خالد بن حمد المالك
لا يزال هناك كلام كثير يجب أن يُقال عن زيارة الرئيس دونالد ترمب ونتائجها المبهرة، فالكلام عنها لم ينته بعد، وردود الأفعال حول آثارها وتداعياتها إعلامياً وسياسياً وأمنياً واستثمارياً لم تتوقف.
* *
خرج الرئيس الأمريكي ليضع العالم أمام أجمل انطباع عن المملكة ودول مجلس التعاون، وخاصة الدول الثلاث التي زارها -المملكة وقطر والإمارات- وقد فاضت عباراته ووجهات نظره بما لم يقله من كلام جميل سبق هذه الزيارة، وكانت الزيارة بكل أبعادها وما حفلت به من نتائج جديرة بأن يكون هذا واقعها.
* *
فقد استجاب الرئيس الأمريكي مع متطلبات المرحلة، وزاد من شراكات أمريكا مع الدول الثلاث التي زارها، في كل المجالات، بل إنه اصطحب معه أبرز الأسماء الكبيرة المستثمرة في مجال الذكاء الاصطناعي وغير الذكاء ليكون ما تم الاتفاق عليه بين دولنا والولايات المتحدة الأمريكية على نحو ما تم الإعلان عنه.
* *
ولم يكتف الرئيس في إظهار فرحه بما وجده من تقدّم وتطور واستقرار في دولنا، وإلى أنها تُدار بأيدٍ أمينة، وقد نجحت في تحويل الصحاري إلى أراضٍ خضراء، وأن تقدّمها جاء منسجماً ومرتبطاً بتقاليدها العربية، وشخصيتها النافذة في كل ما تحقق من إنجازات.
* *
ظل الرئيس خلال زيارته للمملكة وقطر والإمارات يعبر بأصدق العبارات عن إعجابه بما رآه من إبهار في كل منجز مر عليه، ومع كل معلومة تعرَّف عليها، وحيثما كان هناك موضع قدم له في إنجاز أو مشروع كان ضمن برنامج زيارته.
* *
كان الرئيس لبقاً مع مستقبليه من الأمراء والوزراء والمواطنين في قصر اليمامة، قال لكل واحد صافحته يداه كلاماً ينم عن صورة جميلة لانطباع مؤثِّر في تقديره لدولنا ومواطنينا، حتى إنه أكد أمام هذه المشاعر الطيِّبة التي استقبل بها، أنه سيدافع عن دولنا إذا ما تعرَّضت لسوء.
* *
هذه الصداقة بين المملكة وبقية دول مجلس التعاون التي ترتبط تاريخياً بالولايات المتحدة الأمريكية لم تأت من فراغ، وإنما تأسست منذ عقود على المحبة، والتعاون المشترك، وحرص كل دولة على مصالحها، والتعامل مع أمريكا على ما فيه فائدة لكل الأطراف.
* *
والأهم أن هذه الصداقة تم المحافظة عليها، والتمسك بها، واحترامها، وعدم إظهار أي تصرف يخل بها، انطلاقاً من أنها قامت على ثوابت قوية، ومعرفة بما ينبغي أن تكون عليه، ما جعلها كل هذه السنين ثابتة وقوية، ولا تقارن بالعلاقات الدولية الأخرى.
* *
كل هذا يحدث، ولا بد في المقابل أن أشير إلى أن هناك تبايناً في وجهات النظر أحياناً، فنحن لسنا مع أمريكا في موقفها من القضية الفلسطينية، ومن الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، وهذا الموقف تعلنه المملكة ودول مجلس التعاون دون حرج، مخطئة أمريكا، لكنها ضمن تفاهمات تتعامل مع أمريكا بالحوار، ومحاولة الحد من الاندفاع الأمريكي لإسرائيل.
* *
المملكة ودول المجلس تصر على إقامة دولة للفلسطينيين، وتسعى لاستثمار صداقاتها مع أمريكا على إفهام واشنطن بحق الفلسطينيين بدولة لهم على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، تنفيذاً للمبادرة العربية، والقرارات الدولية ذات الصلة، لأن هذا هو الخيار والتوجه الوحيد لنزع فتيل الحروب بالمنطقة، وضمان الأمن والاستقرار فيها.