خطف مسلحون ناشطا بيئيا معروفا يناضل من أجل الحفاظ على الأهوار القديمة في جنوب العراق، وفق ما قالت أسرته يوم الأحد.
وأوضحت عائلة جاسم الأسدي، إنه تم إيقافه واقتياده من سيارته لدى اقترابه من بغداد قبل عدة أيام، ولم يسمع عنه شيء منذ ذلك الحين.
والأسدي، 65 عاما، يرأس مجموعة "طبيعة العراق" البيئية. وظهر بانتظام في وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لزيادة الوعي بالتهديدات التي تواجه الأراضي الرطبة الجنوبية في البلاد، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو المعرضة للخطر بسبب سنوات من الجفاف.
ونقلت وكالة فرانس برس عن شقيقه ناظم قوله إن جاسم كان "يقود سيارته على الطريق السريع من الحلة الى بغداد" صباح الأربعاء عندما خُطف.
وقال "أوقفته سيارتان قبل خمسة كيلومترات من العاصمة، وقيد رجال مسلحون يرتدون ملابس مدنية يديه ووضعوه في إحدى المركبات ونقلوه إلى مكان مجهول".
وأضاف "كان ابن عمي معه.. تركوه على الطريق".
وأشار ناظم إلى أن الأسرة لم تسمع أي أخبار عن الأسدي منذ ذلك الحين فيما تحقق الشرطة في الأمر، مضيفا أن الخاطفين لم يتصلوا بأي من الأقارب.
وأكد مسؤول أمني عراقي، طلب عدم الكشف عن هويته لعدم السماح له بالتحدث لوسائل الإعلام، لوكالة فرانس برس أن الأسرة أبلغت عن فقدان الأسدي.
وبينما استعاد العراق استقرارا نسبيا بعد عقود من الصراع والاضطراب، لا تزال عمليات اغتيال واختطاف النشطاء والمسؤولين شائعة.
ومنذ عام 2006، شارك الأسدي، وهو مهندس هيدروليكي، في العديد من المبادرات لإصلاح الأهوار التي ولد فيها.
وتعرضت المنطقة للدمار على يد صدام حسين، وتواجه العديد من الأخطار بسبب تغير المناخ.
وبعد سنوات من الجفاف، جلبت الأمطار الشتوية هذا العام بعض الراحة للرعاة والماشية في الأراضي الرطبة الشهيرة، والتي كانت جافة ومغبرة الصيف الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن العراق هو واحد من خمس دول أكثر عرضة لبعض آثار تغير المناخ.
كما تضررت الأهوار من انخفاض التدفقات من نهري دجلة والفرات، بسبب السدود التي أقيمت على بعض الأنهار والروافد في تركيا وإيران المجاورتين.