: آخر تحديث
اعتبر تركيبة البرلمان الجديد ضمانة للمعادلة الثلاثية

نصرالله: نتائج الانتخابات البرلمانية انتصار لحزبنا

57
51
40

اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الاثنين أن نتائج الانتخابات النيابية التي حققها حزبه مع "القوى الحليفة والصديقة" تشكل "انتصارًا" كبيرًا لخيار "المقاومة" في لبنان.

إيلاف: قال نصرالله خلال خطاب متلفز مستبقاً صدور النتائج الرسمية المتوقعة في وقت لاحق اليوم إن النتائج بمثابة "انتصار سياسي ومعنوي كبير لخيار المقاومة الذي يحمي سيادة البلد".

لم يعلن نصرالله عدد المقاعد التي حصدها حزبه، لكن التقديرات الأولية الصادرة من الماكينات الانتخابية أظهرت احتفاظ الثنائي الشيعي، الذي يضم حزب الله وحركة أمل برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، بالعدد نفسه تقريباً من المقاعد في البرلمان، أي 27 من اصل 128. 

والأرجح ان تؤدي تحالفات مع كتل أو شخصيات اخرى الى زيادة حجم كتلته. وأوضح نصرالله أن حزبه خاض الانتخابات بهدف تحقيق "الحماية السياسية للمقاومة والحماية السياسية لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا يتطلب حضورا كبيرا في مجلس النواب والحكومة وفي مؤسسات الدولة"، مضيفاً "نعتبر أن الهدف قد تحقق وأُنجز".

وقال "يوجد الآن كما كان في السابق، ولكن بشكل أفضل قوة، حضور نيابي كبير ووازن وحقيقي لقوى المقاومة وحلفائها واصدقائها". جزم نصرالله بأن "تركيب المجلس النيابي الجديد يشكل ضمانة وقوة كبيرة لحماية هذا الخيار (المقاومة) الاستراتيجي ولحماية المعادلة الذهبية، الجيش والشعب والمقاومة". 

يتمسك حزب الله بهذه المعادلة لاضفاء شرعية شعبية ورسمية على سلاحه الذي يشكل مادة خلافية في لبنان، ويصر على إدراجها في البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة.

وشدد نصرالله على وجود "حقيقة وطنية في لبنان لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، وهي أن الجميع بحاجة الى الجميع"، مضيفا "اذا كنا نريد البلد وامنه واستقراره، ونريد أن نعالج مشاكلنا الاقتصادية والمعيشية، على الناس أن تتعاون مع بعضها البعض وأن تقوم بربط النزاع".

وشارك نحو نصف الناخبين اللبنانيين الأحد في عملية الاقتراع لاختيار 128 نائباً، مع معدل اقتراع (49,2 في المئة) لم يلبّ تطلعات معظم الأحزاب الكبيرة. وكان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، خصم حزب الله، أقر في وقت سابق بخسارة ثلث المقاعد التي يسيطر عليها تياره السياسي في البرلمان المنتهية ولايته.

يقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اليسوعية كريم مفتي لوكالة فرانس برس "حزب الله في طريقه لأن يكون مؤثراً في عملية صنع القرار، ولكن ذلك سيعتمد أيضاً على التحالفات التي سينسجها أو يجددها". وتصنف واشنطن حزب الله الذي يمتلك ترسانة كبيرة من السلاح ويقاتل اسرائيل، على قائمة المنظمات الارهابية. كما تتهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان خمسة أعضاء من الحزب باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005. 

ولطالما شكل سلاح الحزب الذي يحارب الى جانب قوات النظام في سوريا، مادة خلافية بين الفرقاء اللبنانيين. لكن الجدل حول سلاحه تراجع الى حد كبير قبل الانتخابات بفعل "التوافق السياسي" القائم حاليا.

وأوردت صحيفة "الأخبار" القريبة من حزب الله في مقالة افتتاحية بعنوان "الرابحون والخاسرون" الاثنين أن حزب الله وحركة أمل أظهرا "قدرة فائقة على تنظيم الصفوف بما يمنع تعرضهما لاي انتكاسة"، فيما "تلقى الحريري (وتيار المستقبل الذي يراسه) الصفعة الاكبر في تاريخه". واعتبرت أن "خسارة الحريري" هي "العلامة الفارقة في هذه الانتخابات".

كتلة متنقلة
ويرى محللون ان البرلمان اللبناني قد يشهد في المرحلة المقبلة ظهور توازنات او تحالفات جديدة. وحصد التيار الوطني الحر، الذي ينتمي إليه ميشال عون، 18 مقعداً من أصل 29 مع حلفائه، وفق ما أعلن رئيسه جبران باسيل.

وكان التيار يطمح الى نسبة اعلى، لكن يبدو أن ذلك جاء لمصلحة تقدم حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع. وكان الطرفان على طرفي نقيض منذ سنوات طويلة، لكن حصل تقارب بينهما ساهم في الاتيان بعون رئيسا. الا ان هذا التقارب لم يترجم في الانتخابات النيابية التي تنافسا فيها في كل المناطق.

ودفع قانون الانتخاب الجديد غالبية القوى السياسية الى نسج تحالفات خاصة بكل دائرة انتخابية حتى بين الخصوم بهدف تحقيق مكاسب أكبر. وفي معظم الأحيان، لم تجمع بين أعضاء اللائحة الواحدة برامج مشتركة أو رؤية سياسية واحدة، إنما مصالح آنية انتخابية، وهو ما قد يكون قد انعكس على ثقة الناخبين باللوائح. وشكلت اللوائح المشتركة بين حزب الله وحركة امل الثابتة الوحيدة في التحالفات.

سارع مناصرو الكتل الفائزة ليلا الى الاحتفال وتسيير مواكب سيارة في الشوارع ترفع الرايات الحزبية وصور المرشحين. كما تكررت ظاهرة إطلاق الرصاص ابتهاجاً في عدد من المناطق اللبنانية.

وتعبّر فئات واسعة من اللبنانيين عن خيبة أمل من تكرار الوجوه ذاتها وخوض القوى التقليدية نفسها المعركة، علما انها لم تنجح على مدى عقود في تقديم حلول للانقسامات السياسية والمشاكل الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها لبنان. ومنح القانون النسبي الأمل للمجتمع المدني بدخول البرلمان للمرة الأولى، إذا من الممكن ان يحصد مقعداً او مقعدين في المجلس الجديد. وتعتبر هذه النتيجة، ولو المحدودة، إنجازا.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار