ما يثير القلق هو التراجع اللافت لمستوى اللاعب الجزائري كريم بن زيما الذي يلعب في دوري روشن السعودي، والذي انضم إلى نادي الاتحاد، إلى جانب عدد كبير من النجوم الذين احتفلت بهم المملكة، وزينوا ملاعبها بحضورهم. ما يلفت تأخر بن زيما في ذيل الهدافين، وهذا ما صار يتوقف عنده المراقبون والمتابعون والمهتمون بدوري روشن الذي لفت إليه الأنظار أن انضم إليه، وكما نوهنا، عدد كبير من أميز اللاعبين في العالم، ولم تقصر أغلب الأندية السعودية في استدراجهم للعب في صفوفها، بعد أن دفعت لقاء ذلك مبالغ طائلة، وما زال القائمون على الدوري يحاولون جاهدين ضمّ أكبر عدد ممكن منهم، بغض النظر عن الأرقام المالية لجهة إجراء التعاقد معهم.
كل شيء مفتوح لجهة كسب النجوم ودعوتهم للعب في صفوف دوري روشن صار يتجاوز كل التكهنات.
تراجع المستوى الفني لكريم زيما ما زال حديث الساعة، وصيامه عن التهديف المشكلة الأكبر، لا سيما أنَّ نادي اتحاد - جدة الذي يلعب في صفوفه، ويحتل المركز الرابع في الدوري وبفارق 30 نقطة عن الهلال، و18 نقطة عن ثاني الترتيب النصر، تلاه الأهلي في المركز الثالث، فالاتحاد رابعاً.
غضب جماهيري عارم شهدته مدرجات الملاعب السعودية، وأعلنت موقفها السلبي حيال اللاعب بنزيما، وتراجع مستوى نادي الاتحاد بصورة عامة بعد تعرضه لخسارة أليمة أمام أهلي جدة، وتعادله على ملعبه مع التعاون خامس الترتيب العام.. وما زال كريستيانو رونالدو يأتي في مقدمة الهدافين بـ 29 هدفاً، يليه أليكساندر ميتروفيتش بـ 22 هدفاً لاعب نادي الهلال، وفي المركز الثاني اللاعب عبد الرزاق حمد الله لاعب الاتحاد بـ 16 هدفاً، ويأتي كريم بنزيما، الذي سجل 10 أهداف في الدوري في المرتبة الـ 16 إلى جانب كل من كريستيانو تيلو لاعب الفتح، وجواو بيدرو ـ التعاون، ورياض محرز ـ الأهلي، وموسى ديمبلي لاعب نادي الاتفاق.
ولا ننسى أنَّ نادي الاتحاد، الذي تأسس في عام 1927، أي أن عمر النادي 96 عاماً، كانت له مشاركاته ونتائجه المتميزة، وحصاده على أفضل البطولات، ومنها: دوري المحترفين السعودي 9 مرات، كأس خادم الحرمين الشريفين 9 مرات، كأس السوبر السعودي مرة واحدة، كأس ولي العهد السعودي 8 مرات، وكأس الأمير فيصل بن فهد 4 مرات، دوري أبطال آسيا مرتين، كأس الكؤوس الآسيوية مرة واحدة، كأس الخليج للأندية مرة واحدة، إضافة إلى دوري أبطال العرب لمرة واحدة فقط.
فاللاعب بنزيما 36 عاماً، اكتفى حتى الآن بتسجيل 13 هدفاً في جميع المسابقات التي شارك بها، وصناعة 8 أهداف، في 27 مباراة خاضها بمختلف المسابقات هذا الموسم. أي أنّ اللاعب لم يسجل سوى هدف وحيد أمام نادي الوحدة في الثانية 56 من المباراة خلال العام الحالي 2024. فاللاعب ما زال صائماً عن التهديف، وفي هذا الإطار ونتيجة تراجع مستواه، فقد لاقى نقداً لاذعاً من قبل الجماهير العاشقة للكرة السعودية، فضلاً عن المراقبين والإعلاميين، وهناك مطالبات بمغادرته النادي، ورحيله قبل نهاية عقد في عام 2026، وجهات أخرى طالبت بالإبقاء عليه، ولكن بشرط تدعيم صفوف الفريق بلاعبين متميزين يمكن أن يحل عقدة اللاعب، ويسهم في تقدم النادي والإبقاء عليه في سلم الترتيب الأولى في الدوري، ومنهم من انتقد هبوط مستوى اللاعب وأسباب تراجعه وإخفاقه في التسجيل، وجاء في تصريح النجم بن زيما على أنه لم يجد من يساعده في تحقيق الأهداف التي كان يأمل تسجيلها وإهداءها لفريقه الاتحاد، ومنهم من يؤكد على أن اللاعب لم يعد يرغب في إكمال عقده مع الاتحاد، ويرغب في العودة إلى حيث الملاعب الأوروبية بعد الفشل الذريع الذي لم ينجح في ترجمة قدراته إلى أهداف كان من المؤمل تسجيلها كما الحال عليه زميله رونالدو الذي سجل 29 هدفاً في الدوري.
وتجربة بن زيما تعد الأولى خارج أوروبا، وفي السعودية يحتاج إلى مزيد من الوقت للتأقلم، وهذا ما تتأمله جماهير نادي الاتحاد، ودوري روشن الذي حقق حضوره ولفت إليه الأنظار، والسبب هو ضخ الكثير من الأموال من قبل الأندية لضم النجوم الكبار للعب في صفوفها.