: آخر تحديث
الصدقية وبيئة الأعمال الآمنة من أسباب استقطاب المستثمرين

صفقة "أدنوك" بـ 20 مليار دولار: الثقة كبيرة في متانة الاقتصاد الإماراتي

88
75
90
مواضيع ذات صلة

أجمع الخبراء على أن صفقة أدنوك الأخيرة التي تؤدي إلى استثمار 20.7 مليار دولار في مجموعة محددة من أصول أنابيب الغاز التي تمتلكها "أدنوك" دليل دامغ على الثقة الاستثمارية العالمية في متانة الاقتصاد الإماراتي.

إيلاف من دبي: أبرمت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" اتفاقية مع ائتلاف يضم عددًا من كبار المستثمرين العالميين في مشروعات البنية التحتية وصناديق الثروة السيادية والمعاشات، هم "غلوبال إنفراستركشر بارتنرز"، و"بروكفيلد لإدارة الأصول"، و"صندوق الثروة السيادية السنغافوري"، و"مجلس صندوق معاشات التقاعد لمعلمي مقاطعة أونتاريو"، و"إن إتش للاستثمار والأوراق المالية" و"سنام"، تؤدي إلى استثمار 20.7 مليار دولار أميركي في مجموعة محددة من أصول أنابيب الغاز التي تمتلكها "أدنوك".

هي الأكبر

بموجب هذه الاتفاقية، وهي واحدة من أكبر صفقات الاستثمار في أصول البنية التحتية للطاقة في العالم، يحصل شركاء الائتلاف مجتمعين على 49 في المئة في شركة "أدنوك لأنابيب الغاز ذ.م.م" التي تم إنشاؤها حديثًا، والتي تمتلك فيها أدنوك حصة الأغلبية بواقع 51 في المئة. 

تمتلك الشركة الجديدة حقوق استخدام 38 خطًا من خطوط الأنابيب بطول إجمالي يبلغ 982.3 كيلومترًا. وتتيح هيكلية الاتفاقية المبتكرة لأدنوك الاستفادة من رؤوس أموال عالمية مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بحق التحكم وملكية الأصول التي يشملها الاستثمار.

كذلك، تستأجر "أدنوك لأنابيب الغاز" الحصة التي تمتلكها "أدنوك" في مجموعة من أصول أنابيب نقل الغاز مدة 20 عامًا، في مقابل الحصول على الحق في استخدام تلك الأصول بتعرفة تستند إلى الكميات.

تحقق هذه الاتفاقية عائدات فورية لأدنوك تبلغ 10.1 مليارات دولار، ويخضع استكمالها لاستيفاء الشروط والأحكام المتعارف عليها والحصول على موافقات الهيئات التنظيمية المعنية.

تعد هذه الاتفاقية أكبر صفقة لمجموعة "أدنوك"، منذ الإعلان في عام 2017 عن توسيع نطاق برنامجها للشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة الهادف إلى تحقيق قيمة إضافية.

الصدقية وعوامل أخرى

في حديث مع صحيفة "الشرق الأوسط"، قال سلطان الجابر، وزير دولة في الإمارات والرئيس التنفيذي لـ"أدنوك" ومجموعة شركاتها، إن عوامل عدة ساهمت بشكل كبير في استقطاب الاستثمارات الأجنبية، "من ضمنها الصدقية، وبيئة أعمال آمنة، بدعم من منظومة تشريعية متكاملة، وسجل حافل باحترام الشراكات، وكذلك تاريخ الدولة كان له دور محوري في استقطاب الشركاء الاستراتيجيين".

أضاف الجابر: "تعتبر هذه الصفقة جزءًا من استراتيجيتنا لتعزيز القيمة. وكان العمل على هذا المشروع بالتحديد قد بدأ في الربع الثالث من العام الماضي، وضاعفنا جهودنا خلال الأشهر الأخيرة، وكثفنا التواصل مع الشركاء لإنجاز هذا المشروع، من دون السماح للظروف الاستثنائية بالتأثير على مجريات الأعمال، ومع التركيز الدائم على الهيكلة الذكية لهذا الاستثمار، بما يضمن تحقيق عوائد جيدة لكل الأطراف المشاركة، يضاف إلى ذلك أن الإمارات - وبفضل رؤية القيادة وتوجيهاتها - تمتلك صدقية كبيرة، وتوفر بيئة أعمال آمنة وموثوقة ومستقرة، تدعمها منظومة تشريعية متكاملة، وسجل حافل باحترام الشراكات في مختلف المجالات، وكذلك تاريخ الدولة وإمكانياتها وتنافسيتها في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة".

