عماد الدين أديب
ما الذي تريده حكومة إسرائيل من لبنان؟العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الدفاع الإسرائيلي في لبنان ليست عمليات ردع أو دفاع أو ثأر، لكنها تدخل في نطاق عمليات التصفية والسعي إلى التغيير الاستراتيجي في الجغرافيا والديموغرافيا.
باختصار تريد حكومة بيبي نتنياهو تجاوز مرحلة ردع «حزب الله» أو حتى تصفية مقاومته وقواعده وأسلحته، وعليها تحقيق 3 أهداف إضافية استراتيجية.
أولاً: تنظيف قرى الجنوب الأمامية والبقاع والضاحية الجنوبية في بيروت من أي مراكز قيادية أو سيطرة عسكرية وأمنية وسياسية ومالية للحزب.ثانياً: تغيير التركيبة الديموغرافية لهذه المناطق من مناطق ذات أغلبية تابعة أو موالية للحزب إلى خليط سكاني من مختلف الطوائف غير المسيسة.
ثالثاً: استخدام النزوح السكاني الذي يتعدى المليون وثلاثمائة ألف مواطن ومواطنة لخلق حالة ضغط اقتصادي وسياسي على كل مفاصل الدولة اللبنانية، لإنهاء وتصفية وجود «حزب الله» من قبل الدولة اللبنانية، وإحلال قوات وأسلحة الجيش اللبناني الوطني محلها.
لذلك كله يمكن فهم المغزى السياسي والهدف الاستراتيجي من عمليات التصفية والترحيل المؤلمة، التي تقوم بها إسرائيل بمعنى أنها ليست ضربات ردع تدخل في مجال ما يعرف بإجراءات جذرية في «تغيير قواعد اللعبة الأساسية»، بعدما عاشت إسرائيل والحزب سنوات من مرحلة احترام قواعد الاشتباك.
في الفترة الباقية لتغيير مقاليد الحكم في واشنطن من الآن حتى 20 يناير المقبل وحتى يتسلم ترامب وحزبه السلطة سوف يستمر جيش نتنياهو في استكمال مشروعه مهما كانت الفاتورة، ومهما كانت خسائر لبنان.