: آخر تحديث

أردوغان وميركل: هل نشهد لغة المصالح الخاصة أم مصالح الشعب؟

86
92
71
مواضيع ذات صلة

قبل سنة تحديدا  تحدى أردوغان المستشارة الألمانية حين دعا الناخبين من أصول تركية لعدم التصويت لميركل في الإنتخابات العامة  واصفا حزبها بالُمُعادي  لتركيا ؟؟ وردت المستشارة الألمانية بحزم  ونجحت في تقليص مساعدات الإتحاد الأوروبي لتركيا ..  

ميركل حاليا في أضعف موقف بعد 13 عاما في منصبها .. السبب سياستها التي دعت فيها لتدفق اللاجئين .. بينما أردوغان في أقوى موقف له بعد 20 عاما خاصة وبعد الإنتخابات  الأخيرة التي أكدت ثقة الشعب التركي  به ..  الثقة التي حاز عليها  بعد نجاحه الكبير في بناء إقتصاد  قوي لبلادة  سابقا .. رسّخ لقبولة شعبيا .. وأعطاه  القوة .. ليصبح  أحد ديكتاتوري العصر الحديث لتركيا .  والذي أدى لسقوط هذا الإقتصاد من خلال سياسته  الخارجية  ؟؟؟؟  

خلال سنة فقط تواجة تركيا أصعب أزمة إقتصاديةخانقة يواجهها أردوغان  بسبب هذه السياسة .... والتي بدأت بإقتراض الحكومة بحرية كبيرة حين كان الدولار رخيصا .. بحيث وصلت مديونيتها حاليا إلى 200 مليار دولار .. مع عدم إستطاعة الشركات التركية بالوفاء بديونها .. بحيث نستطيع التأكيد أن زيارته الحالية لألمانيا  للعمل على تحقيق أهداف متعددة  قد تستطيع إخراجه من المحنة الإقتصادية .. 

أهداف زيارته تتلخص في .... 

تضم ألمانيا  ما يزيد عن ثلاثمئة ملايين مواطن من أصل تركي ..أحضروا معهم إنقساماتهم  السياسية والعرقية ما بين تركي وكردي .. إستطاع أردوغان الوصول إليهم وإقناع ثلثيهم بالتصويت له في الإنتخابات الأخيرة .. ولكن يبقى وجع الرأس الذي تتلقاه الحكومة الألمانية  من نتائج سياسات أردوغان مع حزب العمال الكردستاني ؟؟ وإن كان يأمل  بدعم ألمانيا  في مواجهة حزب العمال الكردستاني ..  الأمر الذي سيزيد من حدة  التوترات داخل ألمانيا بين مواطنيها من  الخلفية العرقية المختلفة ؟؟؟؟ 

على الصعيد الألماني 

مهّد  أردوغان لزيارته  بأن أفرج عن العديد من الرهائن الألمان  ولم يتبقى سوى خمسة ؟؟  

برغم إنكار أردوغان في خطاب له مؤخرا على القنوات التركية  بتدهور الإقتصاد  وإنكاره بوجود أزمة إقتصاديه والإدعاء بأنها  مرة اخرى"" مؤامرة  إمبريالية  صليبية  صهيونية "" .. إلا أن موضوع الوضع الإقتصادي لتركيا  سيكون محوريا في المحادثات  التركية – الألمانية .. وسيكون من صلب المفاوضات او المقايضات التي سيعمل على إنجاحها مهما كلفه الأمر .. 

مقايضته مع ألمانيا ستتمحور حول تعاون إقتصادي مقابل تعاون أمني .. ووقف تيار اللاجئين  والمهاجرين .. والتي تتوافق كليا مع سياسة ميركل التي وعدت بوقف تدفق اللاجئين .. 

على الصعيد الأوروبي .. 

عالما بإنعدام أية فرصة  لإنضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي  الأمر الذي يتطلب إجماعا من  الأعضاء ومع إزدياد  سواد سجل تركيا الحالي وإبتعادها عن المعايير الديمقراطية  وإنتهاكاتها المتواصلة لحقوق الإنسان في حرية التعبير .. وسجن الصحفيين .. 

