العبث بأمن الإقليم وسلامة أبنائه مصيره الفشل فسواعد الكرد كفيلة بإفشال أي محاولة للنيل من إقليمهم وتقف الحكومة بالمرصاد لمن يبيتون له الشر دون المساس بحريات مواطنيه.
قدر كردستان أن يبقى دائماً في عين العاصفة. طرف يحوك المؤامرات ضد الإقليم، وآخر يفبرك الاتهامات له، فيما ينشغل ثالث بمحاولاته لإلحاق الأذى بحكومة أربيل. فالطامعون والحاسدون يغيظهم تفوق كردستان عليهم في توفير الخدمات والأمن، ما يجعل الإقليم قبلة للباحثين عن حياة مستقرة رغيدة من مناطق قريبة وبعيدة على حد سواء. وكلما اشتدت الحملات على كردستان، كلما شحذت همة الإقليم وحكومته أكثر وزادته تصميماً على تحقيق المزيد من الإنجازات وكأن لسان حاله يقول “يا جبل ما يهزك ريح”.
وإذ يقود مسرور بارزاني رئيس حكومة أربيل مسيرة التطور ويسهر على تنفيذ مشاريعه التنموية، فهو لا يكاد يغيب عن الساحة العالمية حيث يلتقي السياسيين من أصحاب الوزن الثقيل، حتى يعود إليها من جديد. فدولته يدرك تماماً أن “أحداً لا يمكنه أن يكون جزيرة مستقلة” وأن ثمة علاقة حاسمة بين كردستان، بمكوناته كلها، ومحيطه والقوى المؤثرة الإقليمية والخارجية، وأن التعايش مع هؤلاء جميعاً والتعامل معهم باحترام متبادل على أساس القانون، هو شرط لا بد منه لنجاحه في دفع عجلة التقدم في الإقليم.
هكذا يواصل رئيس حكومة إقليم كردستان نشاطه الدائب على المنابر العالمية حيث يلتقي قادة الدول المؤثرة ويبلّغ رسالة التعايش والسلام الكردية للقاصي والداني. بالأمس القريب كان في دافوس التي جمعته بمسؤولين كبار من دول الخليج العربي وأوروبا وآسيا، وهو اليوم في دولة الإمارات العربية المتحدة التي توجه إليها على رأس وفد رسمي كبير للمشاركة في القمة العالمية للحكومات. وفي الإمارات، التي يتردد عليها باستمرار للتداول في القضايا ذات الاهتمام المشترك مع قيادتها وفي مقدمتها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء.
◄ المخلصون الذين يكافحون بقيادة مسرور بارزاني لتحقيق الغد الأفضل لن يقبلوا بعرقلة الانطلاقة بخطى ثابتة نحو تشكيل حكومة الإقليم العاشرة التي يحتاجها كل كردي ويصبو إليها جميع أبناء الإقليم
والقمة التي دأب الرئيس مسرور على حضورها منذ سنوات، هي ملتقى سنوي يجمع كبار الساسة والمسؤولين ممن يصوغون البرامج الحيوية ويبرمون الاتفاقات الإستراتيجية في ردهاته، حظي في دورته الحالية بمشاركة دولية لافتة، إذ شارك فيه 30 رئيس دولة ونحو 140 وفداً حكوميا يضم حوالي 400 وزير تبادلوا الرأي وتناقشوا في القضايا الراهنة والمستقبلة المطروحة مع رؤساء شركات عالمية ومنظمات دولية في 2000 جلسة. وتحدث الرئيس مسرور في عدد من ندوات الملتقى. وتركزت مشاركته يوم الثلاثاء على البحث عن سبل “تخطي التحديات واغتنام الفرص”.
وعلى عادته حرص رئيس الحكومة على تبادل الرأي في دبي مع صناع القرار العرب وغيرهم وقيادات القطاع الخاص في أنحاء الدنيا، حول آفاق التعاون مع كردستان في الميادين كافة.
في هذه الأثناء، يشهد الإقليم توترات “من صنع صانع” بدأت بوادرها تظهر على الساحة قبيل سفر مسرور بارزاني إلى دبي لرسم صورة واعدة لكردستان وتعزيز روابط الصداقة بينها وبين أطراف عالمية. فقد اختارت إيران، ومن يأتمرون بأمرها، تلك اللحظة كما يبدو لشن حربها على الإقليم، معتقدة أنها تعوّض عن الخسائر الفادحة التي تكبدتها في سوريا ولبنان باستهداف جارها الصغير حجماً من دون أن تعي كم هو كبير بفعله. وسعت إلى استغلال معاناة المواطنين الكرد لتتمدد في الإقليم. هكذا تحركت مجموعة وبتوجيه بعض قادة الميليشيات الشيعية من السليمانية نحو أربيل تحت شعار التظاهر للسيطرة على إقليم كردستان بذريعة مضحكة هي تأخر الرواتب!
لعل طهران وأزلامها لم يعرفوا حتى الآن، ما يعرفه الجميع حق المعرفة، وهو أن المسؤولية الكاملة في مشكلة الرواتب تقع على كاهل الحكومة العراقية التي تديرها إيران من خلف الستار. أم هل أرادت الاستخفاف بالعقول من جديد والسير في جنازة القتيل الذي قتلته، وهي عازمة على خلط الأوراق وإثارة الفوضى غير الخلاقة في الإقليم من خلال استعمال المطالب المشروعة لشعب كردستان لنسف استقرار الإقليم والعمل على عرقلة مسيرة البناء والأمل التي يعمل مسرور بارزاني على دفع عجلتها إلى الأمام. والحق أن الجهود التي يبذلها هو حكومته قد أخذت تؤتي أُكلها، على المستوى الإقليمي. الانفراج في عملية السلام في تركيا بين الكرد وحكومة أنقرة، على سبيل المثال، يؤرق طهران التي لا ترغب بنهاية الفوضى وخسارة ما تبقى لها من أوراق إقليمية. لكن العبث بأمن الإقليم وسلامة أبنائه وحقوقهم مصيره الفشل. فسواعد الكرد كفيلة بإفشال أيّ محاولة للنيل من إقليمهم. وتقف الحكومة والأجهزة المعنية بالمرصاد لمن يبيتون له الشر، من دون المساس بحريات مواطنيه المشروعة. هكذا أعلنت وزارة داخلية كردستان أنها ستكون السد المنيع أمام “الجهات الخارجة عن القانون، وحزب العمال الكردستاني” ومن يدور في فلكهم من الراغبين بزعزعة أمن الإقليم. إلا أنها شددت على “احترام الحق في التظاهر” لكنها لن تسمح بأيّ محاولة لمخالفة “القوانين والتعليمات” النافذة.
وبالمثل، لن يقبل المخلصون الذين يكافحون بقيادة مسرور بارزاني لتحقيق الغد الأفضل بعرقلة الانطلاقة بخطى ثابتة نحو تشكيل حكومة الإقليم العاشرة التي يحتاجها كل كردي ويصبو إليها جميع أبناء الإقليم وأصدقاؤه الكثيرون. وما يدعو إلى التفاؤل هو أن ولادة الكابينة الجديدة باتت وشيكة ولو كره الحاقدون!