: آخر تحديث

الغرب وعقدة الصين!!

40
40
30

في حديثه لوسائل الإعلام وهو يحاول إقناع حزبه للتصويت له في خلافة بوريس جونسون قال المرشح عن حزب المحافظين لرئاسة وزراء بريطانيا السيد (رتشي سوناك) إنه في حال فوزه سينتهج سياسة متشددة ضد الصين! لماذا؟

وفي الإنتخابات الأمريكية يصبح التشدد مع الصين جزء من الحملات الإنتخابية! لماذا؟

للإجابة على هذا التساؤل الهام لا بد من طرح عدة أسئلة للوصول للإجابة ومنها:

  • لماذا يكره الغرب الصين؟
  • لماذا لا يريد الغرب أن يتقاسم الحياة مع أحد على هذا الكوكب؟
  • لماذا يصر الغرب أن يكون هو القوة السياسية والإقتصادية والعسكرية وبقية العالم تابعون له؟
  • لماذا يخشى الغرب من بروز أي قوة أخرى منافسة؟
  • لماذا يسعى الغرب لبقاء العالم مرمى لنفاياته وميداناً لتجاربه النووية والصاروخية ومنطلقاً لمحطات فضائه ونجومه وعلى بقية العالم الإكتفاء بالمشاهدة وإن أراد العمل مثله تم حصاره وخنقه؟
  • لماذا يدعى الغرب الديموقراطية ويمارس عكسها على بقية العالم.
  • لماذا ينادي الغرب بإحترام حقوق الإنسان ولا يحترمها ويطبقها خارج حدوده؟
  • لماذا يدعو لإحترام حرية الإعلام والرأي الآخر ويكتم الأنفاس إذا كان من رأي مخالف؟

هذه الأسئلة وغيرها تجعلنا نتساءل لماذا هذا الإستعلاء من الغرب على بقية الأمم؟ أحتل الغرب معظم دول الشرق الأوسط ففتكوا بها ومزقوها ونهبوا ثرواتها وأحتلوا أفريقيا وأعادوها إلى عصور الظلام إلا ما في بطونها من ذهب وألماس وخيرات فتحمله الطائرات إلى خزائنهم! وناصبوا روسيا والصين العداء ليس إلا لأن هاتين القوتين تنازعهم السيادة والقطبية!

كل من يحاول أن يصبح قوياً يتفننون في شرذمته ونبذه وصناعته عدواً  يجب أن ينبذ من الجميع! 

مثال ذلك كوريا الشمالية لم تحتل بلداً ولم تقتل شعباً ولم تطلق رصاصة على أي بلد ومع ذلك صنفها الغرب كشيطان يجب أن يُلعن صباح مساء! لماذا؟ لأنها أرادت أن تعيش دولة مستقلة بعيداً عن هيمنة الغرب! وجارتها كوريا الجنوبية حليف للغرب ومرضي عنها والإعلام الغربي يعظمها ويصفها بالديموقراطية وإحترام حقوق الإنسان فقط لمجرد أنها خنعت لإملاءات الغرب وفتحت أراضيها للقواعد الأمريكية والسياسة الغربية!.

حتى على مستوى القادة والزعماء من رأو فيه مخالف لهم يكيدون له ويصنعون الحيل والحبائل والحفر حتى يتم الإيقاع به مثال صدام حسين! إخترعت إدارة أوباما الفوضى الخلاقة ودعمت الكيانات والتنظيمات المؤدلجة لنشر الفوضى في الوطن العربي!

أمريكا والغرب يبقون على نظام كهنوتي ظلامي في طهران وهم يعلمون فساده وعدم صلاحيته للحكم لكنهم يبقون عليه ليحقق لهم أهدافهم وتطلعاتهم المستقبلية في المنطقة!

إستماتت الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لتفكيك الإتحاد السوفيتي وعندما نجحوا حاولوا أن يبقون على روسيا ضعيفة تابعة للغرب وعندما بزغ نجم رجل الـ KGB بوتن وبدأ في صناعة روسيا قوية قطبية بدأت المكايد والحبايل حتى أُستدرج في أوكرانيا في حرب كان يمكن تجبنها! الهدف هو إضعاف روسيا وإستنزافها حتى لو قتل الشعب الأوكراني كاملاً!

كانت الصين في عهود أمريكية سابقة قبل مرحلة أوباما مثل مرحلة كلينتون وآل بوش وريجان تعامل كحليف وكشريك بل في بعض المراحل كانت تسمى الدولة الأَوْلى بالرعاية لا ضرائب ولا رسوم على المنتجات الصينية غير الدعم والتفضيل حتى أستيقظ المارد الأمريكي على صين جديدة وصلت الفضاء وبلغ ميزانها التجاري ما يقارب الميزان الأمريكي! واستيقظ المارد الغربي على صين لها مخالب وأظافر وأنياب ولها طائرات وصواريخ عابرة للقارات وحاملات طائرات وغواصات نووية، وقبل هذا كله منتجات صينية غزت الغرب واستقرت في كل بيت في مجال التقنية والأجهزة والمعدات المنزلية والزراعية والفنية مما أصابهم بالذهول وبدلاً من قبول المنافسة الشريفة والتسابق في مضمار الصناعات وما يفيد البشرية في الطب والهندسة والنقل والصحة والمعيشة إكتشف الغرب أنه يقف عاجزاً عن مجاراة التنين الصيني الذي يطير بلا أجنحة!

هنا بدأ الغرب في صناعة العدو! وصناعة البعبع الذي يهدد إقتصاده وحياته ومستقبله ولذا لابد من محاربته وتعطيل مشاريعه وتقدمه وبدأت الولايات المتحدة في مغازلة دول جنوب شرق آسيا وتكثيف الزيارات لها وإستغلال مواطن الصراعات التاريخية معها مثل اليابان وكوريا الجنوبية وتزويد أستراليا بالغواصات النووية حيث تدعم الصين جزر سليمان القريبة منها ثم بدأ التلويح الغربي بالإعتراف بتايوان ومحاولة إستفزاز الصين بالدخول في أجواءها البحرية في بحر الصين وإجراء المناورات البحرية الهزلية العبثية! وتحريك حاملة الطائرات الأمريكية USS RONALD REAGAN الى بحر الصين لمزيد من التصعيد، آخر هذه المسرحيات كانت بطلتها السيدة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي عندما كلفت دافعي الضرائب مبالغ طائلة في رحلة محروسة بالطيران الحربي إلى منطقة الهند والمحيط الهادي تشمل زيارات إلى سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان وكانت تايوان ضمن هذه القائمة لولا التحذير الصيني من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ لنظيره الأمريكي جو بايدن خلال مكالمة استمرت أكثر من ساعتين ملخصها (إذا لعبت بالنار ستحترق) وأعتقد أن السيد بايدن إذا خشي على أصابع مواطنته الناعمة بيلوسي فأنه سيسقط تايوان من جدول الزيارات.

هذه الزيارة لهذه الدول ليس من أجل سواد عيونهم أو لبناء محيط هادي وهندي أمن في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي تعصف بالعالم ومحاولة بناء علاقات دولية للمحافظة على سلاسل الإمداد والغذاء للبشرية ليس من هذا شيء! بل فقط من أجل عقدة الصين!

هذه العقدة الصينية للغرب لا أعلم حالياً إلى أين تسير وأين ستصل لكني أراقب إن استمرت السياسة الأمريكية وتابعتها الغربية على هذا النهج فإن التوتر والتصعيد وعودة الحرب الباردة والساخنة ستعود وسيكون التوتر وإعادة التحالفات وسباق التسلح سيصبح عنوان المرحلة القادمة وكل هذا بسبب (عقدة الصين) وبحول الله وعلى صفحات منارة الصحافة إيلاف سيكون لي متابعات لهذه الملفات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في