: آخر تحديث
تبعث من قطر "رسالة سلام" للعالم

"وردة الصحراء" سيمفونية لمالك جندلي

53
55
36

الدوحة: قبل أقلّ من ثلاثة أسابيع من دويّ صفّارة بدء مونديال قطر في كرة القدم، أطلق المؤلّف الموسيقي الأميركي-السوري مالك جندلي من الدوحة سيمفونية "وردة الصحراء"، لتكون "رسالة سلام" إلى العالم وإرثاً موسيقياً لكأس العالم.

الألبوم الذي استغرق إنجازه ستّ سنوات، استقى اسمه من حجر يتكوّن في الصحراء على مرّ آلاف السنين ليتّخذ شكلاً أشبه ببتلات وردة يطلق عليها اسم "وردة الصحراء".

إطلاق الألبوم جرى في حفلتين استضافهما متحف قطر الوطني في الدوحة ليلتي الأحد والاثنين، وعزفت خلالهما أوركسترا قطر الفيلهارمونية بقيادة المايسترو الأميركي أليستير ويليس سيمفونية "وردة الصحراء".

من المتحف الذي صمّم مبناه المهندس المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل على شكل "وردة الصحراء"، يقول جندلي لوكالة فرانس برس "نحتفل اليوم بإطلاق سيمفونية دولية تحتفي بتراثنا وبثقافتنا على المسرح الدولي".

ويوضح أنّ هذه السيمفونية "تحتفل بموسيقى البحر في قطر، حيث اعتادوا البحث عن اللؤلؤ في مياه الخليج الفيروزية، وبموسيقى الأرض، حيث كان طريق الحرير يمرّ عبر هذه الأرض الجميلة".

بين الغربي والعربي

وجندلي (50 عاماً) الذي طارت شهرته بفضل مزجه بين الموسيقى الكلاسيكية الغربية والأنغام والمقامات العربية، يقول إنّ سيمفونيته الجديدة تشكل "مساهمة في الموسيقى الكلاسيكية الغربية من خلال مقاماتنا العربية الجميلة ومفرداتنا وإيقاعاتنا".

وبالنسبة لهذا الناشط من أجل السلام، فإنّ "هذه سيمفونية من الناس إلى الناس ومن أجل الناس. إنّها سيمفونية للسلام، تستخدم تراثنا العربي والإسلامي الذي يمثّل رسالتنا العالمية للسلام".

وجندلي الذي منحته مؤسسة كارنيغي للسلام وسام "المهاجر العظيم"، هو صاحب أغنية "وطني أنا" التي كانت في بدايات الحرب في بلده الأم بمثابة نشيد للثورة السورية.

وتعلّم جندلي عزف البيانو منذ نعومة أظافره، وقد أسّس في مدينة أتلانتا الأميركية "بيانوهات من أجل السلام"، وهي منظمة غير ربحية تُعنى بنشر السلام من خلال الفن والتعليم.

التراث القطري والعربي

ويوضح جندلي لوكالة فرانس برس أنّه استلهم نتاجه الموسيقي الجديد من التراث القطري والعربي والإسلامي، إذ اقتبس أنغاماً إسلامية كالأدعية ونداء المسحّراتي، ومزجَ "ألحاناً من موسيقى البحر والبرّ في قطر، ومن أغاني الأطفال والنساء".

ويضيف ابن مدينة حمص السورية أنّ تسجيل السيمفونية أُنجز في فيينا، "عاصمة الموسيقى الغربية" حيث عزفتها أوركسترا بقيادة المايسترا الشهيرة مارين ألسوب، "وهي امرأة. هذه رسالة أخرى تقول: (نحن نحترم النساء ونريدهنّ أن يكنّ جزءاً من مجتمعنا)".

وعن استضافة قطر العرس الكروي العالمي، يقول جندلي "لا يسعني أن أكون أكثر فخراً بأنّ كأس العالم في كرة القدم يجري هنا، على هذه الأرض، وبأنّي أطلق هذا الألبوم قبل أيام فقط من المونديال".

ويضيف الناشط من أجل السلام "نحن اليوم نرسل أقوى رسالة بأقوى لغة، لغة الموسيقى العالمية، نقول للعالم بأسره +نحن جزء منكم، أنتم جميعا موضع ترحيب هنا+".

وبالنسبة إلى جندلي، فإنّ الموسيقى، على غرار كرة القدم، "توحّد الناس. والقوة الناعمة للفن، ولا سيّما الموسيقى، لديها هذا السحر لتجمع كلّ الناس، مهما كانت اختلافاتهم".

ويقول "الحياة مثل سيمفونية: ليس كل عازف يؤدّي اللحن أو الإيقاع عينهما، الجميع يؤدّون، أحياناً يكونون متناقضين، لكن في النهاية، يكون كل شيء متناغماً وجميلاً، يكون سيمفونية حقيقية، وهذه هي الحياة".

ثقافات مختلفة

من جهتها، تقول الجازي الخيارين، المسؤولة في متاحف قطر، الهيئة التي نظّمت هذا الحدث، "نحن نعمل على جمع ثقافات مختلفة وأناس مختلفين لكي يتعارفوا، وأيضاً لتعريف العالم على قطر".

وتضيف الشابة القطرية العاملة في مجال تعزيز الأنشطة التراثية "هذه فرصة رائعة للمساهمة في تعزيز مبادرتنا الخاصة بالأعوام الثقافية، لإبراز ثقافتنا القطرية وتاريخنا وفنوننا ورياضاتنا، ولإبراز كلّ هذا للعالم".

و"الأعوام الثقافية" التي تنظّمها "متاحف قطر" هي مبادرة "تتيح أيضاً للعالم أن يعرض ما لديه. وبعد ذلك يمكننا بناء جسر بين بلداننا، بين قطر والعالم".

وبرأي الشابة القطرية فإنّ سيمفونية وردة الصحراء "هي بمثابة إرث ثقافي لنا، هذه السيمفونية هي إرث كأس العالم في قطر".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات