: آخر تحديث

عرسنا الوجداني

19
19
16

فرصة أخرى، مذهلة، منحني عقلي متعة إشراقة وجدانية في لندن الجميلة، فالاستراحة الذهنية صعبة إن لم تكن مستحيلة في عالم سياسي مضطرب، لذلك أحرص على الابتعاد من حالة الصراع النفسي الذي ينتاب البعض، وأنا أحدهم.

أنتمي إلى فريق التفاؤل وليس الإفراط فيه في كل الأزمنة.. أهوى التصدي لليأس من خلال الإجازة الذهنية في الغربة الحنون، وليس بغرض السياحة البدنية، لذلك أهتم بالتنقل من مكان إلى آخر بهدف التعرّف على مختلف الوجوه والرغبات وأساليب تفكير العقول الرائعة.

لا تعنيني ولا ترهقني الوحدة، بل أتمتع بها من أجل التأمل والتفكر والتمتع بسماع الموسيقى والقراءة والكتابة المحظورة سياسياً وقانونياً في الإعلام الكويتي.. إجازة ذهنية من رتابة روتين الحياة الشرقية.

إنَّ الكويت حبلى بالثعابين السياسية والاجتماعية والثقافية، وأنا لا أملك عصا موسى لإحداث التغيير الفوري والإصلاح الجذري، ولا إيقاظ الضمير الحكومي الضرير أساساً.. أكتفي في التعبير والكتابة ضد التزمت والخرافة متذوقاً كؤوس الحب والتصالح مع النفس.

وجدتُ نفسي أمام متاهات السنين، فتعلمت كثيراً من الدروس.. أهوى ما يرضي العقل والمنطق، وليس العيش وسط الأوهام والأحلام المستحيلة، لا بل العادات المصطنعة، التي تقود إلى الاضطرابات النفسية والاجتماعية.

أتألم كثيراً حين استمع إلى حالات وروايات الحرمان الاجتماعي.. تنحرني تلك الروايات والظنون المريضة اجتماعياً.. تمر الساعات والأيام وأبقى ضحية جزار المجتمع.. جزار الخصوصية والحريات الشخصية!

لا أقوى على استيعاب البؤس الاجتماعي وشقاء الانكسار البشري، فخناجر الجزار كثيرة وعديدة.. تخترق الصدور والنفوس العليلة.. أرواح باحثة عن السكينة تحت الجفون وفوقها ومع العيون الناعسة والابتسامة الساحرة والخدود الأسيلة.

أضجر من الكآبة واكتئاب الناس، لذلك أبحث عن الصفاء الذهني في أروقة مدينة لندن، التي أجد فيها نفسي ونقاء التفكير والتفاؤل في التحليل والتعبير حديثاً وكتابةً.

أمام عتمة الزمان يحضر وهج أميرة.. وهج الغرام العذري حتى لو احترقت الجفون دموعاً، واكتوى القلب من لهيب الهدب الناعس والثغر الساحر.. الليل في عاصمة الضباب له مذاقات شتى.. مذاق يعرفه الليل الممتد والفجر بلا أسوار.

نزهة العقل صعبة ورحلة الوجدان أصعب، لا بل هي السير فوق الشوك والجمر.. فالاحتضار الوجداني يبدأ مبكراً، حين يزعم القلب في الخطايا.. خطايا لا تطهرها دموع قلب مكلوم.

ذكرياتي جميلة وأجمل ما فيها أحزاني قبل أفراحي.. عبثاً أغمض عيني عن سحر أميرة، وذلك القلب المثقل بالحنان والأحزان معاً.. لا تفطن الروح بالإشراقة الجديدة.. فهي سرقة عفوية لمن كابد شقاء أميرة!

ذاكرتي ليست مائية حتى تنسى إشراقة أميرة.. أتمتع بملامح آلامها.. عودتني الحياة على فتح أغوار قلبي للسرقة الوجدانية.. مرحباً وفرحاً بها.. إشراقة وجدانية توطنت في حنايا القلب.. لا أسكب الدمع على من سرقني وجدانياً، لأنها سرقة عفوية الزمن وربانية الإحساس!

الوثيقة:

افرح اذا شفتك وانته معدي
يا زين هالصدفه صدفه سعيده
صدقني هالاحساس مرة يأذي
والقلب ما يهنى من طول غيبه
وانته اذا مريت لحظه بجنبي
با ينولد شوقي من بعد غيبه
افتكر لك عطرٍ باقي بيدي
وافتكر لك لحظه لحظه رهيبه

عز اللقاء يا ناس والوقت يجري
والبعد جاير والليالي عصيبه
اللي احبه من على البال يطري
تشتاق له روحي وفكري يجيبه
متى اشوف حسنك علي لا تخبي
خليك معي واضح وقول الحقيقه
لا تختبر صمتي ولا طول صبري
انا عجزت اصبر وهذي الوثيقه

شكراً عبد الرب أدريس على ألحان جميلة وكلمات رائعة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف