إيلاف من لندن: اعتبرت رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني عقب وصولها الى بغداد الجمعة ان العراق القوي هو شرط من شروط ازدهار منطقة الشرق الأوسط واستقرارها.
وبحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مباحثات رسمية مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والوفد المرافق لها، عقب وصولها الى بغداد صباح اليوم الجمعة في زيارة رسمية ملفات التعاون في مجالات الزراعة والصحّة، ومختلف أوجه التبادل الاقتصادي والتجاري.
وثمن السوداني الدور الإيطالي ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، مؤكداً تطلع العراق إلى تفعيل مسارات الشراكة والاستثمار مع إيطاليا وعموم دول الاتحاد الأوروبي.
ونوه المسؤول العراقي الى أهمية استئناف عقد اللجنة المشتركة بين العراق وإيطاليا"، مؤكداً "الاستعداد إلى التعاون الثنائي في المجالات كافة".
وقال "لدينا خطط واعدة في مجال النفط والغاز"، مؤكداً على "الاستفادة من التجارب الإيطالية بمجال السياحة الدينية والاثارية".
من جانبها أكدت المسؤولة الإيطالية أن العراق القوي هو شرط من شروط ازدهار منطقة الشرق الأوسط واستقرارها. وأكدت أن زيارتها الرسمية للعراق تمثل بدايةً لعلاقات متميزة تربط الشعبين الصديقين، العراقي والإيطالي واعتبرت إعلان الحكومة العراقية يوم 25 من الشهر الحالي لمناسبة الميلاد عطلة رسمية إشارة لاحترامها للمجتمع المسيحي .
الرئيس رشيد بحث العلاقات مع ميلوني
ومن جهته أستقبل الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر السلام الرئاسي اليوم ايضا ميلوني وبحث معها تعزيز علاقات بلديهما في مختلف المجالات وسبل وتعزيزها في مختلف المجالات واخر التطورات في المنطقة والعالم.
واكد رشيد على أهمية العلاقات القائمة بين العراق وإيطاليا، وضرورة العمل والتنسيق في سبيل تعزيزها، مشيرا إلى أن إيطاليا شريك للعراق في العديد من القضايا الأساسية. وتحدث "عن الاستقرار الامني والسياسي الذي يشهده البلد بعد تشكيل الحكومة الجديدة التي وضعت برنامجا وزاريا طموحا يرتكز على النهوض بمشاريع البنى التحتية الرئيسية، والارتقاء بالأوضاع المعيشية والخدمية المرتبطة بالمواطنين بشكل مباشر، والعمل على دعم القطاع الخاص عبر التسهيلات والتشريعات المطلوبة، وفتح الباب امام الاستثمارات في عملية البناء والاعمار والتطوير" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان تابعته "ايلاف".
وأشار الرئيس رشيد، إلى الهزيمة التي تلقتها الجماعات الارهابية على يد القوات الأمنية العراقية، مشيدا بدور الأصدقاء في المجتمع الدولي في مساعدة العراق في مكافحة الإرهاب، بما في ذلك إيطاليا التي ساهمت في دعم وتدريب وتقديم المشورة في هذا الجانب. وبيّن أن هناك العديد من أوجه التعاون والتنسيق بين العراق وإيطاليا والتي يمكن تعزيزها في المجالات الاقتصادية والثقافية وفي مجال السياحة، مشيراً إلى زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق وما تركته من أثر ايجابي في نفوس العراقيين وصورة حقيقية عن الاوضاع المستقرة في البلاد، وكذلك التحديات المشتركة والتي تتطلب العمل المشترك، بينها معالجة آثار الإرهاب بعودة النازحين الى منازلهم، والتعاون الثقافي عبر تبادل الخبرات، وكذلك تضافر الجهود في مواجهة اخطار ظاهرة التغيّر المناخي وما تُخلّفه من أزمات شحة المياه والتصحر.
من جانبها، رحّبت ا ميلوني بالتطور الايجابي الذي يشهده العراق من النواحي الأمنية والسياسية، مؤكدة تطلّع بلادها لتعزيز اواصر العلاقات مع العراق على الصعد كافة، إلى جانب دعم امن واستقرار العراق وسيادته وسلامة مواطنيه، مؤكدةً أهمية وجود عراق قوي وفاعل في دعم استقرار المنطقة.
الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد مستقبلا في بغداد الجمعة 23 ديسمبر 2022 رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني (الرئاسة)
تفقد القوات الايطالية في العراق
وتأتي زيارة ميلوني الى العراق بهدف تفقد قوات بلادها في بغداد وأربيل المشاركة في التحالف الدولي لمناهضة داعش والتي تقوم بتدريب القوات العراقية ايضا.
وستطلع ميلوني على أوضاع قوات بلادها العضو في التحالف الدولي لمناهضة داعش في بغداد ثم تنتقل الى اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي في المهمة نفسها التي تقوم بها لمناسبة أعياد ميلاد السيد المسيح.
وستناقش مع قادة قوات بلادها المتمركزة في العراق المهام التي تقوم بها القوات هناك والبالغ عددها 650 عسكريا ضمن التحالف الدولي لمناهضة داعش من خلال 84 آلية عسكرية و11 طائرة عسكرية بحسب وزارة الدفاع الايطالية.
ويخدم هؤلاء العسكريون لايطاليا العضو في حلف شمال الأطلسي في مراكز القيادة المتعددة الجنسيات في بغداد وأربيل ويتولون مهمة تدريب القوات المسلحة والشرطة العراقية وقوات البيشمركة الكردية ويقدمون أيضًا الدعم الإداري لها.
وقد قامت إيطاليا منذ حزيران يونيو عام 2015 ولحد الان بتدريب وتأهيل 58 ألف من قوات البيشمركة والشرطة والقوات الأمنية العراقية.
حماية المناطق الأثرية وإعادة مسروقاتها
وأيضا تقوم وحدة من الشرطة الوطنية الإيطالية في بغداد وأربيل بتدريب شرطة إقليم كردستان والشرطة العراقية وموظفين مدنيين على سبل حماية الآثار .
وقد أجرت هذه الوحدة بالتعاون مع الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان مسحاً للمناطق الأثرية وساهمت في العثور على القطع الأثرية وضبطها وإعادتها إلى متاحفها العراقية والقاء القبض على مهربيها.
وقامت الشرطة الإيطالية منذ عام 2003 بتسجيل 4 آلاف قطعة أثرية مسروقة من المتحف الوطني في بغداد في قاعدة بياناتها.
وانضمت ايطاليا الى التحالف الدولي ضد داعش في أيلول سبتمبر عام 2014 وقدمت الدعم للعراق وإقليم كردستان في مجالات عدة حيث تترأس مع الولايات المتحدة والسعودية المجموعة الدولية التي تعمل على تجفيف مصادر داعش المالية.
وقدمت إيطاليا حتى الآن 430 مليون دولار على شكل مساعدات مالية وقروض الى العراق كما تخصص 13 مليون يورو سنوياً للمشاريع التنموية في العراق وبشكل خاص تلك التي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في المناطق التي تحررت من تنظيم داعش.