: آخر تحديث

عبدالمحسن النمر وزمان جاسم نموذجان في الفن السعودي الراقي

45
36
32
مواضيع ذات صلة

جل الفنون هي مواهب من الله- سبحانه وتعالى- ولا يمكن لأي إنسان يصنع موهبتة، أنما يستطيع تطوير تلك الموهبة وصقلها بالقراءة المعمقة حولها، أو حتى بالدراسة في المعاهد المتخصصة التي تدرس مثل تلك الموهبة، كمثال على ذلك الفن التشكيلي في البداية هي موهبة يتمتع بها الفنان، لكن عليه الدراسة حولها لكي يستطيع صقلها وتطويرها، وهي بمثابة وضع النقاط على الحروف، أو رسم طريق يهدف لتطويرها، فلا يمكن لأحد يدرس في تلك المعاهد وهو لا يمتلك الموهبة ويتخرج منها فنان محترف، نعم قد يكون صاحب دراية فيها، لكن يصعب عليه تشكيل لوحة فنية ذات معان مختلفة، وقس على تلك المواهب الأخرى كالشعر والتمثيل والموسيقى إلى آخره، لذلك هناك شاعر موهوب وعلى العكس من ذلك يوجد ناظما للشعر وليس شاعر، وكذلك يوجد فنان تمثيلي موهوب بخلاف ذلك يوجد مؤديا للنص دون إحساس مقنع للمشاهد.
الفنان السعودي عبد المحسن النمر ليس فنانا مؤديا، إنما هو فنان موهوب وقد صقل تلك الموهبة بكل جدارة من خلال كثرة اطلاعه وثقافته العامة، تجد ذلك منطبعا على حديثه العام خارج إطار التمثيل، واستعداده للحديث والمشاركات في المنتديات الثقافية دون تردد، ويجيب على أسئلة الجمهور، بخلاف بعض الممثلين تجده عند أداء النص الذي حفظه متحدث، لكنه يتلكأ في الحديث العام، ذلك دليل على أنه ليس لديه مخزون ثقافي ومعرفي حتى في تخصصه الذي يعمل فيه.
الفنان النمر نبغ في هذا المجال من حداثة سنه وواجه الجمهور بكل ثبات، متحد كل المعوقات حتى أصبح فنانا عالميا تعدى المحلية والخليجية بإمكانياته، متعدد في جميع الأدوار التي تعطى إليه، فلا يخلو موسم من وجود هذا الفنان المتمكن الذي لعب أدوارا صعبة اقنع فيها المشاهد، لا أرد ذكر تلك الأدوار فعلى القارئ الكريم مشاهدتها لكي يثبت ما أقوله عن هذا الفنان القدير.
الفنان الآخر هو التشكيلي السعودي القدير الأستاذ زمان جاسم، فنان موهوب من صغر سنه، فقد عايشت هذا الرجل باعتباره ابن البلدة الذي نعيش فيها سوية، ولي به علاقة طفولة، وكل من عايش هذا الفنان القدير يعرف بأنه موهوب، لكنه لم يترك تلك الموهبة على ما هي عليه، إنما درس وقرأ حولها وواكب التحديثات عليها، حتى استطاع الوصول للعالمية من خلال لوحاته الفنية التي تحمل طابعا ثقافيا عميقا.
الخلاصة أن المواهب أمانة في حد ذاتها ونعمة كبيرة على من يمتلكها، فعليه المحافظة عليها بالتطوير، والاطلاع، والدراسة، ومواكبة التحديثات عليها، لكي يواصل في العطاء بها، كما فعل الفنانان الجميلان الأستاذ عبد المحسن النمر، والاستاذ زمان جاسم الذي لا زالا مواكبين كل التحديثات التي تساعدهما في المواصلة والتألق.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في