: آخر تحديث

جنود الاحتلال وشهوة الإبادة!

13
11
13

 

اتصلت بي هاتفياً من بيروت صديقة لبنانية، لوالدها حانوت في بلدة النبطية الجنوبية في لبنان، وقالت لي بحزن إن جنود الاحتلال دمروا سوق النبطية التجاري، وكان قلب المدينة النابض.. وبعدها استمتع جنود الاحتلال بالتدمير، تابعوا قصفهم لغزة وأوقعوا عشرات الشهداء بينهم أطفال ونساء.. وسألتني صديقتي اللبنانية التي تعرف كتاباتي (النسوية) عما إذا كنت في غاية السرور لترشيح كامالا هاريس لرئاسة أقوى دولة في العالم: U.S.A. فقلت لها: ذلك يتوقف على موقفها من قضية فلسطين ومن أفعال جنود الاحتلال وشرورهم. وإذا رفضت تزويد إسرائيل بالسلاح بعد اليوم سيسرني موقفها الإنساني هذا.. وسأنشر صورتها على غلاف مجلة قلبي (كما فعلت مجلة فوغ)!

تحف فنية أم قمامة؟
من الأمور التي تبدو للقارئ أو المحب لزيارة المتاحف الفنية والمعارض مؤسفة هو رمي بعضها في القمامة!

ومنذ أعوام قريبة في باريس، في معرض «الفياك» الذي يقدم أعمالاً فنية طليعية، رمت إحدى اللواتي يقمن بتنظيف المكان قبل افتتاحه اليومي، بعمل فني ضخم على الرصيف أمام باب المعرض لكي تتم الشاحنة التي تجمع القمامة من شحنه مع بقية قاذورات باريس.. وبعد افتتاح المعرض اكتشف (المبدع) أن عمله الفني لم يعد في مكانه وأنه على الرصيف أمام باب (الفياك). وضحكت باريس لتلك الحادثة وسر بها بعض نقاد الفياك، وركض (الفنان إلى الرصيف لإنقاذ (إبداعه) الفني وكانت قد بدأت تمطر، وضحكت باريس لتلك الغلطة التي قامت بها إحدى المنظفات للمكان (أم تراها لم تكن غلطة بل نقد فني عفوي)؟

ذكرني بذلك أن متحفاً هولندياً استعاد (عملاً فنياً) رماه موظف في القمامة بعدما ظنه كذلك! ولم يعاقب الموظف الذي رمى بزجاجتي البيرة المطليتين يدوياً بدقة لأنه كان يقوم بعمله فقط؛ أي التنظيف!

مصادقة الحيوان
نجمة السينما الفرنسية بريجيت باردو، تقاعدت من أجل التفرغ لمؤسسة للرفق بالحيوان، وحذار من أن تلتقي بها مصادفة أمام باب مطعم وأنت ترتدين معطفاً من الفراء الأصلي، لأن ذلك يعني أن حيواناً قد قتل وتم سلخ جلده من أجل تحويله إلى معطف!
وأنا شخصياً أكره مصارعة الثيران، ويؤسفني منظر الثور الذي غرست فيه السيوف ليقوى المصارع على قتله، وسرني أن فرنسا وأحد أجزاء إسبانيا منع تلك (الرياضة!).

وقرأت مؤخراً أن متطوعين خاطروا بحياتهم لإنقاذ القطط في ضاحية بيروت الجنوبية حيث أرغم القصف الإسرائيلي الناس على ترك بيوتهم! ليت بعض جنود الاحتلال يفكرون بالبشر كما يفكر بعض المقصوفة بيوتهم بإنقاذ أنفسهم وقططهم أيضاً!

الشيخوخة؟ من يبالي
يبدو أن تجاوز قرن من العمر يقوم بتنشيط بعض النساء الأوروبيات وبالذات الفرنسيات وبعد الفرنسية التي قفزت بالمظلة من طائرة محلقة وعمرها أكثر من قرن، ها نحن أمام سيدة عمرها 103 ولكنها قامت بقبول وشمها برسم زهرة مع اسم ابنتها الوحيدة شانتال. وهكذا، فالفرنسية السيدة ريموند، هي أول من تحمل وشماً بعد سن 103 سنوات. ونعرف أنها لن تعرض بشرتها إلى الليزر لإزالته!

وحكاية الإنسان مع الوشم طويلة. وحين كنت طالبة في لندن، انتشرت (موضة) الوشم على الأيدي وغيرها مما لا يُرى، وأنا أكره الوشم كأن تقوم فتاة ما بوشم عبارة «سأحبك إلى الأبد يا كريستوفر»، ويفترقان بعدها ويبقى الوشم. وتذكرت (الحنة) الدمشقية التي تزول بعد شهر، وهكذا قمت بوشم يدي بالحنة، وبعد شهر فترت (الموضة) وزال الوشم عن يدي! حذار من وشم عبارة: «سأحبك إلى الأبد يا «فلان». فالأبد في الحب قد لا يدوم أكثر من عام. وإذا كان لا بد من الوشم فليكن على طريقة تلك السيدة التي تجاوز عمرها 103 ولكنها وشمت اسم ابنتها!

الوفاة في المستشفى أفضل!
أشعر بالقلق كلما قرأت عن وفاة قائد طائرة أثناء رحلة ما، لأنني أتخيل مصيري لو كنت بين الركاب! ومنذ حوالي عامين، انتحر قائد طائرة بأن حطمها على الأرض بعدما كانت تحلق، وقتل معه بقية الركاب وبينهم من كان ذاهباً في رحلة شهر العسل.

أما الخبر الذي طالعته، فيثير المزيد من القلق لأن قائد الطائرة التركية توفي وفاة طبيعية أثناء رحلة والطائرة محلقة، ولحسن الحظ كان في قمرة القيادة المكونة من طيارين اثنين آخرين من استطاع الهبوط بالطائرة اضطرارياً في نيويورك وكانت متجهة إلى إسطنبول!

حين تركب طائرة ما، تنسى أحياناً أن قائدها بشر مثلنا، قد يموت فجأة، وبالتالي قد نموت معه.. وكل رحلة بالطائرة مغامرة.

نجم الدراجي وجبران
حين أطالع مقالاً يعجبني أقصه من الجريدة وأحتفظ به. وهو ما فعلته بمقال للكاتب العراقي نجم الدراجي نشره في 14 ـ 9 ـ 2020 في «القدس العربي»، وعنوانه: «جبران.. كتب اسمه بأحرف كبيرة على وجه الحياة». وهذا صحيح. ومن الواضح أن نجم الدراجي كتب مقاله بمعلومات تصلح لأطروحة جامعية.. وذكر أن المكتبة الأدبية زخرت بمؤلفات كثيرة عن رسائل جبران كدراسات أدبية ونقدية، وبينها ما كتبه جميل جبر وسلمى الحفار وسهيل بشروني وإسكندر نجار وتوفيق صايغ ورياض حنين… وكانت الأديبة مي زيادة، التي راسلها، تحمل له دفء الشرق. مقال نجم الدراجي هذا يمكن أن يكون اختصاراً لأطروحة لشهادة الماجستير.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد