: آخر تحديث
"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

سيدات أوروبا القديمات... هكذا كنّ يعاملن

184
192
157

فقدان المكانة في التاريخ أمر يحظى بتداعيات لا تزال محسوسة حتى يومنا هذا غير أن كتاب حديث يوضح أنه من الممكن اكتشاف تاريخ السيدات اللاتي تعرّضن لقمع إذا تم التعرف إلى كثير من جوانب حياة السلتيين في أنحاء أوروبا، حيث كانت تُبَجَّل المرأة.

إيلاف: حاولت الكاتبة جاكلين ويدمار ستيوارت في كتابها الجديد "نساء مختفيات: تاريخ أوروبا، الكلت والحرية" أن تبرز ما كان يجب على الكلت أو السلتيين (وهم مجموعة أوروبية تستخدم اللغة الكلتية التي تعد فرعًا من اللغات الهندو- أوروبية) أن يفعلوه مع وضع الإعفاء من الضرائب للكنائس، في إطار تنقيبها واسع النطاق عن تاريخ هؤلاء الناس.

بدأت جاكلين كتابها بأغنية تمتدح فيها السيدات، وأنهته بدعوة موجّهة إلى العمل "من أجل المضي" قدمًا نحو استعادة القيم والتوازن الثقافي الذي استطاع هؤلاء السلتيين تحقيقه قديمًا.

المنتصرون يقلبون الحقائق
بشكل عام، يمكن القول إن الغرض من هذا الكتاب هو استكشاف الطبقات الخفية لتاريخ هذه المجموعة في أوروبا، والتي يمكن العثور عليها من خلال الاكتشافات الأثرية، تحليل الفتوحات الرومانية وانتقاد صعود المسيحية. ودعت جاكلين القراء إلى إعادة النظر في التاريخ بالنظر عن قرب إلى دور المرأة ودور الأسرة في تقاليد الأشخاص السلتيين.

اعترفت جاكلين بدور وقيمة المرأة القديمة في كل أجزاء الكتاب، وذَكَّرَت القراء بأن التاريخ يُكتَب في الغالب على يد المنتصرين، ونتيجة لذلك، ربما لا تحظى المرأة بالقيمة التي تستحقها على مر التاريخ، ويتم تجاهلها باعتبارهن شريكات وقادة متساويات في كل شيء.

ونوهت جاكلين كذلك بأن فقدان المكانة في التاريخ أمر يحظى بتداعيات لا تزال محسوسة حتى يومنا هذا بالنسبة إلى السيدات اللاتي يناضلن من أجل المساواة. غير أن جاكلين أوضحت أنه من الممكن اكتشاف تاريخ السيدات اللاتي تعرّضن لكبت وقمع إذا تم التعرف إلى كثير من جوانب الحياة الخاصة بهؤلاء السلتيين في أنحاء أوروبا كافة، حيث كانت تُبَجَّل المرأة وتوصف بالمبدعة، الحرفية، الشريكة والمدافعة عن الأسرة.

حلول لمشاكلهن
هناك صور ملونة جميلة، خرائط إعلامية وتعليقات ختامية كثيرة تُقدِم كلها الدعم إلى هذا الجهد الذي يتم بذله على الصعيد البحثي والاستقصائي من الناحية التاريخية وعلى الصعيد النقدي. 

ومن الواضح في الوقت نفسه أن الكتاب يبدو بصيرًاً وحكيمًا، خاصة وأن جاكلين سعت إلى العودة بالتاريخ من أجل سرد قصة السلتيين الذين كانوا يعاملون السيدات بتبجيل واحترام، وكانوا ينظرون إلى العائلة باعتبارها أساس المجتمع. ستروق النبرة التي استخدمتها جاكلين في الكتاب كل قراء التاريخ بالاتساق مع احتفائها بالمرأة التي كانت تعيش في تجمعات السلتيين وربطها إرثها بالقضايا الاجتماعية في الوقت الحاضر. 

كما مالت جاكلين إلى تقديم حلول للمشاكل التي تواجهها السيدات بسبب التحريفات التاريخية، عدم الدقة وميراث الأبوية. وجاءت الدعوات التي أطلقتها جاكلين في الكتاب قوية وعملية، كما جاءت متزامنة تمامًا مع تلك الأصوات التي تنادي اليوم بالتغيير وتدعو إليه.

أعدت "إيلاف" التقرير نقلًا عن موقع "ذا يو إس ريفيو"، المادة الأصل على الرابط
http://www.theusreview.com/reviews/Hidden-Women-by-Jacqueline-Widmar-Stewart.html#.W8rmw7h1iCl


 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات