: آخر تحديث
مصدرون يبحثون عن بدائل لنقل بضاعتهم وسط الحصار الروسي

مرفأ روماني ينشط في تصدير المحاصيل الأوكرانية

28
33
29

كونستانتسا (رومانيا): تنشط آلة عملاقة في تحميل أطنان من الذرة على متن سفينة متوقفة في مرفأ كونتسانتسا الروماني المطل على البحر الأسود، بعد أن أجبر الحصار الروسي لمرافئ أوكرانيا المصدرين على البحث عن بدائل لنقل بضاعتهم القيّمة.

وأصبحت الحبوب تحمّل الآن على متن قطارات أو شاحنات أو بواخر في مينائي ريني وإيزمايل الصغيرين على نهر الدانوب في جنوب غرب البلاد، ليتم نقلها إلى المرفأ الروماني.

حوّل الغزو الروسي لأوكرانيا كونستانتسا إلى مركز تصدير بحري حيوي للمحاصيل الأوكرانية.

قبل الحرب كانت أوكرانيا تصدر 4,5 مليون طن من المحاصيل الزراعية شهريا عبر موانئها، وتشمل 12 بالمئة من قمح العالم و15 بالمئة من محصول الذرة و50 بالمئة من زيت دوار الشمس.

وقال فيوريل بانيت، المسؤول التنفيذي لشركة كوفيكس التي تشحن غالبية المواد الخام في كونستانتسا "نحرص على أن تصل الحبوب إلى موائد المستهلك من دون تأخير لتجنب مخاطر المجاعة".

أضاف "نأمل في تسريع الوتيرة ... لأنه بسبب الوضع المؤسف الذي يمر فيه جيراننا الأوكرانيون يجب مساعدتهم قدر الإمكان".

قالت بلغاريا المجاورة هذا الأسبوع إنها على استعداد للمساعدة في تصدير القمح الأوكراني من مرفأ فارنا المطل على البحر الأسود، وبأنها تعمل على تحديث بنيتها التحتية.

في تلك الأثناء تقوم كونستانتسا بشحن البضائع بأسرع ما يمكنها.

والسفينة ليدي ديماين التي يجري تحميلها بالذرة، هي ثاني سفينة لشحن الحبوب ترسو في الرصيف 80 منذ الأسبوع الماضي قاصدة البرتغال.

والسفينة الأولى غادرت كونتسانتسا الأسبوع الماضي وهي تحمل 70 ألف طن من الذرة الأوكرانية، والثالثة منتظرة في غضون ستة أيام.

تطلّب تفريغ شحنة السفينة الأولى 49 قطارا أو باخرة، بحسب بانيت.

 

To fill the hull of a vessel as big as the Lady Dimine, it takes 49 trains or barges (AFP/Daniel MIHAILESCU)يتطلب الأمر 49 قطارًا أو قاربًا لملء بدن سفينة كبيرة مثل Lady Dimine

آلالاف الشاحنات

وتحميل سفن كتلك في مرفأ غير مجهز بشكل كاف يعني اكتظاظ الطرق بآلاف الشاحنات، كما قال.

وحتى قبل الغزو الروسي لأوكرانيا تقدم مرفأ كونتسانتسا على مرفأ لوهافر الفرنسي العام الماضي ليصبح مركز أوروبا لصادرات الحبوب، بحسب مدير المرفأ فلورين غويديا.

والآن، يضيف غويديا، "هدفنا شحن البضائع باسرع ما يمكن وبالتالي دعم الاقتصاد الأوكراني".

ويطل مكتبه على مشاهد مذهلة للأعمال الجارية في الرصيف الذي يعج بحركة الرافعات وماكينات التحميل.

وقال غويديا "الحرب في أوكرانيا تمثل تحديًا ولكنها تقدم أيضا فرصة".

أمام ذلك التحدي عرضت الحكومة مشروعين لحل الاختناقات المرورية وتسهيل وصول البضائع إلى المرفأ.

أولا تعتزم قبل نهاية العام الانتهاء من تصليح ما يصل إلى 95 سكة حديد تعود للحقبة السوفياتية، متوقفة منذ سنوات بسبب مئات العربات الصدئة.

ومن شأن المشروع البالغة كلفته 200 مليون ليه (40 مليون يورو) أن يسمح لكونتسانتسا بالوصول إلى الهدف المسجل عام 2021 أو تخطيه، مع عبور 67,5 مليون طن من البضائع ترانزيت.

وتسعى وزارة النقل أيضا لطرح مناقصات لمشروع لإعادة فتح خط سكة حديد بطول خمسة كيلومترات، على بعد أكثر من 200 كلم إلى الشمال من كونستانتسا.

وسيربط ذلك الخط جورجولستي في مولدافيا، الواقعة بين رومانيا وأوكرانيا، بغالاتي المطلة على الدانوب في شرق أوكرانيا.

والتقاطع القصير مهم لأن الدولتين تتشاركان في السكة نفسها المستخدمة في الاتحاد السوفياتي السابق ما يسهل نقل البضائع. ومن المقرر تحديث السكة هذا الصيف.

وفي كونستانتسا تتوقف حركة الشحن في الاتجاه الآخر.

وتُشاهد العشرات من قطع توربينات الرياح كان من المقرر شحنها إلى أوكرانيا، متروكة عند طريق مزدحم.

وقال أحد عمال المرفأ "لم يعد هنالك أحد لنرسلها إليه".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد