: آخر تحديث

فلسطين لنا إلى يوم القيامة

7
5
7

سارة النومس

ينتابني شعور بالرغبة في صفع كل شخص يشيد بالتوجه الإعلامي العالمي اليوم، والذي -بشكل مفاجئ- غيّر دفة السفينة للدفاع عن غزة بعد شهور عديدة من طمس الحقيقة والتغاضي عن سفك الدم والقتل والتجويع والتشريد والاستهزاء بما يشكّل -ربما- أعظم جريمة إبادة عرفتها البشرية حديثاً بسبب قصف وحشي واغتيال للإنسانية وطمس للهوية من قبل الكيان المحتل.

إنهم مسرورون لدفاع الإعلامي البريطاني المنافق بيرس مورغان، الذي كان يعمل بشكل استفزازي على إغاظتنا من خلال دفاعه المستميت عن الكيان الإسرائيلي في أرض فلسطين، واليوم هو وآلة الإعلام يغيرون اتجاه الدفة لأسباب سياسية.

لقد علم العالم أجمع حقيقة الحق الفلسطيني بهذه الأرض منذ الأسبوع الأول بعد السابع من أكتوبر عام 2023، الحق الفلسطيني المسلوب لأسباب عقائدية مدعومة بالسياسات التي تمهد الطريق لكل ما هو إسرائيلي في المنطقة، وساهموا بشكل مباشر في الترويج للسلام الخيالي الذي لم يرَ -لن يرى- النور إلى اليوم بسبب الكيان المدعوم عالمياً وآلته العسكرية المستعدة لقتل كل ما هو فلسطيني وعربي في المنطقة.

هي سياسات تتغير توجهاتها لأهواء ومزاج أصحابها، فليس علينا أن نصدق أن الإعلام أخيراً استوعب الحقيقة ومدى خطورة الكيان الإسرائيلي على الوجود الفلسطيني، ويفترض ألا ننتظر رأي الإعلام العالمي كي نثبت لأنفسنا صحة توجهنا في الدفاع عن إخوتنا في الدم والدين والعروبة والإنسانية.

يقول الكثير من المفكرين: إن المركز هو فلسطين، ومن خلالها يتم استهداف الوجود العربي في المنطقة، ولا أعلم لماذا يلوم العرب أشقاءهم في فلسطين، قال الرئيس الأميركي السابق جو بايدن من قلب تل أبيب: «لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها»، فالسطحية في إلقاء اللوم على العرب أو الخضوع مثلاً أو عدم الحراك... كل هذه اتهامات ناتجة عن عقلية لم تستوعب بعد خطورة وضع هذه المنطقة التي تتنوع فيها الشرائع، والتي كان من ضمن تاريخها العريق الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عندما تسلم مفاتيح القدس التي كانت تسمى حينها «إيلياء».

يستحسن أن تعرف عزيز القارئ العربي أن فلسطين هي قضية وجودية عالمية أكبر من محدودية التفكير المادي العربي، وأنها قضية أولية عند كل مسلم حق، ولذا فمن الأجدى أن تبتعد عن الشعارات العالمية الدنيوية قليلاً، وتنظر من بعيد، حتى تجد أن تلك الشعارات غطاء وستر لأهداف الكيان الدينية، كي تشعر أنت بأهمية أبعاد دينك الإسلامي عن فلسطين، لا أن تكون فريسة...

كن أول من يدافع عن هذه القضية، وبروح لا تخشى إلا خالقها... فلن تكون فلسطين إلا لنا مهما حاولوا طمس التاريخ وتزوير الحقيقة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد