عماد الدين أديب
ماذا يدور الآن بين إدارة الرئيس دونالد ترامب ودول الاتحاد الأوروبي بزعامة ألمانيا وفرنسا؟
من قام بمتابعة جلسات مؤتمر الأمن العالمي السنوي الأخير في ميونخ سوف يدرك طبيعة الهوة العقائدية التي تفصل بين واشنطن وبروكسل، بين عقائد وأفكار ومصالح جانبي الأطلنطي.
في كلمة مستشار ألمانيا شولتس في المؤتمر، وجه الرجل انتقاداً عنيفاً صريحاً لكلمة نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس، الذي مثل بلاده في هذا المؤتمر.
قال شولتس إن ألمانيا ليست بحاجة إلى دروس من الغير - كائناً من كان – في كيفية إدارة تفاصيل ديمقراطيتنا، وقال: «نحن وحدنا الذين سنتحمل هذه المسؤولية».
وأكد شولتس أن بلاده، وأوروبا تقوم بدفع حصصها في الدفاع عن الأمن الأوروبي، ملمحاً إلى انتقادات إدارة ترامب لهذه المسؤولية ورغبة ترامب شخصياً في أن تعهد دول حلف الأطلنطي في رفع التزامها من دفع 2% من نواتجها السنوية إلى 5%.
يبدو أننا أمام صراع ما بين مبادئ الفكر الأنجلوساكسوني الذي استقر عقب عصور النهضة الأوروبية والحربين العالميتين، وبين صعود وطغيان أفكار اليمين الشعبوي المتطرف.
أوروبا تفكر بعقلية الاندماج مع العالم والتناغم والتجانس في ظل العولمة الإيجابية.
بالمقابل واشنطن بفكر ترامب واليمين الأمريكي الانعزالي الذي يفكر بعقلية أمريكا أولاً، هي تقف في خندق مضاد.
هذا الخندق المضاد ضد الأطلنطي، وضد التعاون الكامل مع فرض إجراءات مماثلة، رجح الانسحاب من قمة المناخ ومنظمة الصحة العالمية.