج ”السينما التفاعلية“، والتي ستقام من 7 - 15 ديسمبر المقبل. ويتم عرض هذه الأفلام بالتعاون مع ”فن جميل“، حيث يستضيف ”حي جميل“ هذه العروض، وهو أحدث مجمّع إبداعي في جدة. 

ويعرض برنامج ”السينما التفاعلية“ إبداعات مثيرة توظّف أحدث التقنيات لتروي قصصاً فريدة لها تأثيرها الخاص على المشاهد الذي يعيش في قلب القصة ويختبرها بنفسه. يشارك في البرنامج باقة من ألمع المواهب في أعمال الواقع الافتراضي، بهدف تسليط الضوء على مستقبل هذه الصناعة، وإلهام المبدعين وصنّاع المحتوى والاستوديوهات في منطقتنا. يضم البرنامج 13 فيلماً في المسابقة تتنافس على جائزة اليُسر الذهبي للسينما التفاعلية إضافة إلى جائزة نقدية بقيمة 10 آلاف دولار، وثمانية أفلام خارج المسابقة. البرنامج تحت إشراف ليز روزنتال، وهي مبرمجة قسم الواقع الافتراضي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي. 

يُذكر أن لجنة تحكيم مسابقة السينما التفاعلية هي نسائية بالكامل، ترأسها الفنانة الأمريكية الرائدة لوري أندرسون، بمشاركة المخرجة الحاصلة على جائزة بافتا فيكتوريا مابلبيك، وواحدة من أوائل المبدعات في فن الرسم على الجدران في السعودية سارة مهنا العبدلي. 

وبهذه المناسبة قال إدوارد وينتروب المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ”تقدّم السينما التفاعلية تجربة فريدة من نوعها، فهي فن يتّسق مع بقية أفلام برنامج المهرجان، لكنها أيضاً مستقلة وفريدة من نوعها في قدرتها على كسر القوالب وتقديم أساليب جديدة لم نألفها سابقاً. نحن سعداء جداً بتقديم هذه الأفلام في المهرجان، ونتطلع لمستقبل الفنون والسينما والصناعات التقنية في السعودية الذي سيكون مبهراً بلا شك.“ 

وحول برنامج ”السينما التفاعلية“ قالت ليز روزنتال التي أشرفت على اختيار الأفلام المشاركة ”إن البرنامج هو الأقوى مقارنة مع برامج الواقع الافتراضي التي شهدتها المهرجانات الدولية حتى الآن. لذا وقع الاختيار على حي جميل لاستضافة هذه العروض باعتباره المجمّع الإبداعي الأحدث في جدة والمملكة، ومركزاً لرعاية وتقديم موجة جديدة من الفنون الإبداعية، والتي ستترك أثراً كبيراً في صناعة الواقع الافتراضي التي تعتمد على هذه الفنون، خصوصاً في المنطقة العربية.“ 

تضمّ قائمة الأفلام المشاركة في مسابقة السينما التفاعلية 13 فيلماً هي أناندالا، نهاية الليل، جذور، لمحة، جالوت: اللعب بالواقع، كوسوندا، لايكا، لافرينثوس، حفلة باريس من بلانكا لي، ماركو وبولو رأساً على عقب، إعادة تأهيل، تناسخ، الوردة المريضة.

”أناندالا“ هو مشروع فني سريالي لا تقيّده حود الواقع من إخراج فنان المؤثرات البصرية الحائز على الأوسكار كيفن ماك. يضع الزائر في متاهة ثلاثية الأبعاد من الأشكال والألوان والكائنات العجيبة الغريبة. هنا تتواصل المخلوقات مع الزائر ومع بعضها بعضاً، وتتحرك، وتغيّر ألوانها، ولها لغة موسيقية خاصة. 

”نهاية الليل“ هو العمل الفائز بجائزة أفضل قصة واقع افتراضي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي لهذا العام، من إخراج ديفيد أدلر، وفيه نرافق جوزيف في رحلة هربه على متن قارب من الدانمارك المحتلة إلى السويد المحايدة في عام 1943. في عرض البحر، تتقاطع الأمواج بصور من ذكرياته وآلامه وأحلامه. هناك، سنعيش معه الخوف، والهروب، ونكتشف ألم الشعور بالذنب بعد أن ترك من يحب وراءه.

”جذور“ من إخراج يورغ كورتيال هو رحلة عاطفية مشحونة، من بدايات نشأة الأرض وعلى مدى 4.7 مليار سنة، تذكّرنا بأن وجود البشر هو معجزة ضخمة، حدثت في اللحظة الأخيرة. فالأرض آنذاك كانت كوكباً ناشئاً متوهجاً، يحيط به الركام الكوني، مرّ على مدى الزمان بمحطات هامة أدت إلى تطورنا ووصولنا إلى ما نحن عليه. يعرض الفيلم مناظر طبيعية أشبه بالخيال، ومخلوقات غريبة عاشت بالفعل هنا، كما نقابل الإنسان البدائي وجهاً لوجه، ونشهد على إنجازات سلالتنا البشرية.  

يقدّم المخرجان بنجامن كليري الذي حصد فيلمه القصير الأول جائزة الأوسكار، و مايكل أوكونور المتخصص بأعمال الواقع التقني في ”لمحة“ تجربة افتراضية تفاعلية في قالب من الرسوم المتحركة، تروي قصة رسام موهوب، يعيش ألم الانفصال عن صديقته بعد أربع سنوات. صديقته هي غزالة رشيقة، تحلم بأن تصبح موسيقية.

تروي الصحافية مي عبدالله والسينمائي باري جين مورفي في ”جالوت: اللعب بالواقع“ القصة الحقيقية لرجل مصاب بالفصام. يتلاعب الفيلم بالواقع ويأخذنا إلى عالم افتراضي أشبه بالخيال، لنعيش حالة الضياع وعدم الإدراك. يعتمد الفيلم على حوارات عفوية، ومشاهد تحريك مبهرة، إضافة إلى تقنيات تفاعلية لنختبر قصة شخص قضى سنوات في مستشفى للأمراض النفسية بعد أن فقد والديه، وعليه الآن أن يجد مكانه في هذا العالم الغريب، وإن كان افتراضياً. فاز الفيلم بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي هذا العام. 

”كوسوندا“ من إخراج غايتري باراميزواران وفيليكس غايدكي هو تجربة واقع افتراضي تفاعلية، تدور حول لغة كوسوندا المهددة بالانقراض في غرب نيبال، يشارك فيها من يتحدثون هذه اللغة، والذين يقع على عاتقهم مهمة الحفاظ على إرث ثقافي وإنساني لشعب لا يتجاوز عددهم 150 نسمة. 

ويشارك في البرنامج المخرج الوثائقي البريطاني الحاصل على الكثير من الجوائز بما فيها الأوسكار والبافتا عاصف كباديا   بفيلمه الجديد ”لايكا“، وهي أول مخلوق من الأرض يعيش في الفضاء الخارجي، حيث كانت الكلبة لايكا على متن صاروخ سبوتنيك الثاني الذي أطلقه الاتحاد السوفياتي السابق. كيف أصبحت هذه الكلبة الضالة بطلة واحدة من أهم المحطات في تاريخ البشرية؟ 

” لافرينثوس“ للمخرجين البرازيليين أمير أدموني وفابيتو ريكتر، يضع المشاهد في متاهة في قلب كريت، ليعيش قصة العلاقة الغريبة بين مخلوق أسطوري مفترس وفتاة صغيرة هي وجبته التالية. أسطورة عمرها أكثر من ثلاثة آلاف عام، في قالب معاصر، لتسليط الضوء على قضايا ومواضيع راهنة. يحوّل العمل الواقع الحقيقي في مساحة لا تزيد عن أربعة أمتار إلى واقع جديد هو متاهة متناهية تتلاعب بالزمان والمكان.

”حفلة باريس من بلانكا لي“ هو عمل من إخراج بلانكا لي التي فازت عنه بجائزة أفضل تجربة واقع افتراضي في مهرجان البندقية السينمائي الدولي هذا العام، يختار فيه المشاهد شخصيته ويشارك في حفلة باريسية ساحرة للاحتفال بعودة أديل إلى باريس. هناك ستلتقي أديل بشخص يغيّر حياتها ويسرق قلبها، في قصة حب رائعة من ثلاثة فصول تجمع بين الرقص والموسيقى والفنون الاستعراضية. 

”ماركو وبولو رأساً على عقب“ هو قصة حب كوميدية في قالب سريالي من إخراج بنجامين ستيغر ليفين. يروي الفيلم قصة زوجين يواجهان صعوبات في علاقتهما، حيث تنقلب الجاذبية رأساً على عقب، وينهار عالمهما. ولكنك ستعيش في هذا الفيلم المعنى الحرفي لهذا التشبيه.

”إعادة تأهيل“ لسام ولسون هو فيلم وثائقي واقعي افتراضي، يأخذنا إلى أحد معسكرات "إعادة تأهيل" المسلمين في إقليم شينجانغ الصيني. يعتمد الفيلم على الرسم بالقلم والفرشاة ليروي مشاهد من مقابلات أجراها مع ثلاثة من المعتقلين السابقين، ويعتمد على شهاداتهم في إعادة إحياء المعسكر ووضع المشاهد في قلب هذه التجربة. 

في ”تناسخ“ من الفنان التايواني سن-شين وانغ يهرب البطل من الأرض بعد حدوث انفجار نووي، باحثًا عن كوكب آخر للعيش فيه، ليكتشف بأن العودة محتومة، وبأن علينا أن نتعلم دروس الحياة.

وفي ”الوردة المريضة“ يروي المخرج شي-جونغ تانغ وخبيرة الدمى الطينية ين-سين وانغ في أول فيلم افتراضي بتقنية إيقاف الحركة (ستوب موشن) قصة فتاة صغيرة تقرر الذهاب في رحلة عبر مدينة مليئة بالفيروسات والأمراض التي تفاقمت بسبب إهمال الناس ولامبالاتهم، وذلك لإحضار وردة سحرية لوالدتها، التي تعمل بشجاعة في مواجهة الوباء بأحد المستشفيات.

ويضم البرنامج خارج المسابقة كتاب المسافات، الجلاد في البيت، ماري، صانع الأقنعة، طيور ورقية 1 و 2، بدائل، نعيش هنا، باقة عوالم افتراضية.

يروي راندال أوكيتا في ”كتاب المسافات“ قصة جده الذي غادر موطنه في هيروشيما باليابان عام 1935 ليؤسس لحياة جديدة في كندا. لكن الحرب والعنصرية غيّرت كل شيء، فأصبح فجأة عدواً في عالم جديد. اليوم، وبعد مرور ثلاثة أجيال، يعيد الحفيد اقتفاء هذه الرحلة المشحونة بالعواطف عن الهجرة والأسرة.

”الجلاد في البيت“ من إخراج ميشيل ويوري كارنوت كان قد فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2020. العمل هو تجربة مستوحاة من قصيدة كارل ساندبرج عام 1922 تروي خمس قصص متشابكة حول لحظات عاطفية محورية مشحونة. الأمر هنا لا يتعلق بالجلاد أو بالشنق، بل بالعلاقة الحميمة التي تجمع البشرية، وبالروابط بين المتفرج والشاهد والشريك في الجريمة. كلنا متشابهون مهما اختلفنا.

ويعرض البرنامج ”ماري“ لـروي غورييرو، يأخذنا فيه إلى أرض غريبة في جسد طائر اصطناعي غريب، في رحلة غامضة ومنطقة مجهولة، نكتشف من خلالها قصة مليئة بالأسرار، مع رفيقة رقيقة ينتظرها مصيرها المحتوم. 

في ”صانع الأقنعة“ للمخرج الفرنسي بالتزار أوكسيتر على المشاهد أن يتدرب ويتعلم سحر صناعة الأقنعة، لاكتشاف ألغاز هذا العالم، وهوية صانع الأقنعة.

وفي ”طيور ورقية 1 و 2“ يروي جيرمان هيلر، فيديريكو كارليني قصة صبي قصير النظر، يعشق الموسيقى، ينطلق في مهمة للبحث عن دربه في عالم مظلم، وإنقاذ أخته. يعتمد على الموسيقى للوصول إلى عوالم غير مرئية. نسافر معه لنواجه الظلام في داخلنا، ونكتشف أسراراً حالكة، مدركين بأن للموسيقى قدرة عظيمة على تحفيز الحس والمشاعر.

”بدائل“ للمخرج جوناثان هاغرد هو فيلم عن الجذور، والتغيّرات التي تحدث بمرور الزمن. يوماً بعد يوم، جيلاً بعد جيل، تتبدل الأشياء، فيما تواصل هذه العائلة مراقبة الحي الذي تعيش فيه بشكل روتيني.

”نعيش هنا“ هو تجربة تفاعلية من روز تروش، تأخذنا إلى عالم امرأة في التاسعة والخمسين من عمرها، تعيش في خيمة في حديقة لوس آنجلوس منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. رحلة إلى خيمة امرأة بلا مأوى، لا تختلف كثيراً عن قصة أي شخص آخر، خصوصاً إذا ما تعاقبت المصائب لينتهي الأمر بالتشرد. 
ويتناول المشروع الأخير في البرنامج بعنوان ”باقة عوالم افتراضية“ الواقع الذي عاشته البشرية تحت الوباء العالمي، وكيف استطاع مبدعو الواقع الافتراضي والتقني خلق مساحات تقنية خيالية يمكننا أن نعيش فيها، ونتواصل مع الآخرين من خلالها، ونتبادل الآراء والحوارات، ونقترب رغم بعد المسافات. يضم المشروع أعمالاً لثمانية من مبدعي العوالم الافتراضية، حيث يمكن للمشاهد الانتقال من عالم إلى آخر، من رحلة إلى كوكب جبلي مذهل، إلى الغوص في حوض استوائي ينبض بالحياة، ثم القيام برحلة نهرية في موسكو في خمسينات القرن الماضي، يليها زيارة لقصر المتحف السويدي، والاستمتاع بمقاطع موسيقية وفنية، قبل أن تنتهي الجولة في شقة مستقبلية خيالية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه