سؤال نطرحه للمهتمين والمتابعين، ليس الغاية منه انتقاد حكومات أو أشخاص أو تتبع أخطائهم أو محاولة التقليل من مكانتهم. والجهود التي بُذلت على مدى سنوات لا شك مقدّرة، ولكن الغاية من الطرح هو الوقوف على حقيقة الموقف، وتقييم حقيقي، دون زيادة وتطبيل أو نقصان وتقريع، لغرض النهوض بالجامعة وجعل صوتها مسموعاً، خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تشهد فيه أقطار عربية كثيرة تحديات تستوجب وجود صوت عربي موحد أو شبه موحد يدفع بالدول الكبرى لاتخاذ مواقف مساندة للحقوق العربية وقضاياهم.
عندما نشأت الجامعة في آذار (مارس) 1945 بجهود بريطانية، كان هناك دور منوط بها، وهو أن يكون هناك صوت يعبّر عن الإرادة العربية، يستطيع هذا الرأي أن يوحّد الرؤية والمواقف تجاه الكثير من القضايا. ومنذ اليوم الأول والقاهرة مقر للجامعة، ومنذ ذلك الحين كان للجامعة قرارات وتوصيات لا يُعوّل عليها كثيراً، والمتابع سيرى تراجعاً أكبر في أهمية الجامعة ودورها واسمها.
والموقف الدولي اليوم يستوجب أن تكون هناك مراجعة جديدة للجامعة العربية، للوقوف على أسباب تراجعها، وإعادة النظر في هيكلتها، واختيار أمين جديد ينهض بها. والجامعة ليست إرثاً خاصاً لأحد، وإنما هي منظمة عربية مستقلة، تكمن مصلحتها ككيان، ومصلحة القرار العربي القوي، في اختيار المكان الأنسب لها، وتهيئة البيئة الدبلوماسية المناسبة ليكون الصوت العربي مسموعاً، ويكمن صلاح الجامعة فيما يمكن إصلاحها.