برز اسم مواطن من السلفادور باعتباره أول باحث عن المواهب رسميا، وذلك بعدما أمضى سنوات في البحث عن لاعبين قادرين على الارتقاء بمستوى منتخب كرة القدم في بلده.
فقد أمضى هوغو ألفارادو، البالغ من العمر 36 عاما، أكثر من عقد من الزمن يبحث عبر الإنترنت عن لاعبين مؤهلين لتمثيل السلفادور، بعد شعوره بالإحباط من سجل منتخب بلاده الهزيل.
وتأهلت السلفادور آخر مرة إلى نهائيات كأس العالم في عام 1982.
وقال ألفارادو لبي بي سي: "عندما بدأت، كنت استخدم مصطلحات بحث مثل (لاعب كرة قدم، أُم، سلفادوري)".
"كلما شاهدت صورة (للاعب له ملامح) شبه إسبانية أو لاتينية.. تفقدت الاسم. في بعض الأحيان عثرت على موضوعات صحفية تذكر منشأ والدي اللاعب، وفي حالات أخرى كنت أتواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
"من أبرز الذين اكتشفتهم ستيف برودي (الذي لعب لفريق ميونخ 1860 في ألمانيا. فلا شيء في اسمه يوحي بأي علاقة له بالسلفادور، ولكنني قرأت عنه واتصلت به عن طريق فيسبوك وبدأنا نتحدث".
ويضم منتخب السلفادور، الذي فاز يوم الجمعة على أرضه بهدف مقابل صفر أمام بنما في إطار تصفيات كأس العالم، 8 لاعبين اكتشفهم ألفارادو.
"كأنني فزت باليانصيب"
وهناك عوائق تحول دون استقطاب اللاعبين، أبرزها أن أكبر مسابقة دوري في السلفادور تضم 12 ناديا فقط، بالإضافة إلى محدودية المواهب وضعف هيكل دعم الرياضة في البلد.
ويرى ألفارادو أن قلة التجهيزات الرياضية في السلفادور تجعل اللاعب الذي نشأ وتدرب خارج البلاد، بإمكانيات أفضل، أكثر قدرة على الأداء.
"وهذا ما فكرت فيه عندما بدأت البحث عن لاعبين نشأوا وتدربوا خارج منظومتنا الرياضية بإمكانيات أفضل لمساعدة المنتخب".
"الكثيرون كانوا يعتقدون أن هؤلاء اللاعبين لا يهتمون بتمثيل السلفادور. فقد نشأوا في ظروف أفضل في الولايات المتحدة أو سويسرا، ومن الطبيعي أنهم يسعون لتمثيل هذين البلدين أو بلدان أخرى، غير السلفادور".
"لكن عندما تحدثت إليهم، وجدت أنهم منفتحون على الفكرة. كان الأمر بالنسبة لي كأنني فزت باليانصيب".
ويقول ألفارادو، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة وعمره 12 عاما، ويعيش حاليا في كاليفورنيا، إنه يشعر بفخر لا يوصف عندما يراهم يرتدون قميص المنتخب الأزرق.
لكنه لم يكن يدرك حجم تأثيره في مشوارهم الكروي.
ويقول ألفارادو "الأمر بالنسبة لي لم يكن إلا محاولة لمساعدة المنتخب الوطني".
"لكن عندما أفضى إلي بعضهم بالقول "لم أكن لألعب أمام (ليونيل) ميسي والأرجنتين، أو (أندريس) إنييستا أو (جيرارد) بيكيه (من إسبانيا) لولا ما فعلته معي.. حينها كدت أجهش بالبكاء، لأني حقا لم أفكر في ذلك".
"لم أتوقف (في السابق) للاستماع لهؤلاء اللاعبين وما (يقولون أني) فعلته لهم في مشوراهم وتجربتهم، بأن أصبح بمقدورهم اللعب أمام أحسن اللاعبين والفرق في العالم".