: آخر تحديث

رونالدو والعولمة الثقافية

21
22
20

حينما يربت لاعب على أرداف زميل له في نفس الفريق، فهذا الأمر في أوروبا والغرب بصفة عامة (وربما في ثقافات أخرى) هو من قبيل التشجيع والدعم المعنوي، ولكن كيف يتلقى العقل العربي، والثقافة العربية نفس التصرف؟ بالطبع ستكون ردة الفعل مختلفة، وإن كانت هناك قطعات من بيننا ومعنا تتفهم ذلك بنفس ثقافة الغرب، في ظل "عولمة المفاهيم والأخلاقيات والتوجهات".

هذا هو ملخص ما ذهب إليه البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو لاعب فريق النصر، الذي قام بحركة "مشينة" في الدوري السعودي، وخلال التحقيق معه، قال إن ما قام به هو تصرف يعني روح الانتصار والقوة، وهو تصرف مقبول في أوروبا، ويتفهمه الجميع هناك على هذا النحو، أي أنه ليس مشيناً من هذه الزاوية، ومن هنا فقد فتحنا أبواباً للجدل نتمنى أن تكون نهايتها الاتفاق أو تفهم وجهات النظر، واختلاف الثقافات.

النصراوي والمدريدي
عشاق النجم البرتغالي من "النصراوية" و"المدريدية" سوف يدافعون عنه، ويؤكدون صحة ما ذهب إليه من أنه اختلاف ثقافات، في حين يستمر المعسكر الآخر في الهجوم على رونالدو، والإصرار على معاقبته.

ولكن... أين الحقيقة؟ اللاعب الذي يحترف في دوري ما، وفي بلد ما لا ينتمي إلى ثقافته، يتوجب عليه أن يحترم عادات وتقاليد وثقافة هذا البلد. وهنا يطل سؤال برأسه: كيف كان لنادي النصر أو إدارته أن يحذروا رونالدو من أن هذا الفعل مشين؟ وكيف لهم أن يتوقعوا مسبقاً أنه سوف يتصرف بهذه الطريقة؟

فاتورة العالمية
على أي حال، هي تجارب في اختلاف الثقافات، تتجاوز بكثير منافسات كرة القدم، وغداً سوف يحترم رونالدو وغيره من نجوم الكرة العالية عاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا، ولكن الأمر يحتاج لبعض الوقت، ففي نهاية المطاف ليس هناك سوء نوايا من هؤلاء النجوم، ونحن من جانبنا قررنا الدخول للساحة العالمية، وجلب نجوم من كل مكان، ومن ثم هناك فاتورة "مؤقتة" للعالمية، يتوجب دفعها، ولكن شريطة أن يتم التعامل معها بهدوء من أجل نجاح تجربة "التواصل مع العالم" على أسس أهمها "الاحترام المتبادل".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف