سهوب بغدادي
فيما تتمتع المملكة العربية السعودية واليابان بعلاقات متميزة تمتد لنحو 70 عامًا، وتشهد هذه العلاقات نموًا في شتى الإطارات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفنية، إذ شهدت المملكة مؤخرًا معرضًا متنقلاً استثنائيًا يدعى «مانجا هوكوساي مانجا» المقام في المتحف السعودي للفن المعاصر في حي جاكس في العاصمة الرياض من 15 يناير حتى 8 فبراير لعام 2025، حيث يقام المعرض بإشراف هيئة المتاحف وبالتعاون مع السفارة اليابانية ومؤسسة اليابان، فيما تعد المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة عربية هذا المعرض الذي يقدم إرث الفنان الياباني الراحل «كاتسوشيكا هوكوساي»، الذي يعتبر أحد أبرز رموز الفن الياباني التقليدي، وقد ساهم الفنان الياباني بدوره في إرساء قواعد وأساسات فن المانجا ابتداءً من الرسوم المبسطة وصولاً إلى فن المانجا الحديث والمعاصر الذي يحظى بشعبية لا متناهية في جميع أرجاء العالم، في هذا السياق، سعدت بحضور هذا المعرض الفريد من نوعه، وتجسدت معاني التقاء الماضي بالحاضر خلال حديثي مع الفنان السعودي المبدع فيصل بن عبدالله خوجه الذي عبر عن سعادته بهذا المعرض، إذ لمحت في عينيه نظرة الشغف العميق لهذا الفن العريق وتجلّى فهمه ومتابعته الحثيثة له عبر أحاديثه وشرحه لكل عمل فني على حدة. الجدير بالذكر أن خوجه تخرَّج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بدرجة البكالوريوس في علوم العمارة، ويعمل كفنان تطوير مرئي ومخرج إبداعي في إحدى الجهات المرموقة، وبدأ بحب هذا المجال الإبداعي منذ نعومة أظافره، بلا شك، لقد تساءلت عن مدى ملاءمة الشغف لمصدر الرزق، فلطالما سمعنا مقولة «الفن ما يوكل عيش» و»لا تعمل في مجال هوايتك» وغيرها الكثير من العبارات التي تعتبر مدمرة للشغف، إلا أن الفنان فيصل مثال حي على تحقيق ذلك بجعل ما تهوى ممكنًا، وكلي أمل بأن يستمر السعوديون في عكس هويتنا وثقافتنا عبر كل الطرق المتاحة ومنها الفن، وأرجو أن يتبع الأشخاص شغفهم كما فعل خوجة وهوكوساي.