: آخر تحديث

الطبيبان المتحرشان ونصيحة نجيب محفوظ!

22
22
21

* "أرغب إلى أبنائي أو على الأصح حفدتي من أطباء الشباب أن يأخذوا حذرهم إزاء ما يصادفهم من عوامل الإغراء والإغواء خشية أن يتورطوا فيما لا يحمدون عقباه من مزالق الأخلاق، لقد تعرضنا قبلهم لتجارب كثيرة مثيرة ولكننا أدركنا أن الاستمساك والاستعصام أول الأمر يولد المناعة ويورث القدرة على المقاومة، ويساعد على تكوين إرادة قوية هي العامل الأول في اجبار النفس على السير في الطريق القويم، وكانت نصيحتي إليهم ألا يُفرطوا قيد شعرة فيما يفرضه السلوك الأخلاقي الحميد وأن يملكوا قيادهم ويأخذوا أنفسهم بالحزم وأن يضعوا أمام أعينهم بشاعة الجرم الخلقي الذي يقترفه طبيب استؤمن على الأعراض وأخلد إليه الناس بالثقة ليؤدي واجبًا نحو مريضة بعث بها ذووها في حمى الرسالة الإنسانية المقدسة رسالة الطب، وحقًا إنها لكبيرة عند الله أن تُخان أمانة الأعراض، وقد توعد سبحانه من يرتكبها بأشد الوعيد، ومن يخون هذه الأمانة لا يسلم كذلك في حياته العملية على ظهر هذه الدنيا من سوء الجزاء فإن ضميره لا بد مستيقظ يومًا ليحاسبه ويُعذبه فينغص عليه عيشه ويصبغ الدنيا في عينيه بالسواد، والطبيب الذي يخون أمانة الأعراض لا بُد من أن يُفتضح أمره وتسوء سمعته ويتحاشاه الناس، فلا خفيّ إلا ويظهر ولا مكنون إلا ويستعلن".

* ما ورد بالأعلى جزء من كتاب "حياة طبيب" للدكتور نجيب محفوظ -رحمه الله- أستاذ طب النساء والولادة، وأعتقد أن الطبيبان المتحرشان اللذان تم القبض عليهما في محافظة الأقصر بجمهورية مصر العربية قبل يومين لو قرآه أو قرأه كُل طبيب فلن يجرؤ على أن يُقدم أبدًا على خيانة شرف المهنة الإنسانية النبيلة وأمانتها المقدسة العظيمة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف