لأّنّ أوضاع هذه المنطقة قد أصبحت على هذا النحو فإنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ركب الموجة هو أيضاً.. ما دامت الأوضاع قد إنقلبت على هذا النحو.. وإنه قد تعهد بإعادة الهدوء إلى الدولة الإسرائيلية عبر العمل على كل الجبهات "وأي جبهات"؟.. فكيف يا ترى بإمكانه، كما يقول، أن يفعل هذا بعد كل هذا التصعيد في هذه المنطقة!!.
ويبدو أنّ نتنياهو، "غايب فيله" كما يقال حتى يقول إنه لن يسمح لحركة "حماس" التي يصفها بأنها إرهابية، والعياذ بالله بأن ترسخ وجودها في لبنان.. فهل أنه لا يعرف أن وجود هذه "الحركة" قد بات راسخاً ومترسخا في هذا البلد.. وهكذا فإن عليه إن هو لم يصدق أن يسأل ليس القيادات اللبنانية وإنما "الموساد" الإسرائيلي نفسه!!.
وهنا فإن نتنياهو إن هو قال أوْ لم يقل هذا فإن وجود حركة المقاومة الفلسطينية قد بات "مترسخا".. وإلا ما معنى أن تطلق كل هذه الصواريخ "ثلاثين صاروخاً" في إتجاه الدولة الإسرائيلية التي يبدو أنها لا تزال لم تدرك أنّ هناك أموراً كثيرة قد إستجدت في هذه المنطقة.
وعليه فإنه على هذا "الشاطر" نتنياهو أن يدرك أن هناك مستجدات كثيرة قد طرأت في هذه المنطقة.. وأنه من الآن فصاعداً عليه أن يدرك أن الرقم الإسرائيلي لم يعد فاعلاً كما كانت عليه الأمور في فترات سابقة، وأن الشعب الفلسطيني قد أصبح رقماً رئيسيا في هذه المعادلة.. ولذلك فإن عليه أن يراجع حساباته جيدا!!.
وهنا وحتى تكون عند نتنياهو هذه التصورات كلها فإنه يجب أن يراجع ملفات رئيسة وزراء الدولة الإسرائيلية السابقة غولدا مائير ليعرف أن اليوم هو غير الأمس وأن الأمس هو غير اليوم.. وأن الدولة العبرية نفسها لم تعد رقماً رئيسيا في هذه المنطقة.. وأن الشعب الفلسطيني قد بات يفرض نفسه فرضا على هذه المعادلة الحالية.. ولهذا فإنه عليه أن لا يتكىء على ملفات الذين سبقوه القديمة.