: آخر تحديث

معاداة السامية وشعبان عبد الرحيم

2
2
2

شعبان عبد الرحيم كان مطرباً شعبياً مصرياً واشتهر بخفة دمه وتلقائيته وملابسه الغريبة.

ولد في حي الشرابية في القاهرة عام 1957 باسم «قاسم»، ولكن اختار اسم «شعبان» في الوسط الفني وفي حياته الشخصية نسبة إلى ولادته في شهر شعبان. وتوفي عام 2019.

 

ومن أشهر أغانيه «باحب عمرو موسى وباكره إسرائيل»، التي استوحاها شعبان من أحداث الانتفاضة الفلسطينية عام 2000، والتي أثارت ردود فعل كبيرة محلياً وعربياً، وقد اتهمت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية عبد الرحيم بالتحريض على مناهضة التطبيع مع إسرائيل، في حين اعتبرها كثيرون على الجانب الآخر، تعبيراً عن نبض الشارع المصري والعربي، ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن كينيث باندلر، المتحدث باسم اللجنة اليهودية الأميركية، قوله إن شعبان عبد الرحيم «راعٍ للكراهية».

...

كان شعبان عبد الرحيم يعمل مكوجياً ويغني لأهله وأصدقائه في الأفراح والأعياد والمناسبات قبل أن يسمعه صاحب أحد محلات بيع الكاسيت، وينتج له شريطاً مقابل مائة جنيه، فكاد شعبان يطير فرحاً دون أن يدرك أنهم يستغلونه ويبيعون أشرطته بعشرات الآلاف، إلى أن اشتهر شريطه «أحمد حلمي اتجوز عايدة... كتب الكتاب الشيخ رمضان». وهي أسماء لمواقف للحافلات في القاهرة. وقد ذاع شريط شعبان عبد الرحيم «هابطل السجاير»، ولكن الاهتمام الإعلامي الحقيقي به بدأ مع أغنية «أنا باكره إسرائيل».

ومعروف عن شعبان عبد الرحيم أنه كان يلبس الغريب من الملابس، وكان لا يرى مشكلة في ملابسه لأنه «رجل، والرجل لا يعيبه شكله»، لكن أغلب المثقفين والنقاد كانوا ينتقدونه باعتبار أنه يهبط بالذوق العام.

وأنا شخصياً أحب الفن الشعبي والمطربين الشعبيين مثل محمد قنديل، ومحمد رشدي، وأحمد عدوية، وشعبان عبد الرحيم، ويكفي أنهم كان لهم ملايين المعجبين من عامة الشعب وطبقاته البسيطة.

...

وقد تخيلت أني عملت لقاء صحفياً مع شعبان عبد الرحيم أثناء حياته، ودار اللقاء الصحفي كالتالي:

- أهلاً أستاذ شعبان

- لا أستاذ ولا حاجة، قول لي أسطى شعبان أو شعبولا

- حاضر يا شعبولا

- وحضرتك جاي عشان عندكم فرح أو طهور أو أبوك رجع من الحجاز؟

- لا … لا … أنا جاي أعمل معاك حديثاً صحفياً

- طيب لا مؤاخذة حضرتك من أي جرنان؟

- أنا بأكتب في صحيفة إلكترونية اسمها "إيلاف"

- يعني إيه لا مؤاخذة إلكترونية؟ يعني بتشتغل بالكهرباء ولا بالإلكترون؟

- لا .. دي بتطلع في النت من غير ورق

- يعني الحديث الصحفي ده حيطلع إلكتروني؟

- آه حاجة زي كده

- طيب سيادتك تحب تشرب إيه؟ قهوة؟ شاي؟ كازوزة؟ أنت تؤمر؟

- أنا أحب أشرب عرقسوس أو خروب أو تمر هندي

- ياه! أنت ابن بلد زينا، "واد يا بلية روح هات اتنين تمر هندي من الراجل اللي على ناصية الشارع"

- طيب يا شعبولا، واحدة من أشهر أغانيك كانت أغنية "بأحب عمرو موسى وبأكره إسرائيل"، والأغنية دي كسّرت الدنيا

- آه طبعاً وإييييييههههه (وضحك ضحكة هايلة)، وعلى فكرة عمرو موسى باشا كان بيحب الأغنية دي جداً، وده كان بيني وبينه بس، ولكن قدام الجرايد كان بيقول إنه مش بيكره حد، وده طبعاً لأنه راجل دبلوماسي جامد جداً، لكن الأغنية أدّته شعبية كبيرة جداً

- وزارة الخارجية الإسرائيلية اتهمتك بمعاداة السامية، إيه رأيك؟

- مين سامية دي؟ أنا عمري ما عرفت واحدة اسمها سامية غير سامية جمال، وكنت بأحب رقصها وتمثيلها جداً، أنا كمان عمري ما عاديت حد، يبقى إزاي أكون معادي لسامية؟

- لا … أنت فهمت غلط لا مؤاخذة، أصل أي حد بيكره تصرفات إسرائيل يتهموه بمعاداة السامية.

- طيب إيه علاقة إسرائيل بسامية؟ ومين هي سامية دي أصلاً يعني؟

- لا .. لا .. السامية دي جنس

- جنس يعني إيه؟ سكس يعني لا مؤاخذة؟ طيب أنا أكون ضد الجنس ليه؟ من غير جنس عمري ما كنت خلفت عيالي الستة!

- لا شعبولا، ربنا قسم العالم أجناس، ومن ضمن الأجناس دي هو جنس السامية، نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام

- طيب وإيش دخل سيدنا نوح وابنه سام في إسرائيل؟

- ما هو سيدنا نوح كان له ثلاث أولاد هم: سام، وحام، ويافث

- طيب وإيه علاقة ده بأغنية "باحب عمرو موسى وباكره إسرائيل"؟

- ما هو من نسل سام جاءت اليهود والعرب ومعظم شعوب الشرق الأوسط، ومن نسل حام جاءت شعوب أفريقيا، ومن نسل يافث جاءت شعوب أوروبا

- وأنا مالي بالقصة دي كلها، سيدنا نوح وولاده على راسي من فوق

- أنا حبيت أشرح لك إن من نسل سام ابن نوح جاءت الأجناس السامية (اليهود والعرب)

- يعني إحنا واليهود من نفس جنس الست سامية دي؟

- لا دي مش ست، دي الأجناس اللي قالوا عليها سامية

- أنا فهمت دلوقتي ليه إن إحنا واليهود ولاد عم، أنت بالمناسبة شفت فيلم "ولاد العم" بتاع الواد كريم عبد العزيز وشريف منير؟ الواد شريف عمل دور الضابط الإسرائيلي هايل

- آه شفت الفيلم، عرفت ليه إن حكومة إسرائيل تعتبر إن أي حد يكره إسرائيل أو تصرفاتها كأنه بيكره اليهود، وبكده يكون معادي للسامية

- يا دي سامية اللي غلبناها معانا، أولاً أنا بأحب كل الناس، وأنا ولا مرة عمري قلت إني بأكره اليهود، طبعاً بأكره إسرائيل من عمايلها السودة وقتلها للفلسطينيين وتسرق أراضيهم وتبني عليها مستوطنات في قلب مناطق كلها عرب، ومش عاوزني أكرهها؟

- آه، أنا فهمت قصدك

- وبعدين إيه دخل الدين اليهودي في جرائم إسرائيل؟ ما فيش أي دين في الدنيا يشجع على القتل والسرقة، وبعدين تعالَ هنا، مش أنت بتقول إن إحنا واليهود أصلنا من الست سامية دي؟ يبقى إزاي أكره ناس من نفس الجنس والنسل بتاعنا؟

- إحنا فعلاً أصلنا واحد من نسل سام ابن نوح

- بصراحة أنت قلّبت دماغي المتكلّفة دي، بلا سامية بلا نيلة .. اشرب ... اشرب تمر هندي … وإيييييييههههه


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.