عبد الله سليمان الطليان
عندما تمعن ببصرك في أشكال البشر وذلك التنوع المختلف في اللون والمظهر الخارجي الذي لا يوجد فيه تطابق إلا في حالات بسيطة نجده في داخل العائلة أو حالة التوأم، يدل هذا على عظمة الخالق سبحانه وتعالى. ولو تعمقنا في رحلة التأمل بعيدا عن الشكل والمظهر، وأخذنا الجانب الخفي الذي هو أساس الصراع مع الحياة لهؤلاء البشر مع بعضهم البعض، سوف نجد ذلك التنوع النفسي بين الخير والشر الذي يظهر في بعض المواقف السلوكية والانفعالية، وآخر يبقى مغمورا في الداخل ولا يمكن معرفته، والذي يمكن أن يظل خفياً أحياناً ويذهب مع صاحبه عندما يغادر هذه الحياة. كل البشر في داخلهم ما اعتدنا في تعريفنا له ونتداوله بيننا بشكل عام من كلمات مثل المشاعر والأحاسيس والخصال والنوازع، كل هذه الصفات النفسية نجدها مختلفة من إنسان إلى آخر وبدرجات من حيث الشدة والليونة، وبحسب مرحلة العمر والذي لا يهمنا هنا، الشيء الذي يثير الاهتمام هو قوة الأثر في حياة البشر في هذه الصفات النفسية التي تنازع بين الخير والشر، منذ أن خلقهم الله على هذه الأرض إلى يومنا الحاضر. راح الفلاسفة والمفكرون وعلماء النفس في الطرح والبحث والتحليل للوصول لمعرفة تلك الصفات التي في داخل كل إنسان، وإن كان هذا في الغالب هو تحقيق الخير للبشر حتى عصرنا الحاضر، ولكن هل تحقق هذا وعم الخير هذا العالم، أبدا إننا نعيش في صراع لم ينقطع على الإطلاق، والسبب يكمن في الاختلاف القوي في هذه الصفات المغروسة في نفوس البشر، والتي هي سنة الله في خلقه وتدبيره ونبقى نحن البشر في عجز أمام قدرته وحكمته ونتوقف عند قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.