أعتقد أنَّ التحكيم السيئ الذي قدمه لنا الألماني فيليكس تسفاير وبقية مساعديه في مباراة الهلال أمام النصر هو أحد التحديات التي توقع النيجيري مايكل إيمينالو -بل وتمنى- أن يتعرض لها الهلال في الفترة المقبلة؛ فالألماني هو و (فاره) أنقذ بروزوفيتش لاعب النصر من طرد صريح مرتين، مرة بالطرد المباشر في الدقيقة 20، والثانية بتجاهل منحه البطاقة الثانية في الدقيقة 40، كما حرم الهلال من ضربتي جزاء صريحتين -على الأقل- في الدقيقتين 49، 84.
أقول إنَّ التحكيم السيئ في مباراة مثل هذه هو (أحد) التحديات التي يجب على الهلال ولاعبيه ومن قبلهم مدربه خيسوس أن يتوقعوا حدوثه في أي مباراة؛ لكن ما يجب أن يُقلق الهلاليين فعلًا هو أن لا يكون الهلال بالمستوى الفني الجيد الذي يسمح له بأن يتجاوز عقبة التحكيم كما كان يفعل، وكم فعل في مناسبات كثيرة حين يكون بحالٍ جيدة! والأكيد أنَّ الهلال لا يعيش أفضل حالاته فنيًا حتى قبل إصابة نيفيز وغيابه، فكيف بعد غيابه؟!
التحدي الأكبر الذي يواجه الهلال هو هذا الوهن الذي بدأ يعتريه، وهذه الفراغات التي بدأت تتسع في وسط ملعبه، وهذه الثغرات التي تكاثرت في دفاعه الذي يصر خيسوس على أن يغيب عنه الأفضل حسان تمبكتي، وإذا ما كان الهلاليون ينظرون بجدية للمشاركة العالمية التاريخية فإن البحث عن بديل لكوليبالي أكثر صلابة و(تكانة) وقدرة على أن يكون قائدًا للدفاع وحلًا لمشكلاتها لا واحدًا منها!
التحدي الأكبر الذي يواجه الهلال هو القدرة على التخلص من لاعبين لم يعد لديهم القدرة أو ربما الرغبة في تقديم أي إضافة للهلال، وإن كان من قائمة بهؤلاء اللاعبين فيجب أن يتصدرها محمد كنو الذي سيسجل التاريخ أنَّه أكثر لاعب خذل الهلال في تاريخه.
التحدي الأكبر الذي يواجه الهلاليين هو مدى قدرتهم على التعامل بجرأة وشجاعة مع كسل ومزاجية الصربي سافيتش؛ فالهلال لا يملك الرفاهية الكافية لأن يكون في خط وسطه لاعب (يتمشى) و(يسحب) رجليه بحجة أنه لاعب (مخ مش عضلات)، وكأنَّ سافيتش قد استكثر على الهلال أن يستخدمهما معًا!
الهلال مع خيسوس يملك الكثير من المقومات والمزايا التي استحق عليها البرتغالي القدير الثناء والمديح والغزل؛ لكن الاكتفاء بنشوة النتائج والصدارة وأرقام سلاسل الفوز وعدم الخسارة قد يحرم الهلاليين من القدرة مبكرًا استبصار أماكن الخلل وعلاجها تكتيكيًا أو عبر إضافة بعض العناصر ومخالصة أخرى في فترة الانتقالات الشتوية، وهو ما أخشى أن يدفع الهلال ثمنه لاحقًا سواء على صعيد المنافسات المحلية أو الآسيوية أو العالمية.
قصف
** لم يكن ينقص الكسول سافيتش أن يلعب إلى جواره محمد كنو ليخلق معه (ثنائية الكسل) التي منحت أوتافيو وبروزوفيتش وسط الملعب على طبق من ذهب.
** الهلال بحاجة إلى لاعب وسط مقاتل ومفكر وقائد مع نيفيز، اللعب بالشوكة والسكين كما يفعل سافيتش لا يجدي مع فريق ينافس على كل البطولات ويبحث عن كل الألقاب؛ خصوصًا مع اقتراب عودة نيمار.
** الحكم الألماني كان عند حسن ظن من اختاره لهذه المواجهة.
** في ظل حتمية رحيل لودي في الشتوية أعتقد أنَّه قد حان الوقت لإشراك متعب الحربي والعمل على إدخاله للمنظومة والاكتفاء بلودي عند الحاجة له آسيويًا.