عماد الدين أديب
المرحلة المقبلة في تثبت الأوضاع في المنطقة، سوف تعتمد على فرض وترسيم مناطق عازلة في غزة وجنوب لبنان.
منهج «المناطق العازلة»، هو مكون رئيس في الأهداف النهائية لاستراتيجية الأمن للجيش الإسرائيلي.
بالمفهوم الإسرائيلي، يتم فرض عمليات عسكرية على منطقة بنيران كثيفة، ودمار كبير، تؤدي إلى إخلاء المنطقة المستهدفة من السكان والعمران، ويتم احتلالها، تمهيداً لترسيمها منطقة عازلة بينها وبين القوات المعادية «فلسطين – لبنان».
والتعريف القانوني الدولي للمنطقة العازلة، هو مساحة معينة، تكون عادة إقليماً من الأرض التي تحددها الأمم المتحدة، أو أي اتفاق دولي، من أجل فرض سيطرة عسكرية، تؤدي إلى فرض سيطرة أمنية لحماية أهداف عسكرية أو استراتيجية أو حيوية، وأيضاً لحماية المدنيين القابعين لهذه القوة العسكرية.
وقد طبقت المناطق العازلة في الحرب العالمية الثانية، وحرب الكوريتين، وشمالي سوريا، والصحراء المغربية، وفي فلسطين، وفي جنوب لبنان.
وفي حالة جنوب لبنان، يسعى نتنياهو إلى إخلاء قوات الرضوان «النخبة في حزب الله»، إلى ما بعد «الليطاني»، بمسافة قيل أولاً إنها 8 كم، ووصلت بعد اغتيال حسن نصر الله إلى 20 كم، حسب روايات إسرائيلية مسربة.
ويهدف هذا المطلب الإسرائيلي، إلى «حماية المستوطنين في شمالي إسرائيل من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من حزب الله، وتأمين عودة ما بين 60 إلى 80 ألفاً منهم، تم تسكينهم في وسط إسرائيل، منذ أكتوبر الماضي».
وفي غزة، يبدو أن إسرائيل تريد إجراء تقسيم فعلي لمساحة 360 كم2، وهي إجمالي مساحة القطاع، لمنع اتصال الشمال بالجنوب، عبر حزام أمني في الوسط، مدعوم بقوات أمنية، وإشراف دولي، ومراقبة كاميرات لحظية.
تقوم إسرائيل – بذكاء – بتسويق ملف ضرورة إقامة مناطق أمنية عازلة، تحت حجة أنها تريد أن تضمن بشكل نهائي، عدم تكرار ما حدث لمواطنيها في 7 أكتوبر الماضي.