: آخر تحديث

نعم.. أمة عربية واحدة

44
38
43
مواضيع ذات صلة

لأن هناك من يتجاوزون حدودهم المفترضة كثيراً ولأن هناك من يشمخون بأنوفهم أكثر من اللزوم وهكذا ولأن الأوضاع العربية خلال الخمسين عاماً الأخيرة قد شهدت تلوّنات كثيرة فقد أطلق بعض، ولا نقول كل، قادة الانقلابات العسكرية، التي كانت قد شهدتها بعض دول وطننا العربي في النصف الثاني من القرن العشرين تحديداً وما بعده والبعض يقول وحتى الآن، "ثورات" فأصحاب الانقلابات العسكرية ليس كلهم وإنما بعضهم قد يقتلون القتيل.. ثم يبكون عليه ويمشون في جنازته.

وهنا فإنّ هناك من يقول أنه لا ضرورة لنبش الماضي، وهنا وحقيقة أنه لا بد من نبش هذا الماضي الذي لا يزال يلاحق وطننا العربي، ومن المحيط إلى الخليج كما يقال.. وإلّا ما معنى أن يحصل بعض هذا الذي يحصل.. والذي نراه بأعيننا ونلمسه، وحقيقةً ورغم هذا كله فإنه لا صحة لمن كان قد قال: "أقسمت أن المستحيل ثلاثة: الغول والعنقاء والخلُّ الوفي".

فالأوفياء كثيرون إن في هذا العصر وإن في العصور السابقة وهنا ويقيناً أن من اختاروا الشهادة الصادقة من أجل دينهم وأيضاً ودنياهم من أبناء هذه الأمة الإسلامية والعربية كثيرون وهذا يؤكده شهداء العديد من الثورات العربية، الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن شعوبهم وعن أوطانهم.. وهنا فإنني أعتقد بالثورة الجزائرية العظيمة.. وأيضاً وبالطبع بالثورة الفلسطينية.

فالأمة العربية التي من المفترض أنها واحدة وذات رسالة خالدة هي في حقيقة الأمر وبالتأكيد أمة شهادة وشهداء وهذا إن في السابق وإن في اللاحق، فالوطن العربي كله وهذا وإن في الشرق وإن في الغرب وكل مكان قد كان وهو لا يزال وطن شهادة وشهداء... وإذ أن تراب الجزائر المقدس لا يزال مجبولاً بدماء الشهداء.. وهذا ينطبق على الجنوب العربي وعلى العديد من الديار العربية.. ويؤكد هذا كله الدماء الزكية التي لا تزال تعانق تراب فلسطين والقدس.. والتي كانت قد عانقت تراب الجزائر والجنوب العربي وتراب الوطن العربي إن ليس كله فبمعظمه.

وهكذا فإنه يحقُّ لنا أن نعتبر الأمة العربية أمة شهادة وأمة شهداء وإلّا ما معنى أن يصبح هناك كل هذا الوجدان العربي الأصيل وما معنى أن تكون فلسطين في قلوب أبناء العرب كلهم... وكما كانت الجزائر العظيمة وإذا أردتم أنها لا تزال في قلوب أبناء هذه الأمة التي وليسامحنا البعض عندما أقول إنها درة الكرة الأرضية.

إنني عندما أقول هذا وأؤكد عليه فمن أجل أن أقول لأبنائنا وأحفادنا ولمن سيأتون بعدنا وبعدهم أن هذه الأمة هي أمة واحدة وإن رسالتها كانت خالدة وهي الآن خالدة وهي ستبقى خالدة إلى يوم الدين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.