: آخر تحديث

مجالسة الصالحين

55
49
34

لابن قيم الجوزية رحمه الله  خارطة طريق لكل من أراد أن يسلك طريقًا لا يضلّ سالكوه، ولا يتعرّج من يمشي عليه، طريقًا أوله برّ وأوسطه معروف وآخره بساتينُ من كلّ ما يسمو بالقلب والنفس والروح حيث إنّه يقول:
 


 
"مجالسة الصالحين تحولك من ستة إلى ستة : 
من الشك إلى اليقين،
من الرياء إلى الإخلاص، 
من الغفلة إلى الذكر، 
من الرغبة في الدنيا إلى الرغبة في الآخرة، من الكبر إلى التواضع، 
من سوء النية إلى النصيحة".
لطالما اقترن سلوك المرء بالصحبة التي يعرفها ويرافقها ويعاشرها،
 "قل لي من تعاشر، أقل لك من أنت"!
وبما أن المرء مخبوء تحت لسانه، فإنّ لسانه يعتاد مواضيع وأفكارًا كان قد طرحها وعالجها وأخذها من وسطه وصحبته!
ثمّ إنّ "مذاكرة الرجال تلقّح الألباب"، فكيف إذا ما كانوا صالحين هداة يهتدي بهم المؤمن الى سواء السبيل، يعينونه في أمر دنياه وآخرته، يهدونه سبيل الرشاد، يرشدونه الى الحق ومجانبة الباطل، يبعدونه من كلّ ضرر وسوء ومكروه، ويقرّبونه من الخير والأخيار وما يجلب النعم والبركة.
إنّ صحبة الأخيار تمدّ المرء عمرًا ورضًا وسعادة، فهو يتشبّع معهم أخلاقًا ورفعةً وعلمًا وأدبًا ومعرفة، ومن يجالس العلماء والصالحين، سيصعب عليه بعدها مجالسة الجهلاء!
العلم يمنح صاحبه مهابة العارف المطمئن
والعالم الصالح جوادٌ في علمه وعطاءاته، لا يبخل على صحبه بمعرفة أو فكرة، لذا ينعم أصحابه معه بنعيم المعرفة والعلم إذْ إنّه يتقاسمه مع من حوله وبذا تعمّ الفائدة في مصاحبة العلماء الأخيار والصالحين.
ومصاحبة المؤمن الصالح لا يُشترط فيها أن يكون الصالحُ عالمًا ومفكّرًا،،، 
بل يكفي صلاحه وخُلُقه وسلوكه الصالح حتى يؤثّر بخلقه الحسن على مجاوريه ورفقائه.
احرصوا على انتقاء الخيّرين الصالحين لكم في حياتكم ولأولادكم،
احرصوا على الطيّبين الأنقياء، والعلماء المفكّرين المؤمنين،
احرصوا على الأخيار النبلاء ….
رفقتهم غنىً وثراء وبركة ورحمة وفيها من النعم ما لا يُحصى.
واللهِ أنها لتُغذّي العقل وتهذّب الجوارح ، وتنقّي الروح وتزكّي النفس وتهبنا طمأنينة العارف بالطريق حتى إذا ما زللنا أدرَكَنا الصالحون بنصحهم وتوجيهاتهم
فطوبى لمن رافق الصالحين وتغذّى على علمهم وفكرهم وأدبهم ونهج نهجهم


 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في