بحسب الجابر، تساهم هذه الصفقة في تمكين استراتيجية "أدنوك" المتكاملة للغاز التي تشمل العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في الغاز بدولة الإمارات؛ إذ توفر هذه الاتفاقية رأس مال ضخم يمكن الاستفادة منه في مشاريع للاستفادة من موارد غاز جديدة، أو تسريع العمل على تطوير المشروعات القائمة. إضافة إلى ذلك، هناك تكامل وتنسيق في جوانب أنشطة وأعمال "أدنوك" في قطاع النفط والغاز؛ حيث إن توفير إمدادات مستقرة وذات تكلفة مجدية من الغاز، يسهم في دعم مشروعات وصناعات "أدنوك" في مجال التكرير والبتروكيماويات، ما يساهم في خلق مزيد من الفرص التي تدعم النمو وتسهم في تسريع تطبيق خطط تنويع الاقتصاد في الإمارات.

قدرات فائقة

أكدت وكالات تصنيف ومؤسسات مالية واستثمارية عالمية أن هذه الصفقة "تعكس القدرات الفائقة لإمارة أبوظبي على جذب الاستثمارات الأجنبية حتى خلال الفترات المضطربة لمنتجي النفط والغاز، وتدعم الجدارة الائتمانية المرتفعة للإمارة"، بحسب صحيفة "الاتحاد" الإماراتية.

أضافت هذه الوكالات أن هذه الصفقة تساهم أيضًا في زيادة النمو الاقتصادي في الإمارات التي تمتلك سادس أكبر الاحتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم مع العمل على تلبية الطلب المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز.

ونسبت الصحيفة إلى تاديوس بيست، المحلل لدى وكالة موديز للتصنيف الائتماني، قوله إن الوكالة ترى مردودًا ايجابيًا للصفقة على الجدارة الائتمانية لحكومة أبوظبي التي تحظى بتقييم Aa2 مستقر من قبل الوكالة، متوقعًا أن تساهم عائدات الصفقة البالغة 10.1 مليارات دولار، في دعم الإيرادات الحكومية لأبوظبي خلال العام الجاري الذي يتوقع أن تشهد فيه الإيرادات النفطية تراجعًا بسبب أسعار النفط المنخفضة والالتزام بقرار أوبك لخفض الإنتاج.

أضاف بيست: "علاوة على ذلك، تعد هذه الصفقة الثالثة التي أبرمتها أبوظبي بشأن بنيتها التحتية للنفط والغاز في ثلاث سنوات، ما يدل على قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية حتى خلال الفترات المضطربة لمنتجي النفط والغاز".

ثقة باقتصاد الإمارات

في "سي أن أن"، كتب الدكتور حبيب الملا تحت عنوان "الاستثمار الأجنبي في المنطقة: الإمارات نموذجًا" قائلًا إن هذه الاتفاقية تتيح لأدنوك "الاستفادة من تحويل أصول مجمدة إلى أصول تدر إيرادًا وتمثل بديلًا ممتازًا لطرق الاقتراض التقليدية ومؤشرًا على الثقة في اقتصاد الإمارات ونموذجًا لاستقطاب استثمارات إضافية في المستقبل".

أضاف: "هذه الصفقة تأخذنا إلى استعراض وضع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة وتحديدًا في دولة الإمارات كنموذج لذلك؛ إذ تتبوأ الإمارات المرتبة الأولى عربيًا والـ27 عالميًا في حجم الاستثمارات الأجنبية بإجمالي استثمارات قدرها 10.4 مليارات دولار، وفقًا لتقرير الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي الصادر في عام 2019 لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) مستحوذة على 36 في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى مجموعة الدول العربية، والمرتبة الثانية على مستوى منطقة غرب آسيا، مستحوذة على نحو 33.4 في المئة من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى هذه المنطقة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد