الرياض: أعلنت مجموعة أرامكو السعودية الأحد أن أرباحها سجلت زيادة نسبتها 158% في الربع الثالث مقارنة بالفترة نفسها العام الماضي، متجاوزة بذلك أرباح الفترة ذاتها قبل حلول الجائحة، على وقع ارتفاع أسعار النفط وزيادة مبيعاتها مع انتعاش الطلب العالمي على الطاقة.
ويأتي الإعلان عن زيادة أرباح أرامكو فيما يلتقي قادة العالم في قمة كوب 26 للمناخ في غلاسكو الأحد، في اجتماع محوري في المعركة لمواجهة الاحتباس الحراري.
أرباح
وحققت أرامكو أكبر أرباح لها منذ طرحها في سوق الأسهم في كانون الأول/ديسمبر 2019.
وقالت الشركة في بيان على موقعها الالكتروني إن صافي دخل أرامكو السعودية بلغ 114,1 مليار ريال سعودي (30,4 مليار دولار) في الربع الثالث من العام الجاري مقارنة ب 44,2 مليار ريال سعودي (11,8 مليار دولار) في الربع الثالث من 2020.
وكانت الشركة حققت أرباحا صافية في الربع الثالث لعام 2019 قبل تفشي الجائحة بلغت 21,3 مليار دولار.
وأوضحت أن "هذه الزيادة البالغة 158% في صافي الدخل تعزى بشكل رئيسي إلى التأثير الناتج عن ارتفاع أسعار النفط الخام والكميات المباعة".
كما تعزى إلى "زيادة هوامش أرباح أعمال التكرير والكيميائيات مدعومة بتعافي الطلب العالمي على الطاقة وزيادة النشاط الاقتصادي في الأسواق الرئيسة".
وحققت الشركة السعودية العملاقة، درة تاج المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم، تدفقات نقدية حرة بقيمة 107,7 مليار ريال سعودي (28,7 مليار دولار)، ووزعت أرباحا بقيمة 70,33 مليار ريال سعودي (18,8 مليار دولار) عن الربع الثالث وذلك في الربع الرابع من العام الجاري.
وقال رئيس الشركة أمين الناصر "رغم أن بعض الظروف المعاكسة لا تزال تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، إلا أننا متفائلون بأن الطلب على الطاقة سيظل منتعشا في المستقبل المنظور".
وخلال العام 2021، حققت أرامكو أرباحا بلغت 25,5 مليار دولار في الربع الثاني، و21,7 مليار دولار في الربع الأول.
وسجلت الشركة أرباحا بلغت 49 مليار دولار في 2020 مقابل 88,2 مليار دولار في 2019.
وقال رئيس برنامج دراسات الطاقة في مركز المستقبل للابحاث والدراسات المتقدمة في ابو ظبي إبراهيم الغيطاني إنّ هذه النتائج تشكل "خبرا سارا للموازنة السعودية وخططها الاستثمارية" بعد عام صعب.
وتوقع أن "يظل اداء أرامكو مستقرا في الفترة المقبلة مع دخول فصل الشتاء واستمرار ارتفاع الطلب على الطاقة" عبر العالم.
وهو ما قال إنّه سيساعد ارامكو على تعزيز "موقفها المالي" للدخول في مزيد من الاستثمارات في الفترة المقبلة.
كانت السعودية، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم وأحد اكبر الدول المسببة للتلوث، أعلنت قبل أسبوع عزمها على حقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2060.
وقال الناصر "في الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل بتفاؤل كبير، فإننا نعزز إستراتيجيتنا للاستثمار على المدى الطويل، وسنواصل سجلنا الحافل بالأداء منخفض التكلفة والكثافة الكربونية لتحقيق الطموح الذي أعلنت عنه الشركة" في إشارة إلى اعلانها عزمها على تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
زيادة الطاقة الانتاجية
يأتي ذلك رغم إعلان أرامكو نفسها مطلع الشهر الجاري نيتها زيادة طاقتها الإنتاجية اليومية من 12 مليون برميل يوميًا إلى 13 مليوناً بحلول عام 2027.
ويشكك خبراء بيئيون في مساعي السعودية لتحقيق الحياد الكربوني إذ تستبعد الخطة الانبعاثات الواردة من المجموعة العملاقة مع سعيها لزيادة إنتاجها.
وفي بيان الأحد، قالت أرامكو إنّ إجمالي إنتاجها من المواد الهيدروكربونية 12,9 مليون برميل مكافئ نفطي يوميا في الربع الثالث من 2021 بما في ذلك متوسط إنتاج النفط الخام البالغ 9,5 مليون برميل يوميا.
وذكرت الشركة أيضا أنها تمتلك 30 بالمئة من مشروع سدير للطاقة الشمسية تبلغ قدرته 1,5 غيغاواط، والذي قالت إنّه سيكون "واحد من أكبر محطات الطاقة الشمسية في المنطقة".
وبموجب، خطة طموحة لجذب الاستثمار الأجنبي، أُدرجت أرامكو في سوق الأسهم السعودية في كانون الأول/ديسمبر 2019 بعد أكبر عملية طرح عام أولي في العالم وصلت قيمته إلى 29,4 مليار دولار مقابل بيع 1,7 في المئة من أسهمها.
وتأتي الزيادة المحققة في الربع الثالث بعدما أن تضاعفت الأرباح نحو أربع مرات في الربع الثاني، مع تعافي الاقتصاد العالمي من تداعيات وباء كوفيد-19 ما أدى لزيادة الطلب على النفط وارتفاع أسعار النفط الخام مجددا إلى أكثر من ثمانين دولارا للبرميل.
وتكبّدت أرامكو خسائر فادحة في 2020 مع تراجع أرباحها بنسبة 44,4 بالمئة عن أرباح العام السابق، بسبب انخفاض أسعار النفط الخام مع تراجع الطلب العالمي جراء وباء كوفيد-19.
وضاعفت هذه الخسائر الضغوط على المشاريع السعودية الطموحة لتنويع الاقتصاد البالغ كلفتها مليارات الدولارات.