عبدالله خلف
الشخصية الأولى:
كبيرهم هو «بريجنيسكي) وهو واحد من قدامى عرّابي السياسة الخارجية الأكثر احتراماً وتأثيراً في واشنطن كان مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر، بين عامي 1977 - 1981 ... أُطلق عليه (مفكر جيوستراتيجي) ألّف العديد من الكتب، وهو باحث في مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية... قالوا إنه كلمة السرّ في جميع الأحداث التي تجري منذ سبعينات القرن الماضي، جسّد المؤامرة (الصهيوأميركا) لخلق سايكس - بيكو الثانية مع وضع خريطة جديدة للشرق الأوسط، وهو أول مَنْ دعا إلى تفكيك النظام الإقليمي العربي لطمس عروبته بعد حرب 1967، وغياب جمال عبدالناصر... وهو الذي وضع خريطة العالم العربي العرقية.
ففي كتابه (بين جيلين) الصادر في سبعينات القرن الماضي والأحداث الجارية الآن هي من آثار مخططاته الشيطانية رغم خرافة أقواله إلا أن الغرب اعتمدها ككتاب سياسي مقدّس... نفى عن العالم العربي عروبته ووحدته القومية...
قال بريجينسكي: الشرق الأوسط مكوّن من جماعات عرقية ودينية مختلفة يجمعها إطار إقليمي... فسكان مصر ومناطق شرق البحر المتوسط غير عرب، أما داخل سورية فهم عرب وعلى ذلك فسوف يكون هناك شرق أوسط، مكوّن من جماعات عرقية ودينية وقبلية، وهي كانتونات يجمعها إطار إقليمي كونفيدرالي... وقال متباهياً بما حدث للعالم العربي والشرق الأوسط: كنت أول مَنْ دعا إلى تفكيك النظام الإقليمي العربي، وطمس عروبته وإعادة تشكيله على أُسس عرقية وطائفية.
المرجع: كتاب الاحتلال المدني للأستاذ عمرو عمّار... من الفصل الثاني.
الشخصية الثانية:
المتآمرة على الأمة العربية هي جماعة الاخوان المسلمين المنتشرة في كل بلاد العرب، لقد أحصى الباحث المصري السيد أحمد عبدالفتاح، لقاءات الاخوان والإدارة الأميركية خلال عشرين عاماً بـ 83 لقاء موثقاً معلناً بين الاخوان والأميركان منذ عام 2006، ومنها ما كشفه أحمد عبدالفتاح، لجريدة (الأخبار) المصرية... وما ذكره عرّاب الاخوان في العالم والقيادي البارز إبراهيم صلاح، المقيم في سويسرا، منذ أكثر من 20 عاماً ويعتبرونه وزير خارجية تنظيم الاخوان... الإدارة الأميركية فتحت ثلاثة ملفات مع الاخوان الملف الأوروبي، وملف إسرائيل وملف الأقباط المسيحيين مع احترام اتفاقية السلام المصرية - للأخذ بأيدي الاخوان للسلطة وإسقاط الرئيس حسني مبارك، الحليف مع أميركا والغرب.
أما لقاءات الاخوان المسلمين مع الغربين الأميركي والأوروبي المتمثل في انكلترا وفرنسا فقد جاوزت العشرات... في سفارتي البلدين في القاهرة وفي منازل قادة الاخوان (سبق أن نشرتها في جريدة «الوطن» بمقالين بيّنتُ علاقة الاخوان بالأميركان وعلاقة الاخوان بالإنكليز ولقاء إسقاط الحكومات الوطنية المصرية ابتداء من إسقاط الثورة المصرية منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، رحمه الله).
**
الشخصية الثالثة:
برنارد لويس، مستشرق متخصص في الشؤون الإسلامية حيث قدم مشروعاً لتقسيم الشرق الأوسط أطلق عليه مشروع سايكس - بيكو، الثاني بحجة نشر الديمقراطية.
وبرنارد لويس، هو الذي قدّم تقريراً للإدارة الأميركية قال فيه: إن العرب والمسلمين قوم فاسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم، وإذا تركوا لأنفسهم، فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات إرهابية تدمر الحضارات، والحل هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وعلى أميركا أن تستفيد من الإنكليز والفرنسيين عندما وضعوا خريطة سايكس - بيكو في تقسيم البلاد العربية الأول بعد تفكيك دولة الخلافة العثمانية وخطته الأخرى تفتيت الدول العربية إلى دويلات وكانتونات مرت عمليات التقسيم وسط انشغال المسلمين في حروبهم مع بعضهم وإغراء كل فئة لكي تتولى إدارة إقليم لها... مر السودان والصومال والعراق وليبيا في تجربة التقسيم في وسط فتن وانقسامات مرسومة لها في خريطة (برنارد لويس) وبريجنيسكي، ومبت مورني، الذي قال إننا سوف نصنع إسلاماً يُرضينا ... وتداركت تونس المؤامرة وكذلك مصر فتدخل الجيش للإنقاذ هكذا جرى مشهد التقسيم والأمة الإسلامية والعربية في حالة تصادم وقتال.