الدوحة: بدأ العد التنازلي الذي يستمر لأسبوع قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، حيث حوّل أبرز لاعبي كرة القدم انظارهم الى احدى أكثر النسخ إثارة للجدل في التاريخ.
بعد عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، توقفت البطولات المحلية مؤقتًا لمدة ستة أسابيع للسماح باقامة مونديال قطر، الا انّ وقت التحضير امام الفرق سيكون قصيرًا.
تنطلق كأس العالم التي تقام للمرة الاولى في العالم العربي الأحد عندما تواجه قطر المضيفة نظيرتها الإكوادور.
وأدى منح استضافة كأس العالم لقطر إلى إعادة تنظيم غير مسبوقة للروزنامة الكروية حول العالم، وذلك مع اضطرار المنظمين لاقامة الحدث على مشارف الشتاء تجنبا للحرارة المرتفعة خلال الصيف في الدولة الخليجية.
وخرج ثلاثة لاعبين من المتوقع أن يكونوا أبرز نجوم البطولة - الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي - سالمين من المباراة التي فاز بها باريس سان جيرمان على أوكسير 5-صفر في الدوري الفرنسي الأحد.
ووقّع مبابي، الذي سيقود حملة دفاع فرنسا عن لقبها في قطر، على المباراة بهدف افتتاحي رائع لسان جيرمان.
وتعرض منتخب المغرب لصفعة بعد اصابة قوية للاعب وسطه امين حارث في مباراة فريقه مرسيليا في الدوري الفرنسي ستبعده على الارجح عن النهائيات.
وفيما يعد الاثنين اليوم الاخير لتقديم القوائم النهائية للاعبين، اختارت إيران سردار أزمون، نجمها الابرز الذي أعرب عن دعمه للتظاهرات في بلاده، في التشكيلة النهائية المكونة من 25 لاعباً.
ونشر أزمون، الذي يلعب لنادي باير ليفركوزن الألماني، عدة رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما.
وقُتل المئات في الاضطرابات المندلعة حيث دعا ناشطون الجماهير التي تحضر مباريات إيران في قطر إلى الهتاف باسم أميني.
نزاع حاد
ويمثل انطلاق البطولة تتويجًا لحملة قطر الاستثنائية بدءًا من الفوز بالتصويت للحصول على حق الاستضافة، ثم بالشروع في إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لبناء الملاعب والبنية التحتية.
ولم تلق مناشدات الاتحاد الدولي (فيفا) "للتركيز على كرة القدم" آذاناً صاغية، لأن العد التنازلي لانطلاق المباريات زاد من التدقيق في طريقة تعامل الدولة الخليجية مع العمال المهاجرين والنساء ومجتمع المثليين والمتحولين جنسيًا.
وكان العمال من جنوب آسيا في قلب نزاع حاد في كثير من الأحيان حول الوفيات والإصابات وظروف عملهم الصعبة، كما زعمت وسائل اعلام اجنبية، منذ أن فازت قطر باستضافة كأس العالم عام 2010.
ووجهت منظمة العفو الدولية نداءً عاجلاً الجمعة إلى رئيس فيفا جياني إنفانتينو للالتزام بحزمة تعويضات للعمال الذين أسهموا في تشييد ملاعب البطولة.
ورفضت قطر معظم الهجمات عليها، وانتقدت وسائل الإعلام المحلية "غطرسة" بعض الدول الغربية.
وقالت صوفيا ستون، وهي بريطانية تعيش في الدوحة، إن الصحافة السلبية غير عادلة.
وقالت لوكالة فرانس برس "لن أستمع إلى كل ما تسمعه في الأخبار".
وتابعت "إذا كنت تريد حقًا إبداء رأي حول هذا الموضوع، تعال إلى قطر وانظر بنفسك. مما أقرأه، فالامر ليس مشابهاً على الإطلاق. إنه بلد منفتح للغاية ومرحّب بالجميع".
وأنفقت الدولة القطرية التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، وهي واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم، بسخاء على الحدث المرتقب.
إذ بلغت كلفة تشييد الملاعب الجديدة أكثر من 6.5 مليار دولار فضلا عن اطلاق شبكة مترو بدون سائق بتكلفة 36 مليار دولار تخدم خمسة من الملاعب الثمانية.
وتشير بعض التقديرات إلى أن إجمالي الإنفاق على البنية التحتية خلال العقد الماضي بلغ 200 مليار دولار.
أكثر من مليون مشجّع
ويتوقع المنظمون أن يسافر أكثر من مليون مشجّع إلى قطر، وردّ البلد المنظم على المخاوف بشأن نقص أماكن الإقامة باستخدام ثلاث سفن سياحية كفنادق عائمة تم حجزها بالكامل في أول أسبوعين من البطولة.
وكشف المنظمون إنه تم بيع 2.9 مليون تذكرة من اصل 3.1 مليون تذكرة حيث وقف المشجعون خارج مركز تذاكر فيفا على أمل أن تصبح التذاكر النادرة متاحة لأهم المباريات.
وأعلنت قطر عن اعتقالاتها الاولى بشأن عمليات الترويج لتذاكر كأس العالم الاثنين، مع احتجاز ثلاثة رجال أجانب خارج مراكز بيع التذاكر الرسمية في الدوحة. ولم ترد تفاصيل عن جنسيتهم.
ويبرز شعور عميق في أوروبا، بعدم الارتياح تجاه بلد لا يوجد فيه تقليد لاستضافة كرة القدم للبطولة. هذا أقله ما كتبه فيليب لام القائد السابق للمنتخب الألماني الفائز بكأس العالم 2014 الأحد الذي قال انّه لم يكن ينبغي السماح لقطر باستضافة كأس العالم بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
وكتب لام في صحيفة دي تسايت "منح كأس العالم لقطر خطأ. إنها لا تنتمي إلى هناك".
وقالت شركة لوفتهانزا للطيران إن طائرة تحمل علامة "#التنوع يفوز!" ستحمل المنتخب الألماني إلى كأس العالم.