قبول اوروبا ضمنيا بالتعامل مع الواقع الذي يؤكد ويعترف بوجود  الديكتاتور  أردوغان على حدودها ؟؟ والإعتراف بالشراكة معه فيما يخص أهم قضيتين  لها .. الأمن .. واللجوء  .. وخوفا من نتائج  تداعي الإقتصاد التركي على كلاهما ..ومحاولة إستعادة  الأموال الممنوحة من الإتحاد الأوروبي التي أوقفتها ميركل .. وإن أصرّت دول الإتحاد على الضمانات القانونية  للمستثمرين ؟؟ 

على صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة الأميكرية ؟؟؟ 

حقدة على غولن الموجود في أميركا  وإتهامه بالتورط في محاولة إغتياله السابقة ورفض أميركا تسليمه .. أعمت بصيرته بحيث  قام  بإعتقال القس الأميركي  أندرو  برونسون  إضافة إلى 12 مواطن أميركي من أصول تركية ..بتهمة الإرهاب ؟؟؟؟  الأمر الذي دعا الرئيس الأميركي ترامب المشهور  بردات الفعل ..  بفرض عقوبات ومضاعفة الرسوم الجمركية  على واردات الصلب والألمينوم  التركية .. مما سارع من إنخفاض سعر الليرة التركية وأدى إلى إرتفاع حاد بنسبة التضخم  التي فاقت 18% .. وإرتفاع البطاله .. امله أن تستطيع ألمانيا  تحسين  العلاقات السيئه مع الولايات المتحدة .. وإستعادة ثقة الولايات المتحدة  للعمل مع تركيا  .... ويبدو هنا انه نسي الإختلافات الكبيرة في وجهات النظر  بشأن سوريا وتعاونة الوثيق مع إيران حاليا .. إضافة إلى أن محاولة تدخل ألمانيا  لتحقيق أمانية وحتى مع معارضة ميركل لسياسات الرئيس ترمب ... ستُعتبر تدخلا في الشئون الداخلية والسياسة  الخارجية  لها  ؟؟ 

في كل ما سبق .. أردوغان يسعى  لأمرين .. 

إلقاء مسئولية إنهيار الإقتصاد  على الخارج .. وإستعادة ثقة شعبه  بقراراته وسياساته الديكتاتورية .. 

ولكن .. هل خطابه  المزمع  بثه  من المسجد سيخدم أهدافه السابقة ؟؟ 

بمناسبة  إفتتاح المسجد  الجديد التابع للإتحاد الإسلامي التركي  للشئون الدينية .. والذي ُيعتبر  واحدا من أكبر المنظمات الإسلامية  والذي مولته الحكومة التركية.. يعتزم أردوغان إختتام زيارته  وإلقاء خطابه  ؟؟؟؟؟ 

أولا .. وقبل الزيارة  خرجت مظاهرات كبيرة في برلين  معارضة لزيارته .. 

ثانيا .. إلقاء خطبة سياسية  من مسجد سيؤكد للأحزاب المعارضة على قدرة المساجد في التحريض السياسي .. وإستعماله لأغراض سياسية ستعمل على تحريض  المناهضين جميعا ضد  الإسلام والمسلمين. 

ثالثا ..  إلقاء خطابة في المسجد سيعطي إشارة إلى تمدد ذراع السياسة الخارجية التركية بحيث تعطيها القدرة على  فرض وصايتها على مواطنيالدولة وإستعمالهم  لأمور سياسية  في أي وقت؟؟؟؟  في ذات الوقت الذي  تعمل عليه الحكومة الألمانيه  على رفض التدخل أمور مواطنيها من أي خلفيات..

كلها أمور ستُشعل فتيل الفتنة بين  جميع المواطنين ..ففي الوقت الذي تؤكد فيه جميع الأحزاب الألمانية .. وأوروبا كلها على  الديمقراطية  وحقوق الإنسان .. وكل الحقوق  .. تتشكك من نوايا مواطنيها من معتنقي  ديانات  لا تزال تتمسك  بقوانينها  الدينية ..  وعدم رفضهم العلني  لديكتاتوري أوطانهم الأصلية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي